عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2008, 07:12 PM
الصورة الرمزية ابومهند2008
ابومهند2008 ابومهند2008 غير متواجد حالياً
 






ابومهند2008 is on a distinguished road
افتراضي قصة قديمة واقعية من بلاد قضاعة

قصة قديمة واقعية من بلاد قضاعة


بدأت أحداثها عند بدايات الحكم السعودي الزاهر عندما كان ذالكا الصبيان والذان لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشر .يشقان طريق العودة من مدرستهما التي تبعد عن مساكن قبيلتيهما مسيرة يوم وليلة.فقد كانت قبيلتيهما تسكن الجبال الشامخة في جنوب المملكة وكانت مدرستهما البدائية في التنظيم هي نواة مدارس الجنوب والتي أنشائها العلامة الشيخ عبد الله القرعاوي- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- والتي كانت تقع في تهامة وبالتحديد في مدينة سامطة الآن.حيث كان هذان الولدان يسافران اليها مشيا على الأقدام مسيرة يوم وليلة من المشي المتواصل ليقيما فيها بضعة أشهر بعيدين عن مرابع أهلهما طمعا منهما في الحصول على العلم الذي كان من أندر الأشياء في ذالك المكان البعيد من شبه الجزيرة العربية.

كان هاذان الصبيان تجمعهما محبة كبيرة تفوق محبة الأخوان مع أنهما من فخذين مختلفين من قبيلتهما الكبيرة وكانا يحملان نفس الإسم (علي) .كان لهما معاملة خاصة بين أفراد القبيلة حيث أنهما سوف يكونان السراج المنير الذي يعلم أفراد القبيلة تعاليم الدين الظرورية فهم مجتمع يعبدون الله ويؤمنون به ولكن ليس لهم علم وافي بأحكام الدين وواجباته ساقهم الى ذالك صعوبة وبعد البيئة التي يعيشون فيها وإنغلاقها على نفسهالسنين طويلة مليئة بالفتن والثارات التي تحصد الأرواح حصدا.فتقوقعو داخل منظومة القبيلة تسيرهم عاداتهم وتقاليدهم القديمة التي ورثتها لهم أجدادهم مع تعاقب السنين.

إنطلق الصبيان في مساء يومهما الثاني من السفر. حيث أنهما كانا ينامان عند أي بدو رحل يجدونهما في الطريق لكي يعودا لمواصلة سيرهما في أثناء النهار .يتسابقان تارة ويمشيان الهوينى عندما يدركهما التعب تملئهما المحبة لبعضهماوالفخر بمكانتهما بين القبيلة التي سوف يبيتون ليلتهم هذه في أحضانها بعد غياب قد قارب الثلاثة أشهر هذه المرة.

بدا لهما عن بعد ذالك الشامخ العملاق الجاثم على وجه اللأرض في هيبة ووقار فأسرعا الخطا اليه لانه يحمل على أكتافه الشامخةمنازل القبيلة التي قد أظناهما الشوق اليها. ذالك الشامخ هو سلسلة الجبال التي توجد بها مساكنهما فيال ذالك الشعور وهما يتسابقان اليه وكل واحد منهما يصرخ لصاحبه بمخططه الذي قد وضعه لكي يكون وصوله مفاجئة لأهله.

تعب الصغيران من الركض ، فأرخيا المشي عندما كانت الشمس تميل الى الغروب وأدركا أنهما لن يصلى الى جبلهما الغالي في هذا النهار.فهذه شمسه تودعهما واعدة إياهما بليلة أخرى بعيدة عن أهلهما .والوديان المحيطة بالجبل مليئة بكثير من الحيوانات التي يخاف سالكها ليلا من إختراقها وهو رجل بالغ حامل لسلاحة .فكيف سوف يكون حالهما وهما صبيان لم يبلغا الخامسة عشرة من أعمارهما بعد.فقررا البحث عن مأوا لهما يقضيان فيه ليلتهما.وكان الله لهما بالعون فقد صادفا بيت من القش (عشه) تسكنه عجوز وزوجها والذان أكرماهما بما هو موجود من خبز ولبن .بعدها ناما نوم ملكين صغيرين في فناء ذالك البيت المتواضع حتى أيقضهما ثغاء قطعان الماعز منذرة ببزوغ فجر جديد وهي تتهيأ لمغادرة مرابطها للرعي.

إنطلق الصغيران الى مجرى الوادي يتوضئى ويصليى بعد أن ألقيا التحية على أهل البيت شاكرين لهما حسن الظيافة.كان الوقت لا يزال باكرا والشمس بدئت ترسل أشعتها وهذا يعني أنهما سوف يصلان الى مساكن القبيلة والتي تقع في الجانب الآخر من الجبل قبل الظهيرة.

توقف (على) الأصغر فجائة عند آثار قبر قديم في طرف الوادي .وكانت القبور تبقى مرتفعة عن الأرض في ذالك الزمن الذي كانت تملئه الكثير من البدع والخرافات
وجهل الناس بالدين . توقف (علي) الصغير محدقا في هذا القبر .قال له (علي) الأكبر والذي يكبره في السن بثلاثة أشهر فقط. ماذا بك؟ أم تراك تريد أن تزيل بناء هذا القبر كما تعلمنا من الشيخ؟

أجابه (علي) الأصغر : أتعرف إسم هذا المكان؟

فجائت الإجابة من (علي) الأكبر: نعم إنه وادي ...فلان!!!!

فانفجرت تلك الكلمات من (علي) الأصغر محملة بكل الغطرسة والحمية :إذا أتدري قبر من هذا يا علي؟

فأجابه صاحبه : قبر من؟

فقال ( علي) الأصغر:هذا قبر جدك الذي قتله جدي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
توقيع مخالف للانظمه
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس