[عذبة الاوصاف]

أصدرت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي كتاباً جديداً تحت عنوان «التحكيم الأسري» لخبير التحكيم الأسري جابر أحمد نور، ويضم الكتاب مباحث عن مشروعية التحكيم وأهميته وأخلاقياته، والاسترشاد بالقرآن الكريم وبنصوص السنة النبوية المشرفة، والإجماع.


كما اشتمل الكتاب على الشروط الواجب توافرها في الحكمين اللذين يقومان بالإصلاح بين الزوجين، والصفات التي يجب أن يتميز بها كل منهما، وكيفية ردهما وعزلهما.


وأورد الكتاب الأنظمة ومواد التحكيم في قانون الأحوال الشخصية الاتحادي، ونظام رقم (8) لسنة 2006 بشأن المحكمين في دعاوى الأحوال الشخصية في دبي، إضافة إلى توجيهات أسرية ووسائل تعين على حسن العشرة والاستقرار الأسري، ومنها حسن الاختيار والإخلاص والحوار الناجح والمصارحة وفهم النفسيات واستشعار المسؤولية والكرم والاحترام المتبادل والحكمة في إدارة الخلاف والدعاء.
خدمة للمجتمع
ــــــــــــــــــــــــ

ويقول الدكتور حمد الشيباني المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إن الدائرة تقدم هذا الإصدار في إطار حرصها على طرح كل ما يمكن تقديمه لخدمة المجتمع، والعمل على تحقيق استقرار الفرد والأسرة والمجتمع، من خلال التعاون بين مؤسسات المجتمع المختلفة، من أجل حل المشكلات التي تطرأ على أفراده.


وأوضح أن التحكيم الأسري يبدأ عند نشوب خلاف بين الزوجين، وهو جهد وسعي لمحاولة تطبيق قول الله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما)، مؤكدا أن التحكيم يحقق الكثير من المصالح ويدرأ المفاسد التي تعود على الزوجين أو الأولاد والأسر وعلى المجتمع من جراء الخلافات الأسرية، وحفظ العلاقة الطيبة بين الأقارب.


ويرى الباحث جابر أحمد نور أن التحكيم يفسح المجال أمام أصحاب الرأي السديد والخبرة الراسخة والعلم الرشيد في المشاركة لإشاعة الوئام في المجتمع والقضاء على النزاعات والخلافات وهي في مهدها، وضرورة قيام عمليات التحكيم وفق التوجيهات الشرعية، وقانون الأحوال الشخصية والقواعد المقررة في علم النفس والاجتماع.


وضرورة انتقاء العناصر المؤهلة، والتي تتمتع بالمعرفة العلمية والخبرة والمهارة المهذبة، والبعد عن المجاملات للوصول إلى الهدف المنشود، ودعا إلى التأهيل المستمر لعناصر مهنة التحكيم عن طريق ورش العمل والدورات المتخصصة.


ويضيف جابر نور أن من فوائد التحكيم أنه أحدى أهم الوسائل الفعالة في فض النزاعات الزوجية، وإيجاد الحلول المناسبة لها، والعمل على استقرار الأسرة وديمومتها وتماسكها، ويمثل ركيزة أساسية في البناء المجتمعي السليم، كما يعمل على الإسراع في فض النزاعات، ويعمل على إشاعة مبدأ إصلاح ذات البين وإبعاد شبح المنازعات والخصومات في المجتمع المسلم.


وأوصى الباحث بضرورة إيجاد جهة مسؤولة عن شؤون التحكيم والمحكمين، لتذليل العقبات وتنظيم أمورهم الإدارية، وضرورة وضع آليات للتعاون بين الجهات المعنية لإنجاح ونشر ثقافة التحكيم حفاظاً على تماسك المجتمع