الموضوع: في ظلال آية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-01-2012, 07:46 PM
الصورة الرمزية ابن روزه
ابن روزه ابن روزه غير متواجد حالياً
مراقب عام
 






ابن روزه is on a distinguished road
7 في ظلال آية

(في ظلال آية ) بقلم الاستاذ سعيد اللساب

كنانه:



بسم الله الرحمن الرحيم

(في ظلال آية )

الحمد لله وبعد :
لقد وهبنا الباري تبارك وتعالى نعما كثيرة ووسائل للراحة والتواصل وفيرة ومن هذه النعم الشبكة ألعنكبوتيه لمن يحسن الاستفادة منها ،ففيها من العجائب والغرائب مايدهش المرء ، ولكن الملفت للنظر كيفية تعامل فئام من البشر مع هذه النعمة التي تستحق الشكر فقد سهلت التواصل واختصرت الزمن وقضي بها الحاجات .
إن المرء ليصاب بالدهشة والحيرة عندما تتكشف له خبايا بعض أنفس البشر ومكنوناتها من خلال ما يكتبونه ويسطرونه في صفحات منتديات هذه الشبكة وخاصة مواقع القرى ، انه ليأسى ويتألم عندما يتصفح أحيانا بعض النقاشات والتراد والتجاذب وبمعرفات مجهولة يتخفى المرء خلالها فيقذع في الذم ويكيل التهم ويقدح في النوايا والأعجب عندما ينكشف بعضهم بطريقة أو أخرى فإذا هم ممن يهش إذا لقيك ويمدحك في وجهك وربما كنت تأمنه على بعض إسرارك فأنت تظنه اعز صديق وأقربهم إلى نفسك وهذا ليس نسج خيال بل إنها حقائق وقعت نعرف أناسا حدثت معهم ، هنا يتذكر المرء أحوال فئة من الناس لايفصح عن مكنوناته ولا يخرج ما في عقله الباطن أو اللاشعور كما يسميه التحليل النفسي ولا يصدق في مشاعره تجاه الآخرين إلا إذا ظن انه في مأمن من أي تهديد أو عقاب هنا فقط تظهر ذاته الحقيقيه كما تسمى في المدرسة الإنسانية ، من هذه المواقف تأملت آية من كتاب الله وأحببت أن تشاركوني هذا التأمل وهي الآية رقم 108 من سورة النساء وهي قول الباري سبحانه وتعالى ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ) أحببت أن اذكر بها نفسي وإخواني في زمن التخفي خلف الشاشات بالأسماء الوهمية وفي زمن التسابق على الشهرة والظهور ومسابقة الزمن للحصول على المكانة الاجتماعية ولو على حساب المبادئ والقيم والأخلاق بل والدين في بعض الأحيان ، نعم إن الآية نزلت تهدد المنافقين لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، يقول السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الايه ( وهذا من ضعف الإيمان ونقصان اليقين أن تكون مخافة الخلق عندهم أعظم من مخافة الله ) ويقول سيد قطب رحمه الله ( وهي صورة مزرية داعية إلى الاحتقار والسخرية ، مزرية بمافيها من ضعف والتواء وهم يبيتون من الكيد والمؤامرة والخيانة ويستخفون من أعين الناس ... فأي موقف يدعو إلى الزراية والاستهزاء أكثر من هذا الموقف إلى أن قال فأين يذهبون بما يبيتون والله معهم إذ يبيتون وهم تحت عينه وفي قبضته ) تأمل أخي قوله يبيتون أي بالليل وغالب أحوال من يكتبون في الشبكة بالليل وقف عندها !!!
لقد تحدثت مع نفسي وقلت لها ماأصعب سلامة الصدور ولذا استحق عليها ذلك الصحابي بشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة بعمل للنوافل قليل، وقلب للتسامح والصفاء والوضوح كبير ولذا قال عبدالله بن عمرو عندما علم بعمله هذا، هذه التي لانطيقها وتذكرت قول الله ( يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) فيا أخي إذا أردت أن تنقد أحدا أو تقومه فاكتب باسمك الصريح حتى تتحفظ فيما تكتب أما التخفي فتلك المهلكة خاصة إذا كانت النية تحقير الآخرين أو النيل منهم أو إسقاطهم والتشفي فيهم ، أو همزهم ولمزهم والإشارة إلى مثالبهم وأخطائهم تحت مظلة النصح والوعظ ،فما أقبح صعود الدنيا بسلم الدين والحمد لله رب العالمين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي