عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2013, 07:33 AM   #15
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( مقـــــالات أماراتية محلية يومية في شتى المجالات ))

ويستمر تجاهل المجتمع..

بقلم / سامي الريامي كاتب في جريدة الامارات اليوم

في أحد فروع مقهى عالمي شهير على شارع الشيخ زايد في دبي، تفتخر الشركة المالكة للمقهى، من خلال لوحة تعبيرية على الحائط، بالأعمال المجتمعية التي أسهمت فيها، لا أنكر أنها مهمة وجميلة، وأسهمت في رفع مستوى فئات عديدة في المجتمع المقصود، لكن في الوقت نفسه حاولت أن أجد إسهاماً للشركة نفسها داخل حدود الدولة، فلم أجد لها أي ذكر في دعم أي عمل مجتمعي شبيه أو مختلف عن الأعمال التي تنفذها في مختلف مدن العالم!
وهذا ينطبق على معظم الشركات العالمية الكبيرة التي تنفذ عمليات واسعة داخل الدولة، وتجني أرباحاً مهولة، ومع ذلك لا تسهم، بل لا تفكر أبداً، في الإسهام في أي عمل مجتمعي يمكن أن تستفيد منه بعض الفئات المحتاجة داخل الدولة، مع أنها تنشط بشكل ملحوظ في تنفيذ أعمال كثيرة في كل قارات العالم!


ليس عذراً أبداً أننا دولة نفطية غنية، فنحن لن نصبح يوماً أغنى من الولايات المتحدة كدولة، ومع ذلك تنشط هذه الشركات هناك، ولا دخل لحكومة الإمارات أصلاً في مثل هذه الأعمال، فهي تقع تحت بند الإسهام في خدمة المجتمع، فلا يعني تنفيذها من قبل الشركات وجود تقصير حكومي، بقدر ما هو واجب على هذه الشركات التبرع للأعمال الاجتماعية والإنسانية كنوع من الاعتراف الضمني بفضل الحكومة عليها، وحق المستهلك الذي يدفع أرباحها من جيبه!
غريب جداً هذا التجاهل التام من قبل معظم الشركات العالمية الكبيرة العاملة في الدولة لقضايا المجتمع الإماراتي، فهي بعيدة عن الإسهام في أي مشروع يعود بالفائدة على أفراده، وهي لا تعرف من المجتمع سوى المزايا والتسهيلات الحكومية، والمطالبة بمضاعفتها، وجمع المكاسب والفوائد والأرباح فقط، مع عدم الاكتراث لأي شيء آخر!
قبل أشهر عدة أطلقنا في «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع مركز دبي للتوحد، حملة لبناء مركز جديد متطور للأطفال المتوحدين، يتناسب مع احتياجاتهم المختلفة، ويواكب الزيادة الكبيرة في عدد أطفال التوحد، خصوصاً أن المقر الحالي لم يعد قادراً على استيعابهم، ومع أن المركز المزمع إنشاؤه سيستوعب أطفالاً من جنسيات مختلفة، إلا أن الحملة لم تسجل حتى الآن أي إسهام من الشركات الأجنبية!
جمعنا حتى يوم أمس 23 مليون درهم من أصل 50 مليون درهم، وهو المبلغ المنشود لبناء المركز، لم يكن بينها درهم واحد من أي شركة غير وطنية تعمل في الدولة، على الرغم من مخاطبتها بوسائل شتى، وجميع المتبرعين من القطاعين الخاص والعام في الحملة هم من المواطنين، ألا يدعو ذلك إلى الاستغراب؟
مركز التوحد ليس هو المثال الوحيد، ولن يكون الأخير، فقبله كان تجاهل توظيف المواطنين، وعدم الإسهام في كثير من الحملات الإنسانية والمجتمعية، والسؤال الأهم هو: هل سيظل الوضع على ما هو عليه، أم لابد من استخدام لي الذراع قليلاً مع هؤلاء الذين يرفضون الإسهام في أي عمل مجتمعي؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس