عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-11-2010, 07:17 PM
الصورة الرمزية اسدنيس
اسدنيس اسدنيس غير متواجد حالياً
 






اسدنيس is on a distinguished road
افتراضي كلمة بمناسبة قرب حلول عيد الاضحى المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ...ونشهد أن لا إله إلا الله رب السموات والأرضيين ...ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين ...اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخواني وأخواتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وبمناسبة قرب حلول عيد الضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات قمت باستشفاف ما استطعت استشفافه من عدة كتب قيمة وجمعته في هذه الكلمة لعل الله أن ينفعنا جميعاً بها لننال بها الآجر والثواب من الله سبحانه وتعالى....

إخواني وأخواتي الأفاضل أن للعيد في الإسلام معنى خاصا ، ومظاهر خاصة ، فالعيد عند المسلمين تعبير عن الشكر لله تعالى على أن وفقهم لأداء عبادته ، والتزام طاعته ، قال تعالى " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " وشكر الله تعالى لا يكون باللسان فقط ، وإنما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، وأثر ذلك وثمرته إنما يكون لصالح العبد ، ولصالح المجتمع ، قال تعالى " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " .
ومن أهم الطاعات التي هي مظهر من مظاهر شكر لله تعالى ، التي يجب أن نحرص عليها هو إصلاح ذات البـين .
ونبدأ أولا من المجتمع الصغير ، مجتمع الأسرة الصغيرة ، أسرة البيت والأقارب ...
أيها الأخوة الكرام ، يقول رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرءوا إن شئتم ((فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )). متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا " رواه مسلم .
ثم ننتقل منه إلى مجتمع أكبر ، هو مجتمع الوطن الواحد ، فمن الأهمية بالمكان الكبير ، إصلاح ذات البين ، بين أفراد هذا المجتمع ، وجمع أفراده على الحب والتعاون ، ولنا في رسولنا أسوة حسنة ، فأول ما بدأ به من عمله في المدينة المنورة بعد بناء المسجد ، المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ليبني دولته على أساس متين من الحب والتعاون بينهم .
أيها الأخوة الكرام ، إن هناك أناسا يتربصون بنا الدوائر ، قال الله تعالى " وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " يريدون زعزعة أمن هذا البلد وشق صفوف أبنائه ، ليسهل عليهم افتراسهم منفردين ...

ولكن ولله الحمد والمنة ، نرى أن الله تعالى دائما يرد كيد أمثال هؤلاء إلى نحورهم وما نريد نحن هذا الشعب إلا تمسكا وتكاتفا ...ولذا يجب أن نحرص على وحدة صفنا ، واجتماع كلمتنا ، والتفافنا حول قيادتنا الشرعية (( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )) .
ثم ننتقل إلى مجتمع أكبر من مجتمع الوطن ، ألا وهو مجتمع الأمة العربية ، هذا المجتمع الذي يتعرض لكل أنواع الحرب ، السرية والعلنية ، لأن عدونا يعلم أن العرب هم مادة الإسلام ، وحملة رسالته ، لذلك يحاول العدو دائما أن يفرق صفوف أبناء هذه الأمة ، وأن يولد بين أبنائها الحقد والكراهية .. فمن واجب ولاة الأمر أن يسعوا حثيثا لتوحيد الصف والكلمة ، وفي اتخاذ أسباب الوحدة الصادقة ... ومن واجبنا أن نسعى أيضا لتحقيق قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " كهدف لجمع شمل جميع الأمة الإسلامية .
أيها الأخوة المؤمنون الصادقون ، إن من واجبنا أن نأخذ على أيدي السفهاء منا ، حتى لا يوردوا هذه الأمة مورد الهلاك ، وحتى نبلغ بالسفينة بر الأمان .
إن الذين يتبعون شهواتهم ، لا ينظرون إلا بمنظار ضيق ، ولا يرضون أحدا إلا أهواءهم ، وإذا تركناهم وما يشتهون أوردونا موارد العطب والهلاك .. والواجب على العقلاء من هذه الأمة أن يسعوا في إيصال الجميع إلى بر السلامة والأخذ على أيدي السفهاء .
بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " .
ومن مظاهر شكر نعمة الله تعالى مساعدة إخواننا المحتاجين في كل مكان ، والأقربون أولى بالمعروف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " .. واليوم ولله الحمد والمنة بفضل الله تعالى ، ثم بجهود المخلصين في هذا البلد ، قد كثرت أبواب الخير المفتوحة للراغبين في ولوجها ، فلا ينبغي لأحد أن يتوانى عن عمل الخير ...قال رسولنا الكريم " اتقوا النار ولو بشق تمرة " ، ومن أبواب الخير المتاحة ، بل من الواجبات المؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " مساعدة إخواننا المنكوبين .
وها نحن أولاء نرى النكبات تتوالى على إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ومن واجبنا تجاه ديننا وإخواننا أن نمد إليهم أيدي العون وبقدر استطاعتنا عسى الله أن يدفع عنا وعنهم كل سوء وبلاء.

أيها الأخوة الكرام
إن أي بلاء بأي أحد ، ولو في أقصى الأرض يصل أثره إلى كل مكان ، لأن العالم أصبح كبلد واحد ، نتيجة سهولة وسرعة التواصل بين أجزائه ، لذا يجب أن نحرص على رفع البلاء عن البشرية كلها " وفي كل كبد رطبة أجر " .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركات...

أخوكم أسد نيس