عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-05-2010, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابومحراك
ابومحراك ابومحراك غير متواجد حالياً
 






ابومحراك is on a distinguished road
افتراضي رحلة الجلابة من الحجرة والى مكة (بقلمي)


كانوا ابائنا قديماً طوال ايام السنة يجهزون ويجمعون المواشي وينتظرون موسم الحج(جلابة) الى مكة المكرمة وبالخص الى منى وذلك لكسب الرزق وكان اهم شيء يذهبون به من ديرتنا هي (الاضاحي)الماشية من الغنم والبقر والابل وهذا كان ثاني امور كسب العيش بعد الزراعة (تربية المواشي) , وكانت الجمال ايضاً محملة بالسلع والاطعمه من دخن وذره وغيرها.
وسأتكلم عن احدى الرحلات اللتي كان والدي احد افراد تلك الرحلة فحكا لي مايمرون به من مواقف وتحمل أعباء السفر من طول المسافة اللتي يكون مسيرتها حوالي 25 يوماً , وايضاً لهيب الشمس الحار ,
ولا يكون السفر سريعاً وذلك لان هناك قطيع من الاغنام اللذي قال لي والدي انه يتراوح من مئتان وخمسون رأس من الاغنام والى ثلاث مئه
وعدد من الحسلان و الابل , وهي ليست فقط لهم بل ان هناك دين مِن مَن يرسل معهم عدد من الاغنام ليبيعوها وجميع ذلك مكتوب لديهم لحرصهم ولما وصاهم به كتاب الله عز وجل وذلك للخوف من الموت او النسيان او الابتلاء
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ))
فكانت تلك الرحلة ابطالها اربعة من الرجال اطال الله عمر من مازال حياً ورحم الله من مات , وهم والدي العزيز محراك بن عبيدالله العطاوي (حفظه الله) وغراف المقبلي (رحمه الله)وهو معروف وخضر بن احمد المقبلي (رحمه الله) وايضاً عبيدالله بن مخرب (حفظه الله)
فكان طريقهم مختلف عن طريق اليوم حيث انهم يتجهون من الحجرة ومن عفف ومن ام الطير ومن عيار ومن نثيل وعلى منسى ويخرجهم هذا الطريق من غميقة وعلى الماء الحار ومن مركوب واشيهب والمحبا والطريق هذا يكون مع الجبال
(اعذروني اذا كانت بعض المسميات غير مرتبه)

وكان هناك وقفة لجميع المتجهين لمكة من حجاج وتجار من اهل اليمن وتجمع الوفود وهي بئر كبيره تسمى (بئر دام) بجوار وادي المحرم اللتي يكون عليها العدد الكبير من الناس والمواشي وهناك مركز شرطة مكلف من الليث يفك المشاكل والخناقات والسرقات
وكان هناك البدو من اليمن فكانت رحلتهم اطول وتختلف بوجود النساء البدويات يحملن الجلاميد(العصاه اللينة) يورعن الابل (يوقفون الابل) والرجال على البئر ثلاثة اشخاص يسحبون الدلو اثنين على حافة البئر واخر يسحب الحبل من الخلف لكي لا يسقط في البئر من الثقل لان الدلو مصنوع من اديم قعود (جلد حاشي)
وكان دلو اصحاب رحلتنا اصغر من دلوهم وكان طوله احد عشر قامه فكان (خضر)من ينزل الدلو وكان (والدي) يتناول الدلو من خضر ويصبه للماشية وكانت مهمة (غراف) يورع الراوية(أي يوقف اللتي شربت)
وفجئه سقط الدلو من يد خضر وسقط في البئر
فقال لاحد البدو اللذي بجواره اعطني دلوك وانا عانيك لاسقي حلالي ,,
فرد عليه ذلك الرجل البدوي بقول استهزاء (طبح له ليش تفغر)
أي انزل له اسبح لماذا تسهى عنه وهذا الرجل بقصده الشتيمة
والاستهزاء لانه لا احد ينزل ويسبح للدلو فكانت تلك الكلمة جرحت صاحبنا واخذها بقلبه (غضب منها)
فالتفت الى والدي وقال انتبهوا للغنم وانا سقط مني الدلو وسألحق به ... فقال والدي ايش؟؟!!!!!
فما ان التفت والدي حتى سمع صياح وهتفات الناس فعلم بتهوره وسقوطه في البئر وكانت من صفاته رحمه الله الشجاعة صفته والسباحة والغوص كانت من مهاراته (اتق شر الحليم اذا غضب)
فجميع من كان على البئر اقترب ومن كان دلوه في داخل البئر وقف ومن كان دلوه وسط البئر وقف ايضاً وسط دهشة الجميع لانه كان القليل من كان يسبح ويغوص في ذلك الوقت اخذ ثواني معدودة وإذا به على سطح الماء ودلوه معه فصاح الجميع وقال احدهم امسك بهذا الدلو ليخرجه فخرج وهو مبلل بالماء وتبللت اوراقه فقال له غراف في لحضة غضب ((يا اخي تنزل وانت متحمل بديون الناس لو سار لك شي الدلو نعلبوه وابو اهله نجيب غيره لو مانسقي غنمنا الا بفلوس)) فقال ياخي انا اتعبتني كلمة من واحد خطل يقول ليش تفغر طبح له؟!
وبعد السالفه هذه ووالدي يمر سمع اثنتين من البدويات يتكلمن
((يايخيتي وشنهو اللي طبح للدلو من غبة البير من اليمنه هذولة فردت الاخرى فقالت والله يايخيتي الجحلوط هذاك الاسيود )))!!!!!!!!!!!!!

واستمروا في وقوفهم في نفس المكان لليوم الثاني وفي صباح اليوم الثاني واذا بـ بدوي وبدوية يتجهون اليهم والى رحالهم وتقول البدويه عند اقترابها قالت (نبغا الغدا عند الجلابه هذولة)..
فرحبوا بهم وصافح الرجل غراف وعلى البقية , واقتربت البدوية لتصافح ايضاً فقال لها غراف كفي يدك يابنتي عندنا تحرم مصافحة النساء ..
فجلسوا فقالت البنت | ياشايب وش مطاعيمكم (أي وش عندكم من تجارة من الطعام) فكانت الجمال محملة فعدد لها غراف "الذرة ـ الدخن ـ السمسم ـ والحنطة و السويق (والسويق وجبة سريعة تكون معمولة من الديرة جاهزة وتخلط بماء وتؤكل )
فقالت البنت : باقي عليك وحدة ياشايب
فقال : ماهي يابنتي
فقالت: التمر
فقال والله يابنتي ديرتنا يقل فيها التمر لكن الخير حاصل من المال والكمر مليان
(والكمر ما يتحزم به الشخص ويضع به المال)
لكن يابنتي قولي ان الله يجعل اهلك يزوجوني بك على سنة الله ورسوله ,
فردت وقالت(ياشايب لاني من نياقك ولا انت من جمالي)
فذهبوا لم ينتضروا الغداء
فكان الحوار بينهم حاد من الطرفين,,
فواصلوا رحلتهم بعد هذه الوقفة التي كان فيها الكثير من المواقف
فانتهت تجارتهم بالنجاح وعادوا الى اهلهم بالربح بعد غياب اكثر من شهرين ..
ونعود الى خضر ذلك الرجل الشجاع اللذي مات بعد سنين من هذه الرحلة وهو يقوم بعملية انقاذ في احد الأبيار بالحجرة (بئر الخالدية) وهذه البئر كان عليها عدد من المواطير لاستخراج الماء
فكانت ذلك الوقت احد ايام شهر رمضان المبارك فكانوا ينزلون الشباب يتشرعون (يسبحون) وكان هناك واحد حضرمي من سكان الحجرة وواحد من ال فاضل من دي غلف فغرقوا الاثنين فصاحوا الناس وتجمعوا
فقال احدهم خضر هبط السوق و لديه بسطة ليناديه احد منكم
فذهب احدهم فأبلغه فجاء مسرعاً فنزل الى البئر وغاص في قاعها واخرج ولد دي غلف اليهم فقاموا البقية بإسعافه واخراج الماء منه
وجلس قليلاً على سقالة البئر ليستريح ويرتد نفسه من كتمان الزيوت على البئر واختلاط سطح الماء بزيوت المواطير فقال خضر اخرجوني انكتمت سأموت
فقال ابو الابن الحضرمي( ياخضر انا داخل على الله ثم عليك ان تخرج ابني) وكررها
وعاد خضر ليخرج الثاني وقالوا شهود العيان ان قفزته الثانيه كانت مختله في توازنها فأنتضروه ولكن لا فائده لم يطلع فكانت نهايته في هذه العملية المشرفه في احد ايام شهر مبارك
رحمه الله ورحم من كان معه
واطال الله عمر من مازال حياً ..


هذه القصة القديمة كتبتها من والدي وعسى ان تكون نالت على اعجابكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

__________________
رد مع اقتباس