[وآثق الخطى]

تدني ثقة المستثمرين في الدولار بعد هبوطه لمستويات قياسية أمام الين واليورو

اقتصاديون يطالبون بإعادة النظر في سعر الريال وسياسة خليجية موحدة للصرف

جدة، عواصم: حمد العشيوان، رويترز

تهاوى الدولار إلى مستويات جديدة أمس ووصل إلى أدنى مستوى في 12 عاما مقابل الين ونزل عن مستوى الدعم الرئيسي عند 100 ين وسجل مستويات منخفضة قياسية أمام اليورو مع تفاقم القلق بشأن متانة الاقتصاد الأمريكي والقطاع المالي.
وانخفض الدولار 1.6 % إلى 99.77 ينا وهو مستوى لم يسجله منذ أواخر عام 1995. كما بلغ أدنى مستوى على الإطلاق أمام اليورو مسجلا 1.5624 دولار للمرة الأولى منذ طرح العملة الأوروبية للتداول عام 1999 وانخفض بشدة أمام الفرنك السويسري مع تقلص ثقة المستثمرين في أكبر عملة احتياطي في العالم.
وجاء الهبوط على الرغم من تصريح الرئيس جورج بوش مساء أول من أمس بأنه يريد أن يكون الدولار قويا، وتعبيره عن الخوف أن يكون هبوط الدولار سببا لارتفاع أسعار الطاقة الأمريكية.
وفي هذه الأثناء طالب خبراء اقتصاديون سعوديون في تصريحات لـ "الوطن" بإعادة النظر في تقييم سعر الريال أمام الدولار.
وأكد الاقتصادي تركي فدعق على أهمية الإسراع في إعادة تقييم الريال وحساب نسبة ما خسره مقابل متوسط سلة العملات الرئيسية، وذلك بهدف إعطاء الاقتصاد السعودي دفعة أكبر.
وقال إن إعادة النظر في سعر الصرف لن تنفر الاستثمارات الأجنبية بل ستجذب المزيد منها لأنها تعطيها أمانا أكثر وتقيها مخاطر الاستثمار والتضخم الذي ينعكس سلبيا على مستوى الأداء الاقتصادي ويحوله من اقتصاد حقيقي إلى اقتصاد متضخم.
وأضاف أن هذا التقييم للريال لن يلحق أي خسارة باحتياطيات المملكة الأجنبية في المدى القصير والمتوسط لأنها تستثمر في الأجل الطويل على نقيض فك الريال عن الدولار.
فيما قال عضو مجلس إدارة غرفة جدة عبدالله رضوان إن الانخفاضات المستمرة للدولار ستؤدي إلى ارتفاعات في معدلات التضخم في المملكة.
ويرى أن إعادة تقييم الريال ستقلل من مخاطر التضخم، مؤكدا أن الدولار الأمريكي سيواصل هبوطه أمام العملات بنسبة أكبر من الحاصل حاليا بسبب الكساد الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة.
ولفت رضوان إلى أن تقديرات البنك الدولي تشير إلى أن سعر صرف الريال يعادل 2.52 أمام الدولار مما يؤكد متانة وقوة الاقتصاد السعودي.
وقال الاقتصادي منصور عبدالرحمن إن تعديل سعر الصرف يزيد من القيمة الحقيقية للريال الأمر الذي سيقلل تكلفة الاستيراد، مشيرا إلى أن التضخم المتصاعد الذي تجاوز 3% يضر بالاقتصاد وينعكس سلبيا على الأداء الإنتاجي فيصبح العرض أقل بكثير من حجم الطلب الذي يتحول بدوره إلى طلب سلبي مع ارتفاع الأسعار وضعف القوة الشرائية.
من جانبه قال ديريك هالبني خبير العملات لدى بي.تي.إم- يو.إف.جيه "نحن ندخل وضع أزمة للدولار. وبالنظر إلى الأسواق هناك فقدان كامل للثقة وذلك لأن الأسواق تشعر بالقلق بشأن القطاع المالي الأمريكي وما سيضطر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى اتخاذه من إجراءات لدعم هذا القطاع."
وأضاف "السلطات لن تتدخل. آخر مرة شهدنا فيها تدخلا كانت في 2003 و2004 وكانت الأحوال في اليابان مختلفة تماما".
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء القطري أمس إن دول الخليج العربية التي تربط عملاتها بالدولار يجب أن تتحرك معا لدراسة أي تغييرات في سياسات الصرف الأجنبي.
وقال عبدالله العطية في تصريحات صحفية إنه لا يمكن لبلد أن يخرج بمفرده على تكتل اقتصادي قوي. وأضاف أنه يجب إتاحة الفرصة للمتخصصين لتقييم المكاسب والخسائر لأي تغيير في سياسة الصرف وطالب بعدم التعجل.
و أعرب رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه عن قلقه إزاء التحركات المفرطة لأسعار الصرف الأجنبي.
وقال وزير المالية البريطاني اليستير دارلنج لرويترز إن تحديد أسعار صرف العملات يجب أن يترك للأسواق.
وردا على سؤال عن احتمالات تدخل البنوك المركزية بشكل منسق لوقف هبوط الدولار قال دارلنج "أسعار الصرف تتغير وفقا للأسواق وسيظل الحال على هذا النحو".
وأضاف أن السلطات المالية في العالم مستعدة لبذل كل ما في وسعها لتحقيق استقرار النظام المالي لكنه أضاف أن الغموض يكتنف ما سيحدث مستقبلا خاصة للاقتصاد الأمريكي.
وقال "ما من أحد يعلم حتى الآن المدى الكامل لما سيحدث في الولايات المتحدة." فيما قال متعاملون إن هبوط الدولار أمام الين تسارع بسبب موجة من عمليات البيع للحد من الخسائر وتصفية مراكز دائنة.