[الناجل]

مصداقاً لما عرضه الأخ صالح في مشاهدته لعمال الحديقة
وهم يعملون بالمساحي فعصفت به الذكرى للماضي ، وهذا
يحصل كثيراً فمثلاً عندما تشمّ عطراً معيناً للوهلة الأولى وأنت
في حالة من السعادة أو البؤس وبعدمضيء سنين عديدة لوشممت
العطر نفسه وسيطرعلى حواسك فإنه يرسل رسالة إلى المخ
وتتذكراللحظات والمواقف نفسها،وسبحان الله المخ يستطيع أن يسترجع
ويتخيل اللحظات والمواقف الحزينة والمؤلمة بصورة أيسر من
من الذكريات السعيدة،
وأخونا صالح هيّج فينا مركز الذكريات في المخ وإني لأتذكّر الحرث
والصرام والدياس وأتخيّل كيف كان التناغم حين يصطف مجموعتان
من الرجال أو النساء ويقابل كلٌ من المجموعتين الأخرى ويمسك كل
فرد من المجموعتين بالجريدة أو المخبطة (أرجو أن تصححوالي)
ويقومون بدقّ الذرة أو الحبحاج في تناغم وتوافق فماأن ترفع المجموعة
الأولى حتى تعقبها المجموعة الثانية ، مع أهازيج وأصوات جماعية
لاأحفظ منها شئ وياليت الذي يذكر شئ من الشيلات القديمة يُفردلها
موضوعاً مستقلاً،،
وأذكر أيام هطول الأمطار بغزارة وكنا نتسابق لنؤي إلى السقيفة لنستكنّ
من المطر، وأذكر بعد هطول الأمطار كيف كانت تنبع العيون وتمتلئ
الآبار لدرجة إمكان إنتقاص الماء بالأيدي دون الحاجة إلى الدلاء،
الله أكبر ،،، أين الآباء والأجداد؟ أصلحوا بواطنهم فرزقهم الله من حيث
لم يحتسبوا،،، ولكنها سنّة الحياة لودامت لغيرك لما وصلت إليك،،
اولئك آبائى فجئنى بمثلهم .....إذا جمعتنا ياجرير المجامعُ
لله درُّك يا أبافارس فبموضوعك الرائع جعلت الإخوة
يخرجون الدرر المكنونة في نفوسهم من ذكريات الماضي،،