**تتميز منطقة الباحة بكثرة المعالم اﻷثرية والتراثية، ومن تلك المعالم القﻼع اﻷثرية "الحصون" ويوجد في منطقة الباحة أكثر من 250 حصناً أثرياً ﻻ تزال شامخة، رغم مضي مئات السنين على إنشائها؛ رغم ظروف اﻷجواء التي مرت بها المنطقة منذ إنشائها، وهذا يدل على ما يتمتع به اﻵباء واﻻجداد من فكر هندسي ومعماري جعل هذه الحصون تقف إلى هذا الزمن دون تغير، وكانت تلك الحصون مواقع للمراقبة في الحروب.****
ويشير "محمد علي" و"عبدالعزيز الغامدي" و"عبدالله سعيد" بأن هذه الحصون يبلغ ارتفاعها تقريبا بين 20 - 25 متراً تقريبا وتوضع في أعﻼه أحجار بيضاء من المرو؛ لتعطي شكﻼً جمالياً، وتتكون الحصون من ثﻼثة إلى أربعة طوابق ومدخل رئيس وأرفف على شكل سﻼلم لكي يصعد منها إلى أعلى الحصن، مضيفين بأنّ هذه الحصون تتخذ شكل المخروط الهندسي المرتفع.****
ويوضح "حسن الزهراني" و"يحيى جمعان" و"طﻼل عبدالله" بأنّ هناك أربعة أنواع من الحصون مختلفة الخصائص واﻷغراض، وهي حصون الحدود وتستعمل للحروب البسيطة التي ﻻ تتضمن احتﻼﻻً أو تهديماً أوإحراقاً، وإنما أخذاً للثأر وغيره من المنازعات، ويجمع موقع حصن الحدود بين وقوعه على مرتفع يطل على اﻷراضي المجاوره ومكان طريق رئيسي وسبب تسميتها بهذا اﻷسم وقوع غالبيتها في قمم الجبال التي تقع على حدود الديار بين القرى والقبائل وغالباً ما يكون هناك حصون متقابلة لكﻼ الطرفين.****
وهناك حصون الزراعة ويحمي المزارع من سطوحها محاصيله من غزو الطيور كما انها توفر الظل والراحة للمزارعين وتهيئ مستودعا صغيرا لﻼدوات الزراعية وبعض اﻻحتياجات اﻻخرى وهي صغيرة ﻻ تزيد مقاساتها عن 3x 3 متر مربع وبارتفاع 4 أمتار، والحصون اﻻستراتيجية يجتمع بها جميع سكان القرية أوقات الحروب ويجمعون بها ما يغطى احتياجاتهم من المؤن والعتاد ويحملون معهم مقتنياتهم وتقام عادة وسط القرية وﻻ يقل ارتفاعها عن 12 مترا وتكون متعددة اﻷدوار وأحياناً تصل إلى ارتفاع سبعة أدوار.****
**