[الراس الصغير]

الحكاية الخامسه ..

هذه قصة واقعيه (من قصص كثيره) أيضا واقعية نأخذ منها العبر ..
ونتلمس بها الطريق الصحيح في
سلوكنا ومنهجنا ..

كان فيه شخصين في احدى القرى القريبه احدهما يحب المظهر والتعالي ورافع خشمه الكل يتحاشاه من غطرسته كما وصفه الكثيرون ..
والآخر .. يسرح للبلاد من من شرقة الشمس ولا يرجع إلا قريب الليل (لا مبالي بمظهره )
لا يحسب للمظاهر أي حساب فتراه
مره بغتره ملواه على رأسه (تنعصر من القلح ) ومره (ذنابتها) فوق رأسه والباقي مدلدل فوق ظهره ..
ولكنه يختلف عن ذلك الشخص بالتواضع ..
إلا أن عيبه البخل الشديد القرش يحبه أكثر من بعض أولاده ..
وكان صاحب مال يعني مقرش في ذلك الزمان وكانت من الريالات العربي .. والفرانسي
وكان الواحد من اهل القرى اذا هبط سوق الربوع او الخميس يقضي للأسبوع من الريالين إلى الخمسة الريال
حاجات البيت كامله
إذاً تعارف الناس بينهم على أن :-( واحد شديد البخل .. والآخر متعالي(متكبر)..
وعلى عادتهم تجمعهم صلاة الجمعه وكانت في تلك الفترة لا حرث ولا صرام
وفي ساحة المسجد حشد إبليس جنوده وشبت بين الاثنين حتى تزاودوا بالكلام ..
فأخذ البخيل كسرة حجر وحذف بها ذلك
المتهندم ببشته وكامل هندامه ليستقر في جبهته .. فوق العين ..
وإذا بالدم يتغشاه ويلطخ ملابسه ..
وتعرفون ذيك الايام صعبه تكسر عين واحد قدام الناس
تدخل الجماعه وفكوا ذلك الإشتباك ..
وعقدت جلسات الصلح ممصممين على إنهاء الخلاف في تلك الليله

حتى لا يتطور النزاع وينظم إليه مجموعة من أقارب هذا وذاك ويستفحل الأمر ..
وانتهى الصلح .. بأن يدفع البخيل ألف ريال لذلك المتكبر .
وفي ليلة بل في لحظه
خرجت قروش البخيل .. وانكسرت شوكة المتعالي ..
إننا لا نشمت والله فعيوبنا أكثر من أن تحصى ولكن نعتبر ..
وعلى ذكر الشماته .. كنت مع صديق لي في سيارته .. فلمحنا شخص يتصرف غير معتاد
وعادة يكون التصرف غير المعتاد مضحك
.. فحرك سيارته وهو يقول .. لا تنظر إليه .
فلما سألته لماذا طلق لو اشوف واحد ينتخش عينه ما أضحك عليه ..
قلت: ليش.. قال .. والله ما اشمت بأحد في شيء إلا وقعت في مثله بالضبط
الحياة دروس وعبر
وموعدنا إن شاء الله في قصة قادمه