عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-12-2009, 11:04 AM
الصورة الرمزية محمد حسن الزهراني
محمد حسن الزهراني محمد حسن الزهراني غير متواجد حالياً
 






محمد حسن الزهراني is on a distinguished road
افتراضي من يلجم هذا الجموح؟

[frame="2 50"]لا يكاد يمر يوم من دون أن نقرأ أخباراً جديدة عن قنوات تلفزيونية انضمت، وأخرى منتظرة ستنضم قريباً إلى هذا البث الفضائي الرحب الذي يتكاثر كالفطر حتى غدا المشهد مخيفاً، ومقلقاً ينذر بعواقب وخيمة إن لم يتم ضبطه وتقنينه ولجمه. فكل من يملك حفنة من الدولارات أصبح بإمكانه إطلاق فضائية، وقد يوحي ذلك بأن ثمة ديموقراطية آتية من خلال الشاشة هذه المرة، فلماذا نحاربها طالما أنها غائبة على أرض الواقع. المشكلة أعمق من هذا التصور البريء، كي لا نقول الساذج، وتتمثل في أن هذا الاستثمار الفضائي له أبعاد تتجاوز «المستثمر» الذي قد يربح أو يخسر لدى إقدامه على أي مغامرة اقتصادية، لكن الاستثمار في مجال التلفزة يتعدى ثنائية الربح والخسارة وينطوي على خفايا وأهداف وأغراض تتعلق بملايين المشاهدين. ذلك أن البث الفضائي، لا حدود أمام طغيانه وحركته وانتشاره وتأثيره، ودوره في صناعة الرأي العام، وتوجيه العامة نحو أمر والنهي عن آخر.[/frame]
[frame="2 50"]


هذا التصور ينطبق على الفضائيات عموماً، أما في ما يتعلق بالواقع العربي فسنعثر لدى أي مسح نجريه عبر جهاز «الريسيفر» أن ثمة فضائيات دخلت الخدمة، وأخرى على الطريق تأتي، حتى غدا الفضاء العربي مسرحاً مزدحماً بخليط غريب من الفضائيات نستطيع، ومن دون أدنى مجازفة، أن نلغي غالبيتها ونبقي على نحو عشرة في المئة منها، أي ما مجموعه أقل من أربعين فضائية تستحق المتابعة. وعلى ضوء هذه الهيمنة الفضائية الجامحة، فإنه يتحتم على المشاهد أن يضرب موعداً، عند كل مساء، مع الضجر، والملل. فالإعلانات التجارية تكاد تغطي المساحة الزمنية كلها في بعض الفضائيات، وحتى بعضها الذي يدعي أنه مخصص للطفولة، مثلاً، لا يتوانى عن السير على الدرب ذاته. أما الدعوات الملحة للمشاهدين وحثهم على الاتصال على «الأرقام الظاهرة أسفل الشاشة»، فأصبحت شعاراً موحداً لكل الفضائيات... ناهيك بالرسائل القصيرة التي باتت تملأ زوايا الشاشة، فلا يبقى للصورة سوى مساحة ضئيلة في المنتصف.


ما سبق لا يعني، بأي حال، الدعوة إلى الانغلاق أو التزمت، بل هو دعوة إلى جعل «الفضاء صافياً مشعاً»، عبر المنافسة وتكريس روح الحوار. لكنّ المشهد قاتم إلى درجة لا يستقيم معها أي نقاش منطقي، الأمر الذي يستدعي تدخل وزارات الإعلام والجهات المعنية كي تفرض شروطاً على من يرغب في إطلاق فضائية... شروط ومعايير تأخذ في الاعتبار احترام عقل المشاهد، بل والسعي إلى تثقيفه وتنويره. ونعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى عناء كبير، إذ لا يمكن أحداً أن يعجز عن الاهتداء إلى عناوين الفضائيات الرديئة، مثلما أن الجادة، بدورها، يصعب إغفالها على رغم الصخب والتشويش!
منقول
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة محمد حسن الزهراني ; 09-02-2010 الساعة 08:30 PM.