عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2012, 06:43 AM   #12
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: @ رمضان @ في @ ذاكرتهم @

يتذكر رمضان
الكاتب والمؤرخ
عبد الاله العياشي الشريف





س1 ما أجمل الذكريات وخصوصا فى شهر رمضان الكريم وسؤالنا
هو كيف كان الناس يستقبلون شهر رمضان الكريم فى قرى
ينبع النخل فى تلك الأيام الماضية وكيف كان يصل اليهم خبر دخول الشهر الكريم ؟


س2ليالى رمضان خاصة فى ينبع النخل كانت لها بصمة مميزة وذكريات
لا تمحى وبقيت عالقة فى الأذهان ولا تزال
حدثنا عن تلك الليالى الجميلة وكيف كان الناس يتسامرون تحت ضوء القمر
وجريد النخيل ورائحة الفاغية وزهور الفل والياسمين
وتلك البساطة من العيش والترابط الأسرى الفريد من نوعه بين كل قرية وما جاورها من القرى



يجيب على الاسئلة





أهل القرى الزراعية يتقنون معرفة حساب الوقت ومواعيد البروج والطوالع
والفصول وبدايات السنوات ونهايتها لارتباطه في مواعيد زراعة المحاصيل
وتلقيحها وجني ثمارها .بالإضافة ان توزيع كميات الماء على أصحاب المزارع
له ارتباط وثيق في طلوع الشمس وغروبها .
اذا كان اهل القرى يحسنون معرفة دخول الاشهر
وخروجها فكانوا يتحرون رؤية هلال شهر رمضان الكريم وعند مشاهدته
يقوم رئيس القرية بإطلاق البارود من البنادق
وكل قرية تقوم بنفس الطريقة .
اما بعد قيام السعودية وتوحد اطرافها فكان هناك التلغراف
في ينبع البحر وعند وصول الخبر يرسل رجل متخصص (بريد)
على جمل او فرس يوصل الخبر لمأمور السويق
والذي بدوره يقوم باطلاق البارود بنفس الأسلوب السابق
والرمي بالبندق بحكم ان القرى هادئة بطبعها وبنفس
الوقت الناس في ترقب فان صوت إطلاق البارود يسمع على مسافات بعيدة .
اما على جيلي فكان الراديو موجود ونسمع إعلان دخوله عبر الإذاعة ..




الاستعداد لرمضان .

تعلمون حال القرية في الثمانينات والتسعينات الهجرية مازالت تحتفظ بعبق الماضي وخيراته .
فالسويق من اكبر قرى ينبع النخل بسوقها يوم الاثنين والذي يعد من اكبر الأسواق وأقدمها في الحجاز .....
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء المقدسي
المعروف بالبشاري المتوفى نحو 380 في أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم مانصه :
ينبع كبيرة جلية حصينة الجدار
غزيرة الماء أعمر من يثرب وأكثر نخيلاً حسنة الحصن حارة السوق
وعامة من يتسوق بالمدينة في الموسم منها لها بابان .
ويذكر عبدالقادر الجزيري في كتابه الدرر الفرائد ..و(ت976):
ينبع عين جارية حلوة من خارج البلاد مشرقها , فتمر بالمدينة , وتمدها عيون أخرى ,
به بعض الدكاكين وصاغة وحوانيت يفرش بها التجار أنواع القماش أيام الموسم للبيع على أهل القرية ,
وبها الحدائق والخانات والبيوت وقد خربت ودثرت منها أماكن كثيرة جداً,
وفي ينبع عدة خيوف يقال أنها نحو الستين خيفاً منها ماهو سكنى بني إبراهيم وغيرهم .
فيرد للسوق القمح والدخن والذرة بالاضافة للابل والاغنام والسمن والعسل
صحيح احوال الناس بسيطة ولكن يتوفر في القرية مالم يتوفر بالمدن
حيث الخضار والتمور والحمضيات دائما متوفرة فبالتالي
الاستعداد لجل الاسر يعد شراء ما يحتاجون ليومهم في رمضان .
فمثلا كان هناك ثلاث او اربع محلات بيع اللحوم
(دكاكين جزار يذبح يوميا في رمضان )
حب القمح ويدق بالمهراس لتطير القشر عنه لعمل شربة الحب .
هناك اللقيميات والماسية والكاستر .
الجميل في القرية ان لا كهرباء ولا ماء ( حيث نجلب الماء من العيون الجارية في قريتنا )




كاتبنا وأديبنا ومؤرخنا
حقيقة أبحرنا معك عبر كلماتك وأسلوبك وحديثك الى عالم جميل بالذكريات
وملىء بالحنين ولا زلنا معك نتابع حديثك بصمت ووقار
سؤال كانت فى قرى ينبع النخل مجالس عامرة يحضرها المشايخ وأعيان الينبعيين وأهل القرى
ويتجمعون فى تلك المجالس العامرة يتسامرون ويتباذلون أطراف الحديث
وكل ما يتعلق بقضايا البلدة وشؤونها ووضع الحلول لها ثم عرضها على أصحاب القرار
وكانت لهم مجالس فى ليالى رمضان يستمعون فيها الى القرآن والحديث
على يد المشايخ وأهل العلم والأدب ولا يخلو المجلس من القصص التاريخية خاصة فى ليالى رمضان
نتمنى أن نستمع منك حول تلك المجالس ومسمياتها
وأين كانت بالتحديد وما كان يدور فيها من حديث فى ذلك الزمن الجميل
بكل معانيه وهل عايشتم تلك المجالس ؟



رمضان وما استرجعه من شريط ذكرياته
,وحياة الطفولة ,على تراب قريتنا .كانت العيون جارية والنفوس صافية
والحياة بسيطة وجميلة .ابن القرية يختلف عن ابن المدينة حيث لا فراغ
في جدول يومه. نذهب للدراسة وعند الانتهاء منها هناك
واجبات تخص الاسرة والمنزل نقوم بها .
نهار رمضان عندنا قصير بحكم ان ساعاته عمل , وليس نوم وكسل .
هناك عادات وتقاليد لقريتنا في شهر رمضان
حيث يتزاور الناس بعد صلاة التراويح وتهنئة بعضهم البعض
وتمتد هذه الزيارات حتى منتصفه .
كانت الدراسة مستمرة ان وافق رمضان غير فصل الصيف والحضور
كان يبدأ في الصباح الباكر وقبل الظهر الانصراف
( مدرسة السويق الابتدائية تم افتتاحها سنة 1375هـ حيث وجدت خطاب
من مدير التعليم بمنطقة المدينة المنورة موجه للوالد رحمه الله يهنئه بعيد الفطر
ويطلب منه استئجار مقر للمدرسة في قرية السويق .
وسنة دخولي عام 1386هـ كانت مستأجرة في منزل من الطين
وانتقلت المدرسة لمبناها الحكومي الجديد سنة 1387 هـ
ومازالت في نفس المبنى حتى وقتنا الحاضر .
.

كانت شريعة العين لاتبعد عن منزلنا اكثر من خمسمائة متر .
(والشريعة لمن لايعرفها هي عبارة عن ترعة او بركة كبيرة
تقع في اعلي مصب ماء العين الجارية ومنها يتوزع الماء
على مساقي المزارع يعني فائدة زيادة في دفع الماء نحو المصب بقوة )
تجد معظم الناس متواجد يغتسل ويتبرد بالماء من شدة حرارة الجو
(عندما يكون رمضان في الصيف ) .









كانت البيوت المضاءة قليلة ذلك الزمان
حيث يعتمدون على اشعال الفانوس
ولكن يختلف الوضع في رمضان حيث يشعل البعض في مجالسهم الاتاريك .
وهناك حركة دائما في الليل بحكم قرب منزلنا
من السوق والذي كانت بعض المحلات تفتح وتضئ الاتاريك في ليل رمضان .
صراحة لا اذكر حلقات تدريس او مجالس
خلاف مجالس شيوخ القرى حيث تكون عامرة في رمضان وغيره
وهي المكان الذي يجتمع فيه أبناء القرية ومناقشة أوضاع قريتهم.



كانت ليالي رمضان في قريتنا تختلف عما سواها .
كانت النخيل تحجب أشعة الشمس بالنهار لمن يمشي داخل المزارع
او بين دبولها وسواقيها ( الدبل هو الطريق الترابي ويكون
عرضه قصير لاستخدام الناس والدواب لهذه الطرقات و عادة يكون بجانب مجرى ومساقي العين
وغير مستقيم في الغالب . اما الساقي :
فهو عبارة عن قنوات تصريف ماء العين للمزارع )
الجميل الذهاب للعين ليلا ...





( هناك نظام وقوانين لاستخدام الاستحمام والسقيا من العين
وتنص لايسمح للرجال الذهاب للعين للاستحمام او لجلب الماء
من بعد صلاة المغرب الى خروج صلاة العشاء
حيث هذه الفترة مخصصة للنساء حيث يذهبن للعين جماعات للاستحمام او جلب الماء
وباقي الوقت للرجال .طبعا لامانع من ذهاب النساء للعين
في ساعات النهار لجلب الماء فقط حيث يستخدمن لحمل الماء قرب مصنوعة من جلد الماعز )
والعادة تخلو العين من ورود الناس ليلا .
اما في رمضان فيكثر الصادر والوارد من والى دبول القرية وشريعتها .



هل كان أهل القرى يتزاورون فى ليالى رمضان
وكيف كان استقبالهم وماذا يقدم لهم من قبل أهل القرية المستضيفة ؟
وهل لهذه الزيارات فى شهر رمضان ما يحملونه معهم
من هدايا من الانتاج المحلى للقرية ؟ وهل كانت لهم أهازيج معينة وكلمات يرددونها فى حال الزيارة



كثيرة وسائل الترفيه بالقرى وكلها نابع من البيئة وصناعة محلية ايضا.
في رمضان وخاصة بعد العصر
كانت مهمتنا التوزيع حيث يتهادى الناس بعض الاطعمة الشربة –
اللقيمات وغيرها فتجد أزقة الحارات مليئة بالأطفال مثلنا
يؤدون نفس المهمة الى قبل أذان المغرب .
وهذا هو التكافل المفقود في عصرنا الحالي
, كان الإفطار حافل بالناس ومشاركتهم لك بما قسم الله من طعام .
واذكر ايام الصيف حرارة ولا كهرباء فتخيل لا مكيفات ولا ثلاجات
لتبرد الماء وتحفظ الطعام فماء الشرب يبرد بالأواني الفخارية
(الشراب والزير).او بالقرب (المصنوعة من جلد الماعز بعد معالجته)
وكان يباع الثلج في سوق السويق عصرا حيث يجلب من مصنع الثلج
بينبع البحر ووصل الحال ان يباع بالكيلو ...
طبعا الزيارات كما هو حال ديارنا ريفها والحضر
السلام والتهنئة بالشهر الكريم ويقدم بعد القهوة بعض من الطعام ومن ثم الشاي ...
ومن الأيام الخالدة التي لا أنساها حرب رمضان بين مصر وإسرائيل (6 اكتوبر 1973م )
في ذاك الزمان لايصل إرسال التلفزيون السعودي
وكان الجميع امام الراديو وبحكم ان الدراسة مستمرة
كان المدرسين المصريين وغيرهم يجتمعون في منزلنا ليالي رمضان







صراحة حوار ممتع رغم اني مااعرف هذا الكاتب والمؤرخ ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً