[حروف مبعثرة]

الصديق العذب ، شاعر العرضة المبدع ، عبدالواحد الزهراني ، إعتاد ان يشرك الناس حتى في همومه الخاصة جداً ، فهو يشعر بهم مثلما يتوقع ان يشعرون هم به ، ولهذا ، اصرّ على ان يفضفض للناس ، عن همه وهو هم أي رجل ينتظر مولوداً يحمل إسمه ، رغم ان الأولاد قدر إلهي ، ونعمة قد يمنحها الله شخصاً ليبتليه بالولد ، وقد يحرمها الله شخصاً ، لكي لايبتليه ، وله سبحانه حكمته الغيبية .
الذي اريد ان اقوله ان عبدالواحد كفنان حقيقي ، لم يشأ ان يفضفض للناس برغبته في الولد وحزنه على انتظار هذا الحلم ، بشكل تقليدي ، ولهذا جاء في هذه القصيدة الدامعة من زاوية لم يتوقعها القارىء ، فهو يقول للولد الذي حُرم منه ، ويتمناه ، لا تأت .
عبدالواحد يرفض ان يأتي له ولد في هذا الزمن المليء بالمتناقضات الحياتية المؤلمة ، وفي هذا الزمن المزيّف ، والمليء بالغش والكذب والدجل والانتهازية والظلم .
جمالية هذه القصيدة ، في تضادها الجميل ، بين ما أريده ان يأتي ولا أريده أن يأتي ، بين ما اتمناه ولكني لا أتمناه ، بين الرغبة والرهبة ، بين اليقين وبين الاحتمال والشك .


النص
______

طولت غيبة المحبوب وان كان ودي ما يجي
صار خوفي عليه أبعد من أبعاد شوقي وانتظاري
وآنا ياما طلبته من سما الغيب وارض المستحيل
ياحبيب(ن) سكن في صومعة مهجتي واطرى بروحي
المعاليق لك واعماق الاعماق لك والروح لك
لا تجي يعلم الله إن هذا الزمن ما هو زمنّا
أشفق انك تعيش من إضطهاد العمر ما عاش بوك
لا تجي في زمان الكبريا والتخلف والجهاله
زمن الاقويا والمال والجاه رغم انف الضعيف
في زمان اهتزازات الثقة وانعدام الجاذبيـة
والمعاصي ونبضات الكباير وغفوات الضمير
لا تجي في زمان الكفر والفاسقين الملحدينا
ودهم يخلقون ابن آدمي من جديد وينسخوه
لا تجي بكره يصرخ فيك يستنجد الطفل المشرد
لا تجي بكره تشهد قهر لبس النشاما للحجاب
زمن(ن) يرقب الدجال ما يرقب الاّ شر قادم
زمن الظلمات اللي يردد بعاضيها بعــــض
إن شا الله اني آنا وانت ميعادنا يوم القيامه
الرجا في نهار العرض الاكبر وما يرجا قريب
لا تسل عني اهل العرض لو قدر الله واصطدفنا
صبغة الحزن في نظرة عيوني علامة فارقة