عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2007, 08:45 PM   #17
عبدالله النقبي
 







 
عبدالله النقبي is on a distinguished road
افتراضي

خورفكان في عصور ما قبل الإسلام :

لا مجال للشك بأن ثمة بعض القبائل العربية كانت تعيش في المنطقة منذ القرن السابع أو الرابع قبل الميلاد , وقد أشاد العديد من المؤرخين إلى أن قبائل الأزد وهي قحطانية هجرت اليمن بعد إنهيار سد مأرب واستوطنت عمان ومنها مناطق كلباء وخورفكان والساحل الجنوبي الشرقي فيما إستقرت في المناطق الداخلية قبائل عدنانية أو نزارية كانت قد وفدت من قلب شبه الجزيرة العربية ثم ما لبثت أن توغلت نحو الشاطئ وعلى ضفاف الخليج العربي وقد تكيف الإنسان العربي إنسان الصحراء مع بيئته الجديدة وهضمها .

قصة خروج قبيلة الأزد من مأرب

خرجت قبيلة الأزد وقبائل أخرى مثل غسان وأنمار وجذام من مأرب بعد أن إنهار سد مأرب وفرقهم سيل العرم , وقد كانت حياتهم الإقتصادية قبل هجرتهم تعتمد على سد مأرب بما يحويه من ماء عذب يسقي مزارعهم وقراهم العظيمة التي جاء ذكرها بالقرآن الكريم :

بسم الله الرحمن الرحيم " لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور , فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وشئ من سدر قليل , ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور " صدق الله العظيم

يقول إبن كثير في تفسيره لهذه الآيات : كانت ملوك سبأ ملوك اليمن وأهلها وكانت التبابعة منهم وبلقيس صاحب سليمان عليه الصلاة والسلام من جملتهم وكانوا في نعمة وغبطة في بلادهم وعيشهم وإتساع أرزاقهم وزروعهم وثمارهم , وبعث الله تبارك وتعالى إليهم الرسل تأمرهم ان يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته فكانوا كذلك ما شاء الله تعالى , ثم أعرضوا عما أمروا به فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد شذر مذر .

وكان هذا السد العظيم يحوي الماء الذي يأتيهم بين جبلين , كما تجنمع به أيضاً سيول أمطارهم وأوديتهم فعمد ملوكهم الأقادم إلى بنائه فارتفع الماء وحكم على حافات ذينك الجبلين فغرسوا الأشجار واستغلوا الثمار في غاية ما يكون من الكثرة والحسن , لكنهم لم يشكروا الله على هذه النعمة العظيمة , حيث عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الشمس فأرسل الله عليهم سيل العرم , ويذكر المفسرون أن الله أرسل دابة إلى السيل يقال لها (الجرذ) نقبته , فإنهار السد العظيم عليهم وأغرق مزارعهم وقراهم التي ذكر المؤرخون أنها كانت ما يقارب 4000 قرية

ولما رأوا ما حل بهم وبدارهم من الدمار بعد أن كانت آية في الجمال , تفرقوا , فإنحازت قبيلة غسان إلى الشام , وأنمار إلى يثرب , وجذام إلى تهامة , والأزد إلى عُمان .

وتذكر كتب التاريخ أن قبيلة الأزد وكان قائدهم مالك بن فهم الأزدي تقاتلت مع الفرس الذين كانوا يقطنون المنطقة في موقعتين الأولى موقعة (سلوت) نسبة للبلد الذي دارت به المعركة في عمان والثانية موقعة كانت في أرض دبا وإنتصر عليهم وأخرجهم من المنطقة .
عبدالله النقبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس