[غربة مشاعر]

في احدى ليالي شهر نوفمبر البارده من العام 2007 بعد الميلاد رن هاتفي الخلوي محدثا ضجه واذا على الخط صديقتي العزيزة وهي تدعوني الى احتساء فنجال من القهوة ..فلبست نظارتي وجاكيتي وعبائتي ونزلت واستقبلتني وذهبنا الى مكان لأول مره ازره ..!!
دلفنا الى الداخل ولم يكن بذلك المكان سوى انا وهي ..ومقدم الطلبات وقد ارخى رأسه على الطاوله يغط في سبات عميق ..!!
تجولت داخل ذلك المكان ورأيت صورا جميله قد علقت هنا وهناك ..!!رسومات ولوحات فنيه جميله قد ذيلت باقلام من رسمها..شعرت براحه عجيبه..!!وبالجوار منها لوحات عاديه واخرى غير ملونه ..واخرى قد علقت بالمقلوب..فكانت تثير بالنفس بعض التساؤلات..!!وبالطرف الاخر من المكان رأيت مكتبه متواضعه تجمع الكثير من الكتب المفيده والقيمه وبالزاويه عند المدخل يقبع المصلى ..!!
حقيقه المكان جميل جدا..سرحت فيه بفكري ووجداني ولم افق الا على دخول مجموعه من الناس ..وقد اتخذوا من الطاوله القريبه مكان لهم..اعتقد انهم اربعه من الرجال وشابتان يبدو عليهما الرتابه..!!
ماهي الى برهه من الزمن واذا بالمكان يعج بالناس وتعالت الاصوات هنا وهناك..!!شعرت بالربكه واقتربت من صديقتي والتصقت بها ..!!
فجأه وقف شاب يلبس بنطالا من البرمودا وذو شعر كثيف محلوق الجانبين يسمونه الكدش واخذ يتحدث عن جامعه الملك عبدالله وماتحتويه من علم ومنار وتكنلوجيا واخذ يندد بمن عارض تلك الجامعه..
فجأه قام رجل يلبس ثوبا رماديا واخذ ذلك الفتى من تلابيبه ورفعه عاليا وقال له اصلا ماخرب البلاد الا انتم واشكالكم ..
وتعالى الصراخ فقام رجلا يبدو عليه المهابه وقك بينهما وقال الى متى وانتما على هذه الحاله.
شد انتباهي رجل كان جالسا بزاويه المكان وهو يكتب في ورقه ولم يرفع رأسه عنها ومنهمك بشيء ما الله اعلم ماهو..
.وماكادت تنتهي تلك المشكله واذا نحن بذلك الفتى الحليق العارضين والمترف بالخجل يقول نحن نسعى الى تحرير المرأة من قيودها ونحاول حل تلك القيود وجعلها تسبح في الفضاء كالنحله..وقامت فجأه احدى الفتيات وقالت له بشده وانت من نصبك علينا وكيلا نحن راضيات بمانحن عليه وبما وهبه لنا ديننا الحنيف من حقوق وشرف..فماكان منه الا ان جر اذيال الخيبه وخرج وهو يتمتم بكلمات لم نفقه منها شيئا..
مما يدعو الى الحيره ان هناك فئه جالسين بطرف المكان وضحكاتهم عاليه ويتبادلون النكت والمواقف الطريفه..
وكم احزننتني تلك الفتاه التي بزاويه بعيده وهي تغسل الاواني وتسوي طبخات جميله ..
وبين الفينه والاخرى يتعالى الصياح وتزيد الاصوات هنا او هناك..!!
وكان هناك بعض الاشخاص يحاولون اسكات المتجمهرين ولكن بلا فائده فلم يستمع اليهم احد ولم يذعنوا لكلامهم..!!
تعالت الاصوات بين مؤيد لكلام الفتى ولرد الفتاه وبدأت الامور تخرج عن السيطره وبدأت الصحون والكاسات بالتطاير هنا وهناك فشدتني صديقتي من ثوبي وقالت هيا بنا لاتجيك كاسه تسوي لك دوار المستقبل بجبهتك وعندما هممنا بالقيام واذا بخمسه رجال لابسين البشوت الحمر قد دخلوا الى المكان فتوقف الضجيج وحل الهدوء على المكان فهمست باذن صديقتي وقلت من هؤلاء ..
قالت هذا ابو نضال مدير المكان ومعه الاداريين اسكتي..
سكت وانسللت خفيه وقد شدني هذا المكان للعوده مره اخرى فاصبحت مدمنه عليه كل ليله..

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بقلمي/غربة بنت مشاعر