عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2009, 12:40 AM   #8
عساف
.
 
الصورة الرمزية عساف
 







 
عساف is on a distinguished road
افتراضي رد: سـوالف عسـاف (3) صـور من كـرم زهـران 0


الصــورة الثانيـة

حدثني احـد كبار السن
يقول / في السبعينات هجري والخمسينات ميلادي إضطرتني الظروف أن ابحث عن المبات وهذا قبل وجود الشقق المفروشة والفنادق ،،
وكنت أعرف رجل في هذي القرية التي أشبه بالبلدة لوجود الدوائر حكومية بها وكذلك مستوصف وكان المستوصف هو بغيتي .... اقول كنت أعرف رجل كان يعمل معنا في إحدى مناطق المملكة وقد سكن معنا في سكننا مع بعض جماعته ،
لذا لم أحمل هم السكن والبحث عنه إلا بعد صلاة العشاء
... وسألت عن بيته فدلوني عليه فتوجهت إليه و حالما وصلت عند بابه وإذا بصاحبي حيث كان في حاجة له خارج البيت، ورحب بي ترحيب بارد وبحكم المعرفة اللي بيننا
أعطيته العلم عند السدة و أخبرته أنني أبغي المبات عنده حتى الصباح ثم مراجعة الطبيب الذي لم اجده في اليوم الأول في المستوصف ،
وإذا به يعتذر ويقول انحن معزومين أنا و أهلي و مافي البيت حد و ما حضوره الآن إلآ لأحضارغرض نسيوه ،
عندها عرفت أني أنغشيت في الرجل،
ولكن المحتاج يركب الصعب ...فقلت له أفتح لي البيت أو المجلس حتين أرقد إلى الصباح وبيض الله وجهك
قال و الله مقدر و أنا مستعجل !!
عندها يقول ما خليت كلمة يعيرون بها الرجاجيل في مثل هذا الموقف إلا و إسمعته إياها ،
ولكن بدون فائدة ، وأعيتني الحيلة في المبات عند هذا الشخص قلت طيب تعرف رجّال ونعم في قريتك يضيفني الليلة ،
قال ايوه وخرجنا من عند بيته و أشار إلى بيت في طرف القرية وقال عليك بذياك البيت يمكن تلقى عنده عشاك ،،
وتركني ورجع إلى بيته !! ( هذا الرجل لا يمثل إلا نفسه وكل ديرة فيها حصون وفيها مقابر )
وحثيت الخطى إلى ذلك البيت الذي أخبرني به .. ، ليس من أجل العشاء و الزاد ولكن كي أرقد عنده إلى الصباح ثم نغبش إلى وجهتنا ومقصدنا ،،
وعند وصولي البيت لم أرى سوى بيت صغير اقرب إلى السقيفة و لا يدل على أن ساكنه من علية القوم أو كبار الصحون ،،
طرقت الباب ونفسي تحدثني بسوء الظن كما حدث بيني وبين من دلني على هذا البويت و عن بيته اقفل الباب و كال الأعذار ،،
كانت الطرقة الأولى خفيفة ... فأعقبتها بثانية سمعها كل من كان داخل المنزل وحوله ... ،،
وإذا بي اسمع صوت رجل ينبعث من الداخل
يقول / جـاك !
وما هي إلا ثواني وإذا بالباب يفتح ويستقبلني رجل بكلمة
أرحب قبل أن يمد يده بالتحية ،
قلت مساك الله بالخير ،،
قال مساك الله بالنور و ارحب حياك الله أدخل ،
واشار لي بالدخول و سبقني إلى داخل البيت وهو يتنحنح
كعلامة لأهل بيته بأن هناك غريب أفسحوا الطريق ،
وفعلا رأيت زول امرأة تغادر باحة البيت ،
كانت تجلس مع زوجها عند جمل معهم ، وقال لي مضيفي
تبغى ندخل البيت أو نجلس هنيه عند سمحان ( وكنا في حزة الصيف )
قلت خلنا هنيه احسن من الداخل ،
اكمل الرجل تراحبيه و طلب من أهل بيته عمل العشاء
وأعتذرت باني تعشيت قال : والله انك تتعشا و انحن ترى بعد ماتعشينا !! وخلنا نتعشا معك !!
وجلست معاه وهو يحدثني و يلاطفني بجميل المزاح وأطايب الكلام على دلة قهوة وهو يعتذر ويطلب السماح في اكمال تلقيم ذلك الجمل البارك في ساحة البيت و أصلاح بعض اموره ،
ما انتهينا من دلة القهوة ذيك إلا و العشا راشق وتعشيناعلى يسـر الله وكثرت بالخير ،
وقلت جزاك الله خير ما قصرت عطوني فراش و خلوني أرقد فوق ظهر البيت و إلا عند ذياك الجمل ،
(البيت صغير جدا)
قال اسمع أنت جيتنا بكيفك و هالحين والله ما ترقد إلا بكيفي
هيا قم نشرب براد الشاهي في الخارج ونتمبك و نتهرج و أعوذ بالله من الشيطان ،
وبعد جلوسنا ومشاهدتي أريحية الرجل تشجعت و أخبرته عن سالفتي مع ذلك الرجل الذي دلني على بيته ،
عندها ضحك الرجل و أعتـزى !!
وقال لي أنت من أي القبائل يا ولد ؟
قلت : من أرض الله , وأنت من أي قبيلة ؟
قال : أنا من زهــران
فنظرت إليه باستغراب وإستفهام و .... !!
فأدرك معنى نظرتي فأستمر في حديثه قائلا : لي ابن عم واعتقد انه قال رحيم موظف هنا و أنا كما ترى جمًّال ( مهنة اندثرت بعد خروج السيارات ) و استرزق من وراء كرا هذا الجمل فأخبرني قريبي هذا بأن هنا رجل يرغب في بناء بيت له و يحتاج إلى جمالين ،
فجيت هنا و أستأجرت هذا البيت و جبت أهلي ،،
عندها ا خبرته بأنني من زهران كذلك و استمرت السمرة إلى ساعة مـتأخرة من الليل ،
وبت تلك الليلة عند ذلك الكريم وعند أذان الفجر قمنا للصلاة و ودعته رغم إصراره على البقاء والفطور معه وبعد خروجي من عنده لمت نفسي لعدم سؤالي عن اسمه و من أي قرية في زهران ،
فرجعت وسألته فأخبرني و لكن لسفري وغربتي عن الديرة أضعت و نسيت اسمه ،
ولكن على ما أذكر انه من بني عمرو السراة ( بني بشير و بني جندب وبني حرير وبني عدوان وقريش )،

و لا تسالوا عن أسف من حدثني لنسيانه اسم ذلك الرجل الكريم
عساف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس