عين أصابت برشلونة....؟
بقلم / عوض بن حاسوم الدرمكي
لا يبدو أنّ مطالبات إقليم كاتالونيا بالاستقلال عن إسبانيا أصبحت في وضعية قوية تماماً كما آل حال فريقها برشلونة السيئ، والذي لم يدع شيئاً يخص كرة القدم إلا وفاز به ولم يشترك في بطولة إلا وكان تخميننا الوحيد بمن سيكون «الثاني» بعده، أمّا المركز الأول .
فمحجوز سلفاً ولا مانع أن يتم إرسال الكأس مبكراً للسيد تشافي هرنانديز ورفاقه لأخذ صور معه في استوديو بدلاً من صور ما بعد المباريات، عندما تختل «الكشخة» والتسريحة الجميلة نوعاً ما، من الاصطدام براموس أو إيفانوفيتش أو فرديناند، وكل من ساقته أقداره السيئة لملاقاة من لا يبقي على أرضية الملعب ولا يذر!
نحن بني يعرب، قدّس الله سرّنا، لا نعرف في الغالب سوى شماعة الحظ السيئ لتبرير الإخفاق، فإن طال أمده وتكرر فتلك «عين ما صلّت على النبي»، لذلك ننجح فجأة ثم نسقط سقوطاً أشبه بقفزة «النشمي» فيليكس، ثم لا نقوم بعدها إطلاقاً، ونكتفي بترداد خبر ذلك الإنجاز اليتيم للأجيال المقبلة.
لذلك لانزال نتغنى بجيل الطلياني وجاسم يعقوب ومحمود الخطيب والأخضر بللومي وعدنان درجال وماجد عبدالله وبودربالة، حتى خشينا أن يفهم أطفالنا خطأ أنه تم اعتبار ممارسة كرة القدم خطيئة يُجرِّم عليها القانون منذ تلك الأيام الخوالي!
برشلونة سقط لأنه غُدِرَ به وتعرّض لطعنات ممن يفترَض أن يكون عوناً له، وبدلاً من أن يسعى روسيل ورفاقه للحفاظ على مكونات «الخلطة السرية» للبارسا العظيم، والتي جعلتنا نحن معاشر المدريديين تحديداً، نكره كرة القدم لعدة سنوات، بدأت تصفية الحسابات مع رموز عهد لابورتا الرئيس السابق.
ولا أعلم حقيقة إن كان هذا مما تركناه نحن العرب قبل رحيلنا عن الأندلس، فهذه خصلة يبرع فيها العرب من مسح السبّورة بكاملها والبدء من جديد حتى لو كانت بخربشات، وبالسماح برحيل بيب غوارديولا عرّاب الفورة الكاتالونية.
ثم الانحراف المفاجئ في الفكر الفني بجلب مدرب لا دخل له بأسلوب «التيكي تاكا» ، رغم أن تشافي نفسه ذكر أنّ سرّ التفوق هو تنشئة الأشبال على هذا الأسلوب المتفرّد، والذي لا يتم تغييره طيلة المراحل السنية، وصولاً للفريق الأول، ما يخلق تناغماً غير مسبوق وقدرة هائلة على إيجاد بدائل متسقة مع التكتيك المتبع، ولكن أتى المدرب تاتا فأضاع التيكي تاكا وفشل في تقديم بديل سوى كارثة التدوير ووضع اللاعبين في غير مراكزهم!
برشلونة ثاني أغنى ناد في العالم، وثالث أغلى قيمة سوقية لفريق رياضي بقيمة 2.6 مليار دولار، يستطيع العودة شريطة أن يبتعد عن عنتريات الحسابات والمكابرة،والفريق الذي يلعب دون دفاع لا يمكن أن يذهب بعيداً حتى لو امتلك «الكابتن ماجد» مع ليو ميسي ونيمار، فالكرة لعبة جماعية .
وليست شطرنجاً تُضحّي بقطع من أجل أن تكسب قطعاً أخرى، فتدعيم الدفاع ضرورة وليس حاجة فقط، وعودة تياغو ألكانتارا مهمة في ظل أفول نجم تشافي وفشل سيرجيو روبيرتو في ملء الفراغ، والأهم أن يؤتى بمدرب «مثل الناس» يليق ببرشلونة، أما تاتا فمكانه دورينا المجيد وانتظروا معي