[الفقار]

العناء
لم تترك لمن يأتي من بعدك شىء
في الواقع بأن الفزعة كانت شيمة من شيم الناس رجالا ونساء وتجلت فيما ذكرته
وقد كتبت العام الماضي موضوعا بعنوان قصة بناء بيت رجل بالقبيلة وهو ( علي بن أحمد الفارسي ) أسال الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ، تجلت الفزعة في بناء هذا البيت من رجال قريته والقرى المجاورة

ولعلي أضيف هذا النموذج البسيط
وهو الفزعة في حفلات الزواج
لم يكن الزواج مكان إهتمام والد العريس فقط كما يحدث اليوم بل كان الحدث الذي تنتظره القرية وتستعدله وتظهر فيه بالمظهر المشرف
لقد كان أبناء القرية رجالا ونساء وأطفالا يتأهبون لهذا اليوم ويقدمون فيه كل جهدهم بل أن بعضهم لا ينتهي الزواج الا وقد أنهكه التعب
لكثرة ما أنجز من أعمال
إنها حالات استنفار جماعية دافعها الحب والتعاون ومبدؤها الشهامة والنخوة ، لا تجد فيها الاختلاف الا لمصلحة العمل المستهدف ويكون في النهاية عمل جماعي متفق عليه
بل ويكون عملا منظما من لحظات الاستقبال حتى إتمام مراسم الزواج الذي لم يكن ينتهي في يوم واحد
الرجال من الصباح الباكر يذبحون ويجهزون الطعام ثم بعد الظهر يستقبلون الضيوف ويقدمون العشاء في شكل جماعي ولا تعرف من هو صاحب الزواج الا عند تقديم العشاء لأن الجميع يعمل
النساء يجمعن الحطب قبل الزواج بأيام ويصنعن الخبز للزواج ويستقبلن نساء الضيوف ويقدمن لهن كل واجبات الضيافة بدون تكلف
منظر جماعي لا تمل من مشاهدته يتعلم منه الصغار ويغرس في نفوسهم العادات الأصيلة
العناء
دمت بخير
ستظل تدفعني لتقديم المزيد فلك خالص الشكر