عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-09-2006, 12:13 AM
الصورة الرمزية تأبط شراَ
تأبط شراَ تأبط شراَ غير متواجد حالياً
 






تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي الشعر الجاهلي / ديوان أوس بن حَجَر

نبذة عن الشاعر

أوس بن حَجَر
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء.



أبَا [poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/1.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دُليجة َ من لحيٍّ مفردِ
أبَا دُليجة َ من لحيٍّ مفردِ=صَقِعٍ من الأعْداءِ في شَوّالِ
وذا ذكرتُ أبا دُليجة َ أسبلَتْ=عَيْني فَبَلّ وَكِيفُها سِرْبالي
ومعصَّبينَ على نواجٍ سدْتَهُمْ=مثل القسيِّ ضوامرٍ برحالِ
وقوارصٍ بينَ العشيرة ِ تتَّقَى=داويتَهَا وسملتَها بسمالِ
لا زالَ ريحاٌ وفغُوٌ ناضرٌ=يَجْري عَلَيْكَ بِمُسْبِلٍ هَطّالِ
فَلَنِعْمَ رِفْدُ الحيِّ ينْتظرُونَهُ=ولنعمَ حشوُ الدِّرعِ والسِّربالِ
وَلَنِعمَ مَأوَى المُستضيفِ إذا دعا=وَالخيْلُ خَارِجَة ٌ مِنَ القَسْطالِ
. . . . . . . . . . . .=ولقدْ أبيتُ بليلة ٍ كليالي
. . . . . . . . . . . .=لقحَتْ بهِ لحياً خلافَ حيالِ[/poem]


[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/2.gif" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أبَني لُبَيْنى ، لَسْتُمُ بيَدٍ،=إلاّ يداً ليستْ لهَا عضدُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/3.gif" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أتاني ابنُ عبدِ اللهِ قُرْطٌ أخصّهُ=وكانَ ابنَ عمٍّ نُصْحُهُ ليّ باردٌ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/4.gif" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ
إذا ناقَة ٌ شُدّتْ بِرَحْلٍ وَنُمْرُقٍ= إلى حكم بعدي فضلّ صلالُها
كَأنّ بِهِ إذْ جِئْته خَيْبَرِيّة ً=يَعُودُ عَلَيْهِ وِرْدُهَا وَمُلالها
كأنّي حلوتُ الشِّعرَ حينَ مدحتُهُ=صفا صخرة ٍ صمَّاءَ يبسٍ بلالُها
ألا تقبلُ المعروفَ منّا تعاورَت=مَنولَة ُ أسْيافاً عَلَيْكَ ظِلالُها
هممتَ بخيرٍ ثم قصّرتَ دونهُ=كما ناءَتِ الرَّجزاءَ شُدَّ عقالُها
منعتْ قليلاً نفعُهُ وحرمتني=قليلاً فهبها بيعة ً لا تقالُها
تلقّيتني يومَ النُّجيرِ بمنطقٍ=تَرَوَّحُ أرْطى سُعْدَ منْهُ وَضالُها[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/9.gif" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أضرّب بها الحاجاتُ حتّى كأنّها
أضرّب بها الحاجاتُ حتّى كأنّها=أكَبّ عَلَيْها جازِرٌ مُتَعَرِّقُ
تَضَمّنَهَا وَهْمٌ رَكوبٌ كَأنّهُ=إذا ضَمّ جَنْبَيْهِ المَخارِمُ رَزْدَقُ
على جازعٍ جوزِ الفلاة ِ كأنَّهُ= إذا ما عَلا نَشْزاً مِن الأرْض مُهرِقُ
يُوَازي مِن القَعْقاعِ مَوْراً كَأنّهُ=إذا ما انتحى للقصدِ سيحٌ مشقَّقُ
كِلا طرفيهِ ينتهي عندَ منهلٍ=رواءٍ فعلويٌّ وآخرُ مُعرقُ
يَدفّ فُوَيْقَ الأرْضِ فَوْتاً كَأنّهُ= بِإعْجالِهِ الطَّرْفُ الحَديدُ مُعلَّقُ
وتبري لهُ زعراءُ أمّا انتهارها=ففوتٌ وأما حينَ يعيى فتلحقُ
كأنّ جهازاً ما تميلُ عليهِما=مقاربة ٌ أخصامُهُ فهو مشنّقُ
إذا اجْتَهَدا شَدّاً حسِبتَ عَليْهِما=عريشاً علتهُ النّارُ فهوَ يحرِّقُ
. . . . . . . . . . . .=عسلَّقة ٌ ربداءُ وهو عسلَّقُ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/8.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ
أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ=أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ
أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ=أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ
أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ=أطَعْنَا رَبّنَا وَعَصَاهُ قَوْمٌ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/10.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أنزلَ مزنة
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أنزلَ مزنة ٌ=وَعُفْرُ الظِّبَاءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ
فَخُلّيَ للأذْوادِ بَيْنَ عُوَارِضٍ=وبَينَ عَرَانينَ اليَمامَة ِ مَرْتَعُ
تكنّفنَا الأعداءُ منُ كلّ جانبٍ=لِينْتَزِعوا عَرْقاتِنَا ثمّ يَرْتَعوا
فَمَا جَبُنوا أنّا نسُدُّ عَلَيْهِمُ=ولكنْ لقوا ناراً تحسُّ وتسفعُ
وجاءتْ سليمٌ قضُّهَا وقضيضُها=بأكثرِ ما كانوا عديداً وأوكَعوا
وَجِئْنَا بها شَهْباءَ ذاتَ أشِلّة ٍ=لها عارضٌ فيهِ المنيّة ُ تلمعُ
فودّ أبو ليلى طُفيلُ بنُ مالكٍ=بمُنْعَرَجِ السُّؤْبَانِ لوْ يَتَقَصّعُ
يلاعبُ أطرافَ الأسنّة ِ عامرٌ=وصارَ لهُ الكتيبة ِ أجمعُ
كأنّهُمُ بينَ الشُّميطِ وصارة ٍ=وَجُرْثُمَ والسّؤبانِ خُشْبٌ مُصرَّعُ
فمَا فَتِئَتْ خَيْلٌ تثوبُ وَتَدّعي=ويلحقُ منها لاحقٌ وتقطّعُ
لدى كلِّ أخدودٍ يغادرنَ دارعاً=يجرُّ كما جُرّ الفصيلُ المقرعُ
فَما فَتِئَتْ حَتى كأنَّ غُبارَها=سُرادقُ يومٍ ذي رياحٍ ترفَّعُ
تَثُوبُ عَلَيهِمْ مِن أبانٍ وشُرْمَة ٍ=وتركبُ من أهلِ القنانِ وتفزعُ
لدنْ غدوة ٍ حتّى أغاثَ شريدهُم=طويلُ النَّباتِ والعيونُ وضلفعُ
ففارتْ لهُمْ يوماً إلى الليلِ قدْرُنَا=تصُكّ حَرَابيَّ الظّهورِ وَتَدْسَعُ
وكنتُم كعظمِ الرِّيمِ لمْ يدرِ جازرٌ=على أيّ بَدْأي مَقْسِم اللحم يوضَعُ
وجاءتْ على وحشيِّها أمُّ جابرٍ=على حين سَنُّوا في الرّبيع وأمْرَعوا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/13.gif" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ
ألم تُكسَفِ الشمسُ وَالبدْرُ وَالْـ=ـكَوَاكِبُ للْجَبَلِ الْوَاجِبِ
لفقدِ فضالَة َ لا تستوي الــ=ـفُقودُ ولا خلّة ُ الذّاهبِ
ألَهْفاً على حُسْنِ أخْلاقِهِ=عَلى الجَابِرِ العَظْمِ وَالحارِبِ
عَلى الأرْوَعِ السَّقْبِ لَوْ أنّهُ=يقومُ عَلى ذِرْوَة ِ الصّاقِبِ
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى=كَمَتْنِ النبيّ منَ الكَاثِبِ
ورقبتهِ حتَماتِ الملُو=كِ بينَ السُّرادقِ والحاجبِ
ويكفي المقالة َ أهلَ الرّجا=لِ غَيْرَ مَعِيبٍ ولا عَائِبِ
ويحبو الخليلَ بخيرِ الحبا=ءِ غَيْرَ مُكِبٍّ وَلا قَاطِبِ
برأس النّجيبة ِ والعبدِ والــ=ـوليدَة ِ كالجُؤذُرِ الكاعبِ
وبالأُدْمِ تُحْدَى عليها الرِّحا=لُ وبالشّولِ في الفلقِ العاشبِ
فمنْ يكُ ذا نائلٍ يسعَ منْ=فضالة َ في أثرٍ لاحبِ
نجيحٌ مليحٌ أخو مأقطٍ=نِقابٌ يُحَدِّثُ بالْغائِبِ
فأبرحتْ في كلّ خيرٍ فما=يُعَاشِرُ سَعْيَكَ مِنْ طالِبِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/19.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألَمّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرَا
ألَمّ خَيالٌ مَوْهِناً من تُماضِرَا=هُدُوّاً ولمْ يَطْرُقْ من اللّيل باكِرا
وكانَ إذا ما التَمّ منهَا بحاجَة ٍ=يُرَاجِعُ هِتراً من تُماضِرَ هاتِرا
وَفِتْيانُ صِدْقٍ لا تَخُمّ لِحامُهُمْ= إذا شُبّهَ النّجمُ الصُّوارَ النّوافِرا
وأيْسارَ لُقْمانَ بنِ عادٍ سَمَاحَة ً=وَجُوداً إذا ما الشَّوْلُ أمستْ جَرائِرا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/18.gif" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا
أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا=إنّ الذي تحذرينَ قدْ وقعَا
إنّ الذي جمعَ السّماحة َ والنَّـ= ـجْدَة َ والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا
الألْمَعِيَّ الّذي يَظُنُّ لكَ الظَّـ=ـنَّ كَأنْ قَدْ رَأى وَقَدْ سَمِعا
والمخلفَ المتلفَ المرزّأَ لمْ=يُمْتَعْ بِضَعْفٍ ولمْ يمُتْ طَبَعَا
والحافظَ الناسَ في تحوطَ إذا=لم يُرْسِلوا تَحْتَ عائِذٍ رُبَعَا
وازدحمتْ حلقتَا البطانِ بأقـ=ـوامٍ وطارتْ نفوسُهُمْ جزعَا
وَعَزّتِ الشّمْأَلُ الرِّياحَ وَقَدْ=أمسَى كميعُ الفتاة ِ ملتفعَا
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْـ=أقْوَامِ سَقْباً مُلَبَّساً فَرَعا
وكانتِ الكاعبُ الممنّعة الـ=ـحسناءُ في زادِ أهلِها سبُعَا
أودَى وهلْ تنفعُ الإشاحة ُ منْ=شيءٍ لمَنْ قدْ يحاولُ البدعَا
لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَة ُ وَالْـ ـفِتْيانُ طُرَّاً وطَامِعٌ طَمِعَا
وذاتُ هدمٍ عارٍ نواشرُها=تُصمتُ بالماءِ تولباً جدِعَا
والحيُّ إذْ حاذروا الصّباحَ وقدْ=خافوا مُغيراً وسائِراً تَلِعا[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/21.gif" border="outset,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بكرَتْ أميّة ُ غُدوة ً برهين
بكرَتْ أميّة ُ غُدوة ً برهين=خَانَتْكَ إنّ القَيْنَ غَيْرُ أمينِ
لا تَحْزُنِيني بِالفِرَاقِ فإنّني=لا تسْتَهِلّ مِنَ الفِرَاقِ شُؤوني
وَلقدْ أرِبْتُ على الهمومِ بجَسْرَة ٍ=عَيْرَانَة ٍ بِالرِّدْفِ غَيْرِ لَجونِ
شرقيّة ِ ممّا تواردُ منهلاً=بِقَرينَة ٍ أوْ غَيْرِ ذاتِ قَرينِ
تأوي إلى ذي جُدّتينِ كأنّهُ=كرٌّ شديدُ العصبِ غيرُ منينِ
أوْفَى عَلى رُكْنَينِ فَوْقَ مَثابَة ٍ=عنْ جُولِ نازحة ِ الرِّشاء شطونِ[/poem]

[poem=font="Simplified Arabic,5,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://vbnaajm.naajm.com/images/toolbox/backgrounds/22.gif" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تنكّرَ بعدي منْ أميمة َ صائفُ
تنكّرَ بعدي منْ أميمة َ صائفُ=فبِرْكٌ فَأعْلى تَوْلَبٍ فَالمَخالِفُ
فقوٌّ فرهبى فالسَّليلُ فعاذبٌ=مطافيلُ عوذِ الوحشِ فيه عواطفُ
فَبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّخالُ تَعَذّرَتْ=فَمَعْقُلَة ٌ إلى مُطَار فَوَاحِفُ
كأنَّ جديدَ الدّارِ يبليكَ عنهُمُ=تقيُّ اليمينِ بعدَ عهدكَ حالفُ
بِها العِينُ والآرامُ تَرْعى سِخالُهَا=فطيمٌ ودانٍ للفطامِ وناصفُ
وقدْ سألتْ عنّي الوُشاة ُ فخُبِّرَتْ=وَقدْ نُشِرَتْ منها لَدَيّ صَحائِفُ
كعهدكِ لا عهدُ الشبابِ يُضلّني=ولا هَرِمٌ ممّنْ توَجّهَ دالِفُ
وقد أنتحي للجهلِ يوماً وتنتحي=ظَعائِنُ لَهْوٍ وُدُّهُنّ مُساعِفُ
نَوَاعِمُ ما يضْحَكنَ إلا تَبَسّماً=إلى اللَّهْوِ قد مالتْ بهِنّ السّوالِفُ
وأدْماءَ مثلِ الفَحْلِ يوْماً عَرَضْتُها=لِرَحْلي وفيهَا جُرْأة ٌ وَتَقَاذُفُ
فإنْ يهوَ أقوامٌ ردايَ فإنّما=يقيني الإلهُ ما وقَى وأُصادفُ
وعنسٍ أمونٍ قد تعلّلتُ متنَها=على صِفَة ٍ أوْ لم يصِفْ ليَ وَاصِفُ
كُمَيتٍ عصاها النَّقْرُ صَادقة ِ السُّرَى=إذا قيلَ للحَيران أين تُخالفُ
عَلاة ٍ كِنازِ اللّحْمِ ما بينَ خُفِّهَا=وَبينَ مَقِيلِ الرّحْلِ هَوْلٌ نَفانِفُ
عَلاة ٍ من النّوقِ المَرَاسِيلِ وَهْمَة ٍ=نجاة ٍ علَتْها كَبرة ٌ فهي شارفُ
جُماليّة ٍ للرَّحْلِ فيها مُقَدَّمٌ=أمونٍ ومُلْقى ً للزّمِيلِ ورَادِفُ
يُشَيّعُها في كلّ هَضْبٍ وَرَمْلَة ٍ=قَوائمُ عُوجٌ مُجْمَرَاتٌ مُقاذِفُ
تَوَائِمُ أُلاّفٌ تَوَالٍ لَوَاحِقٌ=سَوَاهٍ لَوَاهٍ مُرْبِذاتٌ خَوَانِفُ
يزلّ قُتودُ الرَّحلِ عن دأياتها=كما زَلّ عن رَأس الشَّجيج المحارِفُ
إذا ما رِكابُ القوْمِ زَيّلَ بَيْنَها=سُرَى الليلِ منها مستكينٌ وصَارِفُ
عَلا رَأسَها بعدَ الهِبابِ وَسامَحتْ=كَمَحلوجِ قُطْنٍ ترْتميه النّوَادِفُ
وأنحَتْ كما أنحى المحالة َ ماتِحٌ=على البئرِ أضحى حوضهُ وهوَ ناشفُ
يخالطُ منها لينَها عجرفيّة ٌ=إذا لمْ يكنْ في المقرفاتِ عجارفُ
كأنّ وَنًى خانَتْ بهِ من نِظامِها=معاقِدُ فارْفَضّتْ بهنّ الطّوَائِفُ
كأنَّ كُحيلاً معقداً أو عنيّة ً=على رجْعِ ذفرَاها من اللِّيتِ واكفُ
يُنفِّرُ طيرَ الماءِ منْها صريفُها=صَريفَ مَحالٍ أقْلقتْهُ الخَطاطِفُ
كأنّي كَسَوْتُ الرّحلَ أحقبَ قارِباً=لهُ بجُنوبِ الشَّيِّطَيْنِ مَساوِفُ
يقلِّبُ قيدوداً كأنَّ سراتَها=صفا مُدهنٍ قد زحلفتْهُ الزَّحالفُ
يقلّبُ حقباءَ العجيزة ِ سمحجاً=بها ندبُ منْ زرهٍ ومناسفُ
وأخلفَهُ من كلّ وقطٍ ومُدْهنٍ=نطافٌ فمشروبٌ يبابٌ وناشفُ
وَحَّلأهَا حَتّى إذا هيَ أحْنَقَتْ=وأشْرَفَ فوْقَ الحالِبَيْنِ الشراسِفُ
وَخَبّ سَفَا قُرْيانِهِ وَتَوَقّدَتْ=عليهِ من الصّمّانتينِ الأصالفُ
فأضحى بقاراتِ السِّتارِ كأنَّهُ=ربيئة ُ جيشٍ فهوَ ظمآنُ خائفُ
يقولُ لهُ الرّاءون هذاكَ راكبٌ=يؤبِّنُ شخصاً فوق علياءَ واقفُ
إذا استقبلتْهُ الشمسُ صَدّ بوَجههِ=كما صدّ عنْ نارِ المهوِّلِ حالفُ
تَذَكّرَ عَيْناً مِن غُمازَة َ ماؤها=لَهُ حَبَبٌ تسْتَنّ فيهِ الزّخارِفُ
لهُ ثأدٌ يهتزُّ جعدٌ كأنّهُ=مُخالطُ أرجاء العيونِ القراطفُ
فأوردها التّقريبُ والشَّدُّ منهلاً=قَطاهُ مُعِيدٌ كرّة َ الورْدِ عاطِفُ
فَلاقَى عَلَيْها من صُباحَ مُدَمِّراً=لِناموسِهِ مِنَ الصَّفِيحِ سَقائفُ
صدٍ غائرُ العينينِ شقَّقَ لحمَهُ=سمائمُ قيظٍ فهوَ أسودُ شاسفُ
أزبُّ ظُهورِ السَّاعدينِ عظامُهُ=على قدرٍ شثنُ البنانِ جُنادفُ
أخُو قُتُرَاتٍ قَدْ تَيَقّنَ أنّهُ=إذا لم يُصِبْ لحماً منَ الوَحشِ خاسِفُ
مُعَاوِدُ قَتْلِ الهادياتِ شِوَاؤهُ=منَ اللّحم قُصْرَى بادِنٍ وَطفاطِفُ
قصيُّ مبيتِ الليلِ للصَّيدِ مُطعمٌ=لأسهمِهِ غارٍ وبارٍ وراصفُ
فَيَسّرَ سَهْماً رَاشَهُ بِمَناكِبٍ=ظُهَارٍ لُؤامٍ فَهْوَ أعْجَفُ شارِفُ
على ضالة ٍ فزعٍ كأنَّ نذيرَها=إذا لمْ تخفّضْهُ عن الوحشِ عازفُ
فأمهلَهُ حتّى إذا أنْ كأنَّهُ=مُعَاطي يَدٍ مِن جَمّة ِ الماءِ غَارِفُ
فَأرْسَلَهُ مُسْتَيْقِنَ الظّنِّ أنّهُ=مُخالطُ ما تحتَ الشَّراسيفِ جائفُ
فَمَرّ النَّضِيُّ للذّرَاعِ ونَحْرِهِ=وللحَينِ أحياناً عنِ النّفسِ صارفُ
فعضَّ بإبهامِ اليمينِ ندامة ً=ولهّفَ سرّاً أمَّهُ وهوَ لاهفُ
وَجَالَ وَلمْ يَعْكِمْ وَشَيّعَ إلْفَهُ=بِمُنْقَطَعِ الغَضْرَاءِ شَدٌّ مُؤالِفُ
فما زالَ يفري الشدَّ حتّى كأنّما=قَوَائِمُهُ في جَانِبَيْهِ الزّعَانفُ
كأنّ بجنبيهِ جنابَينِ من حصَى=إذا عدوُهُ مرّا بهِ متضايفُ
تُوَاهِقُ رِجْلاهَا يَدَيْهِ وَرَأسَهُ=لها قتبٌ فوقَ الحقيبة ِ رادفُ
يُصَرِّفُ لِلأصْوَاتِ وَالرّيحِ هادياً=تمِيمَ النَّضِيِّ كَدَّحَتْهُ المناسِفُ
ورأساً كدنَّ التَّجرِ جأباً كأنَّما=رمَى حاجبيه بالحجارة ِ قاذفُ
كلا منخريْهِ سائفاً أوْ معشِّراً=بما انفضَّ منْ ماءِ الخياشيمِ راعفُ
وَلَوْ كُنْتُ في رَيْمانَ تحرُسُ بَابَهُ=أرَاجِيلُ أُحْبوشٍ وأغْضَفُ آلِفُ
إذنْ لأتتني حيثُ كنتُ منيّتي= يَخُبّ بِهَا هادٍ لإثْرِيَ قَائِفُ
إذِ النّاسُ نَاسٌ والزّمانُ بِعِزَّة ٍ= وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَدِيقٌ مُسَاعِفُ[/poem]


يتبع