عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-04-2013, 05:23 PM
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
عذبة الاوصاف عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 






عذبة الاوصاف is on a distinguished road
Arrow جزيرة غاغا في دولة الامارات...

أهلها يعيشون على الغوص وجمع الحطب

غاغا جزيرة ساكنة تعدادها 2000 نسمة

تمتلك دولة الإمارات أكثر من مائة جزيرة منتشرة قبالة سواحل أبوظبي الممتدة من رأس غناظة إلى حدود قطر، وكانت العديد من هذه الجزر مأهولة ومستوطنة من أسر تنتمي إلى قبيلة بني ياس، ومن هذه الجزر جزيرة غاغا

التي كانت آخر جزيرة ونقطة مأهولة من أبوظبي، وعن هذه الجزيرة وتاريخها يحدثنا أحد أبنائها وهو الوالد مهنا بن بطي بن محمد بن هزيم القبيسي، الذي يقول: ولدت في غاغا في عصر الشيخ شخبوط بن سلطان (1928-1966) في سنة “اليلوة” وهي السنة التي خرجت فيها بعض الأسر من أبوظبي وسكنت قطر، ولي أخ من الأم ويصغرني وهو جمعة بن محمد بن جمهور رحمة الله عليه وعياله ما شاء الله ثلاثة عشر منهم سالم بن جمهور القبيسي، ولي من الأولاد محمد وبنات، وكانت حياتنا عادية وليس بعدها حياة، وفي الطفولة كانت ألعابنا مرتبطة بالبحر مثل لعبة الشواعي والشرع ونصنع السفن الصغيرة كمجسمات من بقايا الأخشاب ونسوي لها شراعا من اليواني، وأيام القماري (المقمرة) نلعب لعبة عظيّم لواح، حيث نرمي قطعة خشب في البحر ونسبح ونتسابق للحصول عليها أو نرمي حجرا في البحر ونغوص للحصول عليها، وكنا من هذه الألعاب نتعلم السباحة والغوص،

ومن أصدقاء الطفولة أذكر خليفة بن كنيش القبيسي وبالشريفة وأحمد بن خلف وأبناء هامل بن غيث القبيسي وعيال محمد بن سيف عيال الهادومة وهؤلاء كلهم قبيسات ممن هم في سني، وما أن يصل الواحد منا سن الثامنة أو العاشرة دخل الغوص مع أهله ويساعدهم يمسك السكان (المقود) ويمسكن الميداف (المجداف) وقابض حصاة وعافد (قافز) في البحر تغوص، وأنا دخلت البحر مع والدي وعمري سبع سنوات وتعلمت السباحة بنفسي ووضعت الحصاة في رجلي وغصت ومسكت الحبل في يد والديين في يد والسيب يسحبك، وكانت عندنا خشب وايده (سفن كثيرة) شواعي وصمع وجوالبيت كبار تحمل ثلاثين وخمسا وثلاثين نفرا وهذه تبقى على الهير يوما أو يومين ومن ثم نرجع، بينما الصغيرة الشوعي والصمعة كنا نذهب فيها بعد صلاة العصر مسيان وضوينا البر (نرجع قبيل المغرب)، وهذه حياتنا الصبح نسرح في أشغالنا والعصر في الهير وهكذا قضينا سنين عمرنا الأولى في غاغة، وكنا نسير الغوص في موسمه وبقية أيام السنة نعمل في صيد الأسماك، وفي صغرنا كان عندنا مطاوعة وعلماء وكان عندنا قضاة شرع وكانوا في دلما وإن لم يخلصك قاضي الشرع في دلما وحل قضيتك سرت إلى أبوظبي،

وكان كبار المطاوعة من المزاريع من قوم بن عبلان الله يرحمهم منهم حياة محمد بن عبلان المزروعي، وعندنا حياة مهيدي بن ياعد وهؤلاء علماء، ومن المطاوعة حياة سيف بن مطر القبيسي، وفي دلما كان حياة هلال بن بطحان القبيسي وولداه سيف ومبارك وكان أبوهما شيخ علم كبير، ومات سيف ومبارك ولم يخلفا ذرية سوى بنت سيف التي تزوجها رجل من أهل قطر وأنجب منها أولاده وهم يأتون أبوظبي بين حين وآخر، وسيف جدتي شمسة بنت كليب أخت محمد بن كليب تصير خالته أخت أمه عوشة بنت كليب، وقلنا لابن بطان سر إلى الحج ما دام فيك بده أي قوم واستطاعة فلم يذهب إلى أن توفي الله يرحمه، وكان هؤلاء العلماء من يصلون بنا الجماعة ويخطبون ويعقدون لنا في الأعراس وعندهم مسائل الزواج والطلاق، وكانوا يتلقون علومهم من علماء دلما ومن علماء فارس والجزيرة (جزيرة قيس)

والذين كانوا يأتون إلى دلما ويسكنهم الشيوخ والكبار في بيوتهم ويجلونهم وكذلك كانوا يأتوننا علماء من ليوا منهم سعيد بن مهيدي الهاملي وأخوه أحمد، ويقوم هؤلاء بتعليم الناس وقد تعلم على أيديهم هؤلاء العلماء وغيرهم من العلماء السابقين فقد كانت دلما بلادا قديمة جدا من سنين بعيدة، وكان فيها الشعراء أمثال قوم بيات بن محمد بن كليب القبيسي، وكان شاعرا كبيرا والناس تحفظ قصائده، وكان جدي بن هزيم شاعرا ويحفظ وينشد قصائد الأولين وكذلك حياة محمد بوخاطر القبيسي، وأنا أحفظ بعض ما كان يعده علينا من قصائد المتنبي وبن ظاهر وغيرهما من شعراء.

( منقول من جريدة الخليج )
رد مع اقتباس