عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2009, 09:04 AM   #10
البرنسيسة
 
الصورة الرمزية البرنسيسة
 







 
البرنسيسة is on a distinguished road
افتراضي رد: 彡乀∑ °·..·° (..حكايات مجنونة // من الأدب الساخر ..) °·..·° 彡乀∑



مدرسة الإرهاب


كانت تنشئة طفلي تحت عيوننا أنا وأمه .. فحرصنا على إدخاله مدرسة لغات خاصة لكي ينال أفضل تعليم.. كما أحطناه بسياج من الحب والحنان يسمح له بأن يكاشفنا بكل ما يدور في عقله لكي ننصحه في الوقت الملائم.

وعندما بلغ العاشرة من عمره رأيناه يصادق كلب الجيران، واكتشفنا أن هذا الخبيث لم يفعل ذلك إلا للوصول إلى قلب ابنة الجيران التي تبلغ التاسعة من عمرها!

وكانت أحلى أوقاتنا هي التي نقول فيها بتشجيع نادي الزمالك في التليفزيون حيث أن زوجتي تنتمي بصلة قرابة لبواب النادي، ومن ثم كان أمر تشجيعنا للزمالك هو أمر حتمي ضماناً لتوافر السلام العائلي في المنزل.

ولكن ابني – ذو السنوات العشر- اندفع عائداً ذات يوم من مدرسته مكفهر الوجه وعيناه تطقان شرراً حتى خشيت أن يكون قد أصيب بالحصبة، ولكنه أغلق التليفزيون صائحاً: انتوا ازاي بتتفرجوا على ماتشات الكورة.. دي حرام.

فاندهشت للحظة متشككاً إن كان يقول ذلك لأنه تحول إلى تشجيع الأهلي بدلاً من الزمالك.. ولكنه صاح بأعلى صوته بأن الكرة كلها مكروهة.. ولو كان لاعبها هو الشيخ طه!
فابتلعت أمه لعابها بدهشة وحاولت تغيير الموضوع قائلة إنها تفضل رؤية الفيلم العربي.. فصرخ ابننا فيها بأن كل الأفلام العربي هي رجس من الشيطان..

فاندهشنا أكثر وحاولنا استقصاء الأمر منه، فعلمنا أن مدرس اللغة العربية قد قال له إن الكرة حرام، وكل الرياضات الأخرى ولو كانت لعب الحجلة.. فرفعت حاجبي في دهشة، ولكنه صاح بي أيضاً إن اللعب بالحواجب حرام!

فنظرت لزوجتي بهدوء لكي نمتصص غضب ابننا حتى يمكننا مناقشته فيما بعد بهدوء، وعدت إلى السفرة لإكمال طعامي، ولكن ابني أمسك بيدي قبل أن أضع اللقمة في فمي مباشرة وصرخ فيّ: أنت مش خايف من غضب ربنا عليك وأنت بتاكل بإيدك الشمال؟
- طب وأنا أعمل إيه.. ما أنا طول عمري أشول؟
- يبقى لازم ستغفر وتتوب!
- أتوب عن إيه؟
- عن الأكل بإيدك الشمال.. مدرس العلوم هو اللي قال لنا كده اللي بياكل بإيده الشمال بتاكل معها الشياطين والبركة ما تدخلش بيته.
وحدّق في حذائي المثقوب مضيفاً: وواضح أن بيتنا ما فيهوش بركة!
وذلك بالرغم من أنني لم أتمككن من شراء حذاء جديد لأ، كل ما معي دفعته رسوماً لمدرسته الخاصة!

ودق جرس الباب في نفس اللحظة ودخلت ابنة الجيران وهي تبكي لتسأل ابننا إن كان قد رأى كلبها لأنه غائب منذ الصباح. فأشاح بوجهه عنها قائلاً أنا ما أعرفش حاجة عن الكلب النجس ده!
فانصرفت الطفلة باكية، ولكني سألته في شك: أنت باين عليك تعرف حاجة عن الكلب ده ومخبيها؟
فالتمعت نظرة شريرة في عيينه وقال: أيوه.. أنا أخذته الصبح وسربته بعيد عن العمارة.
سألته مندهشاً:
- ليه؟
- علشان الكلب نجس ومش لازم يعيش وسط البني آدمين.. مدرس التربية الاجتماعية هو اللي قال لنا كده!
جززت على أسناني وقلت له: ومش حرام عليك تكذب على صاحبة الكلب؟
- لا.. لأن الضرورات تبيح المحظورات.. مدرس الانجليزي هو اللي قال لنا كده!

وفي نفس اللحظة سمعنا بكاء أطفال الجيران.. وخرجنا لاستطلاع الأمر فاكتشفنا أن كل كلاب الجيران قد اختفت.. فابتسم ابني بخبث فسألته متشككاً ان كان هو من فعل ذلك أيضاً ولكنه قال: لا.. لكن أنا أديت أوامري لكل جماعتي في فصل حامسة أول بتاعي انهم يسربوا كلاب الجيران.
سألته في ذهول: انت عملت جماعة؟
- ايوه.. وانا بقيت أمير جماعة فصل خامسة أول.
وأمسك بيده سكيناً صغيرة دسها في جيب الجلباب الذي ارتداه وهو يضيف : أنا دلوقتي نازل لجماعتي عشان يبتدوا يبشوفوا واجباتهم الأمنية في الشارع.. زي حضرة الناظر ما قال لنا!



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
البرنسيسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس