[كبرياء و شموخ]

هذه قصة حقيقية تعبر عن مدى جودة الأصدقاء في هذا الزمن
لقد كثر الاصدقاء عند كل واحد منا فاذا جلست مع واحد تجد جواله لا يتوقف من الرنين واذا سالته من هذا قال صاحبي وبعد قليل يتكرر قال صاحبي وزواره في المنزل كثير واذا سالت من هؤلاء قال أصحابي ولكن هل كل هؤلاء الأصحاب يستحقون هذه الكلمة

يوجد لدي أصحاب كثير حتى ان بعضهم من معزتي فيه اذا حضر اللي من المدينة التي هو يعيش فيها اقوم باكرامه وذبح طلي تكريما له وكل يوم يزيد أصحابي وخاصة بعد ان ترقيت في عملي وأصبحت مسئول في عملي وشاءت الايام ان احتاج لمبلغ من المال وياليته كثير مبلغ مقداره ( 15000 ) ريال فقط فقمت باللجوء الى الأصحاب والأصدقاء فكلما لجأت لواحد بحث عن عذر وافادني انه مديون ومنهم من يقول والله كنت ابغى اطلب منك ظروفي سيئة ولم اجد احد يقف معي بل اصبح تلفوني الذي لا يسكت من الرنين شبه مفصول فلم يتصل بي احد من الأصحاب بل اصبح كل واحد منهم لا يرد اذا اتصلت عليه فاستغربت
المهم انتهى الامر الا ان الأصحاب قل اتصالهم بي ومحبتهم وزياراتهم لي بل حتى الرسائل التي كانو يرسلونها وخاصة يوم الجمعة أصبحت معدومة فوالله انه يمر اليوم واليومين وجوالي لا يرن فاشك انه مفصول ولكن بعد التاكد اجد جوالي غير ذلك تاثرت نفسيا فجلست مع والدي وسألني اين أصحابك لم يتصلوا بك كالعادة ولم يزوروك من فترة من الزمن فحكيت له الامر بحقيقته اعطاني والدي ما احتاج وسددت ما في حاجتي ثم اخبرني بتلك القصة وهي كالاتي

يقول والدي كان في قديم الزمان رجل عارفه أي له معرفه في الحياة وكان له ابن له أصحاب كثير مثل أصحابك ياولدي ويوم من الأيام قال الرجل لابنه كيف أصحابك قال ونعم فيهم والله يابوي لو احتجت لحد فيهم ماتا خر علي قال والده والله انهم أصحاب أي كلام غضب الابن قال تفكر مثلك يابوي ماتعرف الا فلان وفلان قال الوالد طيب يا ولدي تثبت لك الايام

فكر الاب في عمل يبين لابنه ان أصحابه أي كلام فقام الاب في غياب ابنه بذبح خروف وسلخه وتكفينه ثم تركه في غرفه من غرف البيت وعندما حضر ابنه قال ياوالدي ماهذا الدم الذي على ملابسك قال الوالد لابنه ان تخاصمت مع رجال وقتلته وسحبته في الغرفه الداخلية ولا وادري كيف اسوي ولدي ابغاك تذهب الى اعز أصحابك وأوفاهم فذهب واستدعى افضل واقرب أصحابه الى قلبه وعندما حضر الى البيت قال والد الشاب ياولدي قتلت رجل وهذا هو واريد من ان تساعدني انا وولدي صاحبك قال الشاب انا برىء منك ومن ولدك ولا اعرفكم من اليوم وهرب ثم طلب منه ان يستدعي صاحب من أصحابه اخر فحصل منه مثلما حصل من الاول وكذلك الصاحب الثالث والرابع والخامس فحس الابن ان أصحابه فشلوا فقال والده اذهب الى صاحبي فلان واحضره فحضر صاحب والده فاخبره بانه تشاجر مع رجل امام بيته وقتله وسحبه الى الداخل ولا يعلم كيف يتصرف فيه فقال صاحب والده احمله على ظهري ولا لك شغل في باقي الأمور وكان ذلك في الليل ثم طلب منه ان يجلس في المجلس وطلب من ابنه ان يذهب الى صاحبه الثاني فاحضره الولد واخبره بمثلما قال لصاحبه الاول وقال نفس الكلام ارفعه على ظهري ولا تهتم في باقي الأمور فاستدعى الأب صاحبه الأول الذي في المجلس ليحضرون الى الجنازة الملفوفة بقماش فكشف الأب عن ما بداخل القماش وإذا به خروف قام بذبحه وسلخه ليبين لابنه ان كثرة الأصحاب بدون فائدة لاحاجة لها وان صاحبي والده رغم قلتهم ا لا أنهم أوفياء فقام بطبخ الخروف وعزم من حضر من بقية جيرانه الذين علموا بالموضوع بعد خروج أصحاب ابنه الذين لم يكتفوا بعدم المساعدة بل قاموا بفضيحة والد ه واخبروا الجيران ان والد فلان قتل رجل في بيته وبذلك بين لابنه ان أصحابه أصحاب غير أوفياء ويجب ان يختار اصحاب اوفياء حتى لو قل عددهم وكيف يستطيع ابنه اختيار اصحابه

ومنها نبهني ان أصحابي رغم كثرتهم لا فائدة منهم

ارجو منكم معرفة اختيارالاصدقاء وكيفية اختيارهم ولا نكثر الأصحاب بدون فائدة تقبلوا مني هذه القصة واعذروني على الاطالة

اخوكم / كبرياء و شموخ