عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2010, 03:35 AM
الصورة الرمزية أحمد العدواني
أحمد العدواني أحمد العدواني غير متواجد حالياً
عضوية شرفيه خاصة
 






أحمد العدواني is on a distinguished road
افتراضي [ .. أيضـــاً ، زهـــران ملـــوكاً للغـــــة ]

السلام عليكم

كان أخونا الكريم أبو نضال مشكوراً قد أتحفنا بجهدٍ خارق في سلسلته العظيمة ( زهران ملوك اللغة ) وأورد لنا من الكلمات الزهرانية الضاربة جذورها في أعماق أعماق لغة العرب العريقة والعظيمة الكثير والكثير مما يؤكد فصاحتها وتجذرها اللغوي والأدلة على ذلك ..

وامتداداً لجهده المميز أحببت زرع زهرةً أخرى ببستان تاريخ زهران العظيم التليد في حقل اللغة وذلك بثلاث كلمات دارجة في زهران وربما كانت حكراً عليهم دون سواهم ، ولربما رأينا أو سمعنا حين نقول بها ونوردها في سياق حديثنا مع الآخرين من ينكرها علينا أو يبدي دهشته منها

الكلمة الأولى : ( لــهد )
ونستخدمها نحن أبناء زهران لوصف من يضرب آخر بقبضة يده أو نحوها فنقول : لَهده ، أو إلهده ، أو تلاهدوا .. الــخ .
وفي حديث طويل عن عائشة أم المؤمنين ضي الله عنها وعن أبيها حين روت قصة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً وهي نائمة للسلام على شهداء البقيع ما يؤكد فصاحة هذه الكلمة واقتص لكم منه ما يهمنا ..
" .... قَالَتْ : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَأَخْبَرْتُهُ ) ، قَالَ : « فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ؟ » . قُلْتُ : نَعَمْ . فَلَهَدَنِي ([23]) فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ، ثُمَّ قَالَ : « أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ! »

الكلمة الثانية : ( الحبلة )
ونطلقها أبناء زهران على شجرة العنب وقل أن يستخدمها غيرنا إلا من قرُب منا وشاركنا الثقافة والسكنى بسراة وتهامة أزد شنوءة .
" ........ وجعلوا يرمونه بالحجارة وبكلمات من السفه، ورجموا عراقيبه، حتى اختضب نعلاه بالدماء. وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة على ثلاثة أميال من الطائف، فلما التجأ إليه رجعوا عنه، وأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى حبلة من عنب فجلس تحت ظلها إلى جدار فلما جلس إليه واطمأن، ودعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كآبة وحزناً مما لقي من الشدة، وأسفاً على أنه لم يؤمن به أحد، ... "

الكلمة الثالثة : ( قحم )
وهي من الكلمات النادرة الإستخدام والحصرية ـ في ظني ـ لزهران ولربما تندر بنا غيرنا بزعم عدم وجود أصلٍ لغوي لها .. ونطقلها على الرجل الكبير السن .
وفي البيتين التاليين للخرنق بن بدر وقيل لأخت طرفة بن العبد رثاءاً فيه حين لقي حتفه يافعاً في ريعان شبابه على يد والي البحرين بعد رسالة حملها من عمرو بن هند أو غيره من كان ملكاً في عصره ما يؤكد تجذرها وأنها من أفصح ما تقول به العرب وأندره ..
يقول أو تقول :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عددنا له خمساً وعشرين حجةً =فلما توفاها استوى سيداً ضخما
فُجعنا به لما رجونا إيابهُ =على خير حالٍ لا وليداً ولا قحما[/poem]
(أي لا صغيراً ولا كهلاً في أراذل عمره )

وأختم بما ذكره المؤرخ حمد الجاسر من شهادة حق قالها في أواخر أيام حياته في إحدى أحدياتة الأسبوعية التي كان يقيمها حين أكد أن سراة الحجاز وسراة غامد وزهران على وجه التحديد لا يزال أهلها أهل العربية الفصحي وأن العجمة لم تخالطهم ، ولا زلت احتفظ بقصاصة من جريدة الرياض ـ إن صحت ذاكرتي ـ لحديثه ذلك .

وبعد ..

أفلا يحق لنا أن نفاخر وأن نكون ناموساً زاهياً على هامة أمة بني يعربِ وونحن من ملك المجد من أطرافه وفي شتى مواطن الفخر والمهابة ؟؟!!

" بلى ورب من رفع السموات "

مودتي للجميع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس