عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2010, 11:51 AM   #2
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

بعد صلاة كل عصر يذهب أغلبية أطفال الحارة إلى المسجد وكان تحفيظ القرآن الكريم يشغل حيز الأهل وأهميته لديهم يعتبر من أولويات العمل وطاعة الله سبحانه وتعالى, حيثما يكون هناك مسجد يكون فيه حلقة لتحفيظ القرآن وحيث يكون هناك حلقة لتحفيظ القرآن يكون هناك جمعان العربي أبوه هو خضر منتسب لعائلة (المرارة) التي نزحت قبل جيل من تهامة الحجاز إلى المدن الحجازية إبان وفاة الملك عبدالعزيز ومقدم الملك فيصل . تزوج خضر من خضرية وكونوا أسرة بسيطة والتحق بالسلم الوظيفي وأنجب أربعه من الأولاد وأربعة من البنات وهم فيصل , عبدالرحمن , ( جمعان ) , وسالم.
سكنت العائلة مكة المكرمة وقت تولي الملك فيصل الحكم وفي ذلك مناسبة ؛ واشترت بيتها بالقرب من بيت الله الحرام ثم لم يلبثوا أن باعوا البيت بسبب توفير مال إضافي لبناء بيت أفضل وبعيد عن زحمة الحج والحجاج. كان خضر يدلل أبنائه ويعطيهم ما لا يتمنون لكنه في نفس الوقت كان حازماً شديد الحرص على مستواهم وتحصيلهم العلمي , حيث يذهب إلى مدرستهم ويناقش الأساتذة في أبنائة , لماذا تضربون.... كيف تصححون...... إلخ.........

لكنه وحده جمعان من يحوز على التفكير والانتباه, وحده جمعان مختلف عن بقية أخوانه كان هادئا وهناك مقولة تقول أنه من يكون هادئا في صغره يكبر على الشقاوة والعكس صحيح, لدرجة أن أبوه كان يدلعه ويغنّجه مع اخواته بقوله " هذا جمعان أحلى الصبيان " ويصغر من اسمه جميعان....... لكن الولد كلما كبر كلما زاد وزنه وصغر عقله , وبدأت الأم تغتاظ من الطريقة التي يعامل بها الأب ابنه, فصارت تقسوا على وليدها بالأكل وتنعته بأبو الكرشة بأنها سوف تحرمه الأكل والمصروف المدرسي ......... كانت السنة الدراسية توشك على الإنتهاء حينما كان جمعان شخصيتنا هذه في الصف الخامس الإبتدائي تنتابه صرعات ونوبات أثارت قلق أبيه الحاني على أبنائه, ذهب به إلى طبيب الأطفال فلم يستقبله طبيب الأطفال ؛ ذهب به إلى الطبيب العام ثم فحصه الطبيب العام وكان قد أسقط في يد الطبيب : " كالعادة سليم "!!!!!!
أخذ أبوه تحويل من العادة المختصة , وذهب به إلى مستشفى أبو الفلوس من حب أبوه فيه , وكان يحمله بين ذراعيه من ردهة إلى أخرى وجمعان كأنه يرقد على السرير الكولومبي على أحد شواطئ الكاريبي , ثم دخل على الاستشاري " وحيد " من أول نظرة قال له الطبيب : " ولد عنده حالة نفسية الله يشفيه ! لا وحادة كمان " لكن خضر لا يعرف معنى ذلك ؟؟؟؟ ايش يعني حالة نفسية ؟؟؟؟؟ " يرد الطبيب : " يعني ولدك مصاب بالفصام !!!!! " . وصف له الوصفة وخرج بولده بين يديه على الرغم من أن جمعان كان يزن وقتها سبعين كيلوغراماً من الوزن الكلي بدون ثيايه الأشياء الأخرى.........

رجع به أبوه بعد أن اشترى العلاج من الصيدلية وأعطاه إجازة عاماً كاملاً يتسدح على راحته في البيت والأكل من برا ( المطاعم ) واشترى له تذكرة ألعاب مائية وأراد أن يسافر به إلى بيروت لكن الولد العاقل رفض ذلك بكل تأكيد وعقلانية, وأمه كانت تكبر في ولدها حكمته في اتخاذ القرارات الفردية........ يتعرف جمعان على أولاد الحارة ( سمير , معتوق , بهلول ) يتبادلون التعارف الودي بالابتسامات ويذهب بهم إلى مطعم الغامدي " وعلى حسابه " , وافق الأربعة الثلاثة على الدعوة واستمروا في المضغ بكل بحبوحة مع شرب العصيرات الطازجة واحتساء الشاي العدني .......... يكبر جمعان في عيون رفاقه " ويأمرونه أميراً عليهم " >>> عاد من زين الشلة !!!!!!!

ويبنون دكتهم في وسط الحارة التي كان اسمها حارة " الزيود " , ويعتمر جمعان قبعة لا هي طربوش لبناني ولا هي قبعة سعودية ولا هي سودانية ولا هي عمّة يمنية ؛ كانت قبعة على الاستايل النيجيري !!! وتعرف على أصحاب أصحابه الذين ينتمون إلى جنسيات أخرى وأراد أن يتعلّم منهم مهنة غسيل السيارات في المواقف والاشارات بحجة أنه عمل شريف ومن كسب البد؛ لكن أصحابه أبوا ذلك لأنه يحط من قدره وهو ابن الأكرمين !!! لكنه رضخ لمستشاريه من الفتوات ( مصطلح فتوّة سوف يصحبنا من الآن ...) لكن الشيء الوحيد الذي كان ينقص جمعان ولا ينتقصه هو الشارب الذي يزيّن مقدمة وجهه حيث كان أمردا ( وهذا ما سوف نلاحظه مع تقدمه في العمر من ازدياد في حالته النفسية التي أثرت على جمعان ) , وحتى ذلك الحين أترككم في رعاية الله .....


يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
ɷ ڜـۉێّـڅ ݦـن أٱٱږڞ ټـڪڛـٱٱٱښ

ۅڜ ؏ـڷۓ ٱڶڹٱښ ݦڼۍ ؟ɷ
أخر مواضيعي
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس