عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-03-2008, 05:31 PM
الكاشي الكاشي غير متواجد حالياً
 






الكاشي is on a distinguished road
افتراضي الجرداء في عيون الشعر العربي بقلم الدكتور علي بن يحي الحدادي

الجرداء كغيرها من مراكز ومناطق المملكة يفد اليها مع بداية كل عام دراسي الكثير من المعلمين والمعلمات
وهؤلاء جميعهم لهم انطباعاتهم الايجابية والسلبية وفي العام 1413هـ تم تعيين الدكتور علي بن يحيى الحدادي معلما لمادة التربية الاسلامية (طبعا قبل الحصول على الدكتوراه ) حتى لايكون هناك لبس ) كان حافظا لكتاب الله ,نشيطا في مجال الدعوة تأثر بعلمه الكثير من الشباب والكهول , محبا للخير القى العديد من الدروس والمحاضرات بالجرداء وعند ما حان الرحيل حن لهذه البلدة حنينا مؤثرا صاغ ذلك كله في هذه القصيدة
واليكم النص كاملا بخط يده دون تحريف اوتصريف وللمعلومية الدكتور علي من أهالي منطقة جيزان ومن مواليد وسكان مدينة الرياض (( حي الدخل المحدود ))
قضيت في الجرداء (جرداء بني علي) عاماً دراسياً واحداً عام 1413هـ وهو في حساب الزمن عام واحد ولكنه في حساب القلوب والأحاسيس والمشاعر دهر طويل وعمر مديد سيبقى ما بقيت الروح في الجسد وها أنا بعد خمسة عشر عاماً أجد للجرداء في قلبي مكانة خاصة لا ينافسها فيه مكان آخر من المواطن التي حضنت طفولتي ثم رعت شبابي ثم شهدت كهولتي.
أما السبب فلا أعلم حقيقته إلا ما لقيت من كرم أهلها وطيب قلوبهم وطهارة أخلاقهم يشترك في هذه الخلال الأبناء والآباء والصغار والكبار والمتعلم والأمي.
ولا أملك اليوم ولم أملك قبل اليوم ولن أملك بعده ما أكافئ به إحسانهم إلا صدق الدعاء لهم سراً وعلناً بخير الدنيا والآخرة.
ولما حانت مغادر الجرداء كتبت هذه الأبيات واطلع عليها بعض الإخوة الكرام آنذاك فأعجبوا بها ورأى الأستاذ ( ................... ) أن يعيد نشرها وأن يبعثها من مرقدها فأذنت له.
وقبل أن أترك القارئ وهذه الأبيات المتواضعة لفظاً ومعنى ألفت نظره إلى أن (الجرادء) التي كنت قد وصفت شيئاً من قسوة تضاريسها في القصيدة قد تغيرت إلى الأحسن بكثير بفضل الله ثم بجهود الدولة وفقها الله لما فيه رضاه فذللت كثيراً من الصعاب ووفرت كثيراً من الخدمات نسأل الله أن يزيدها توفيقاً وعزاً وأن يبقيها خادمة للحرمين راعية لمصالح المسلمين حامية لجناب التوحيد والسنة. آمين.

بكيتك يا جرداء أهلاً وموطنا
بكيتك في يوم الفراق حقيقة
قسوت ولكن كل من فيك لم يكن
وما ذاك بدع في الحياة فإننا
نظرت إلى واديك أول نظرة
تعوّد مهد العيش طول حياته
وجاء لأرض خالها يوم أن بدت
ورجرجه الوادي فلم يبق مفصل
ولما نزلنا واستقر بك النوى
فهل بعد يا جرداء ننسى حياتنا
ويا رُبَّ عيش قارس ثم لم يزل
وتا الله يا جرداء ما صدق الذي
وما جردت أرض كستها يد الندى
وكم شيم في البدو بالتبر تشتري
أرى كل ضيف قد يُملّ مقامه
سنغبر إن عشنا زمانا ولن نرى
نعم قد فقدنا فيك أشياء جمة
كفى صدق أهليك البشاشة في اللقاء
ويا رُبَ أخلاق حسان تمثلت
وقبل وداعيك اسمعيني فإنني
قيامك يا جرداء بالدين فافهمي
ولا فوز في الدارين إلا بذا وذا
وان بنيك رأس مالك فاحفظي
زمانك موبوء فكوني حريصة
وإن يصلحوا في الدين يهدوا ويهتدوا
وبعدُ: فان كنا أسانا فسامحي
وقولي لأهليك اذكريهم بصالح
عليك سلام الله فالله شاهد
وإنا وان كنا افترقنا فإنني


عشية قالوا لي فراقك قد دنا
وان كنت قد لقيتني المرّ والعنا
سوى الزبد بل كانوا أرق وألينا
نرى الله قد أجرى من الصخر أعينا
فكادت له روحي تفر بلا ونا
ففارق ذاك اللين والطيب والهنا
بأن حجار الأرض مصدرها هنا
ولا عظم إلا خلته قد تجننا
تلونت الأهوال فيك تلونا
لديك لئن كنا سننسى فإننا
يهون بحسن الصحب حتى تهونا
بذا الاسم سماكِ ولم يك محسنا
ببرد كحسن البدر بل كان أحسنا
خلى جيلنا منهن لما تمدنا
إذا طال إلا فيك زدتيه معتنى
كمثلك أهلاً في الديار وموطنا
ولكن تعوضنا الذي هو أثمنا
وجل بشاشات الوجوه تزينا
أمامي وكانت قبل في عالم الفنا
محب ومن يحبب جنى أحسن الجنى
ولا دين إما كان بالعلم مقرنا
وإن تخسريه تخسري غاية المنى
بنيك وشيدي في غد أحسن البِنا
ورب منام ساعة أبّدَ الضنا
وان فات لا والله ما بعده غنى
وعفوا كريماً منك عنا ومننا
سنذكر بالخير العميم وبالثنا
لحبك في قلبي وروحي توطنا
أرى الحب هذا اليوم أقوى وأمتنا


أخوكم / علي بن يحيى الحدادي
الرياض
8/3/1428هـ