عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2008, 12:28 AM   #2
محمد العسعوس

باحث
 







 
محمد العسعوس is on a distinguished road
افتراضي رد: قصيدة الملك الأسطورة مالك بن فهم الدوسي وما تلتها من أحداث

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]


[align=right]أن المتتبع لأحداث تلك الحقبة الزمنية سيجد الأتي:

1- أن بلاد العرب على ثلاثة اقسام، وذكر أبن وهب، عن مالك، قال: أرض العرب مكة، والمدينة، واليمن.
وقال أحمد بن المعذل: حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري قال: قال مالك بن أنس:
جزيرة العرب المدينة، ومكة، واليمامة، واليمن.

وكما تحدثت سابقاً في تعريف المناقب
-المناقب: جمع منقب وهو موضع النقب وهو اسم جبل معترض. قالوا وسمي بذلك لأن فيه ثنايا وطرقا إلى اليمن
وإلى اليمامة وإلى أعالي نجد وإلى الطائف ففيه ثلاثة مناقب وهي عقاب يقال لإحداها الزلالة وللأخرى قبرين وللأخرى
-المناقب جمع منقب وهي الثنايا الغلاظ التي بين نجد وتهامة قال صخر الغي وقيل هو لحبيب الهذلي
رفعت عيني بالحجاز إلى أناس بالمناقب وقال السكري المناقب طريق الطائف من مكة

فيتضح مما سبق بأن المناقب كانت طرق فاصله تؤدي إلى (نجد وتهامة) فالطائف من نجد ومكة من تهامة.
وكانت قبائل الأزد وقضاعة حينها تمتلك السراة وما ولاها من أرض نجد مع قبائل من خثعم.
وكانت قبائل نزار بن معد (مضر، وربيعة، واياد، وقيل انمار) والصحيح بأن قبائل أنمار(خثعم وبجيلة)
هم من القبائل القحطانية.

فأقامت قبائل (مضر وربيعة)أبناء نزار على أجلاء أخوتها قبيلة اياد بن نزار فصعدت السراة
وكما أشرنا سابقا

فقد نزلت قبيلتي (عدوان وفهم أبناء عمرو أرض الطائف ) في القرن الخامس الميلادي،
واقامة على قبيلة اياد بن نزار فأجلتها من أرض الطائف فالمشهور عند عامة المؤرخين
بأن قبيلة عدوان وفهم أبناء عمرو كانت منازلهم السراة وكانت مجاورة لدوس الأزدية

ومنها نلاحظ بأن قبائل نزار كان موطنها أرض تهامة، بينما عدوان وفهم أبناء عمرو
كانت موطنهم السراة وكانت مجاورة لدوس الأزدية فشتانا بين سكنا تلك القبائل.


ومن المعلوم بأن قبيلتي عدوان وفهم أبناء عمرو وبعد نزولهما أرض الطائف، كانت قيادتها لحاكيمها
وقاضيها عامر أبن الضرب العدواني، وكما أشرت فقال في ذلك شعراً ينفي أنتسابه لقبيلة اياد واصولها النزارية

فأقام عامر أبن الضرب في تلك الديار
وقام بتزويج أحدى بناته وهي زينب، لقسي بن منبه وهو (ثقيف)
وقيل بأنها ولدت له عوفا وجشم ودارسا، وهم في الازد بالسراة وسلامه، انتسبوا في اليمن.
قال ثم هلكت زينب، فزوجه ابنة له اخرى، يقال لها آمنه، فولدت له ناصرة بن قسي، والمسك بنت قسي.

والملاحظ هنا بأن أبناء ثقيف ذُكر بأنهم في الأزد بالسراة أنتسبوا في اليمن ومنها مايؤكد لنا صحة
بأن السراة كانت تخضع لقبائل الأزد حينها ولم يكن لأبناء نزار بن معد أي وجود لهم بها.


وبعد أن نزل (ثقيف) بجوار عامر أبن الضرب العدواني، نزل أيضاً عامر بن صعصعة
وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب، ناحية من الطائف، مجاورين لعدوان أصهارهم أيضا، فنزلوا حولهم،
وكانوا بذلك زمانا، ووقعت بين عدوان حرب،وذلك بعد وفات عامر أبن الضرب العدواني عام (535)للميلاد
فتفرقت جماعتهم، وتشتت أمرهم، فطمعت فيهم بنو عامربن صعصعة، وثقيف وهم يومئذ أصهارة.

قال: فكانت بنو عامر يتصيفون الطائف لطيبها وثمارها، ويتشتون بلادهم من أرض نجد، لسعتها وكثرة
مراعيها وإمراء كلئها، ويختارونها على الطائف.
وعرفت ثقيف فضل الطائف، فقالوا لبني عامر: إن هذه بلاد غرس وزرع، وقد رأيناكم اخترتم المراعي عليها، فأضرتم بعمارتها واعتمالها، ونحن أبصر بعملها منكم، فهل لكم أن تجمعوا الزرع والضرع، وتدفعوا بلادكم هذه الينا، فنثيرها حرثا، ونغرسها أعنابا وثمارا وأشجارا، ونكظمها كظائم، ونحفرها أطواء، ونملأها عمارة وجنانا، بفراغنا لها، وإقبالنا عليها، وشغلكم عنها، واختياركم غيرها، فإذا بلغت الزروع، وأدركت الثمار، شاطرناكم، فكان لكم النصف بحقكم في البلاد، ولنا النصف بعملنا فيها، فكنتم بين وزرع، لم يجتمع لأحد من العرب مثله.فدفعت بنو عامر الطائف إلى ثقيف، بذلك الشرط، فأحسنت ثقيف عمارتها، فكانت بنو عامر تجئ ايام الصرام، فتأخذ نصف الثمار كلها كيلا، وتأخذ ثقيف النصف الثاني، وكانت عامر وثقيف تمنع الطائف ممن أرادهم.
فلبثوا بذلك زمانا من دهرهم، حتى كثرت ثقيف، فحصنوا الطائف، فلما قووا بكثرتهم وحصونهم، امتنعوا من بني عامر، فقاتلهم بنو عامر، فلم تصل إليهم، ولم يقدروا عليهم، ولم تنزل العرب مثلها دارا.


فأن من الملاحظ بأن قبيلتي عدوان وفهم أبناء عمرو لم تدم طويلا بأرض الطائف فالقرن الخامس شهد نزولهما
ومنتصف القرن السادس وبتاريخ ذو الأصبع العدواني شهد تفككها وللعودة إلى قصائد ذو الأصبع العدواني
سنجد بأنه عاش كالتا المرحلتين وذلك أثناء نزولهما وما بعدها حيث حوت قصائدة الكثير من الحسرة والندم
على قومة عدوان.


وبالرجوع قليلاً لقبيلة عدوان بن عمرو سنجد بأن البطون التي سبقت حياة قائدها عامر أبن الضرب العدواني
والتي بقية على نسبهم بقبائل الأزد، والبطون التي نزلت معه أرض الطائف نسبت وبعد (300) عام
لجديلة قيس بن عيلان، للعالم النسابه أبن الكلبي فالم يتضح حتا يومنا هذا هل كان مقصوداً ام من باب الشكك
والخلط ، فكان علماء النسب من بعده ناقلين له. حيث قال

وَلَدَ عَدْوَانُ: زَيْداً, ويَشْكُرَ, وَدَوْساً, ويقال هم دَوْس الذين في الأزْدِ.
فَوَلَدَ زَيْدُ: وَابِشاً, و غَالِباً, وعَامِراً, وهو عَيَايَةُ.
فَوَلَدَ الحَارِثُ: سَعْداً, و مُعَاوِيَةَ, ورَبِيعَةَ, في الأزْدِ على نَسَبٍ فيهم.
وَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ: نُمَيْراً,وغُزَيَّةَ؛ فَوَلَدَ نُمَيْرُ: جَابِراً, و رُؤيَةَ.
وَوَلَدَ سَعْدُ بن الحَارِث بن وَابِش: خَالِداً, من ولده: أبو سَيَّارَةَ, وهو: عُمَيْلةُ بن الأعْزَلِ بن خَالِدِ بن سَعْدِ بن
الحَارِث بن وَابِشٍ, الذي كان يدفع بالناس في الموسم في الجاهلية.
وَوَلَدَ عَبْسُ بن وَابِشٍِ: نَوْصاً ؛ فَوَلَدَ نَوْصٌ: ظَالِماً, وكَاهِلاً , وعَامِراً, والوَارِم, و حُسَيْلاً, و أَحْمَرَ, والمُسْتَدِرَّ, وهم كلهم يقال لهم " الحُلاَمُ.
وَوَلَدَ يَشْكُرُ بن عَدْوَانَ: نَاجاً, و بكْراً, وَ عِيَاذاً.
فَوَلَدَ بكْرُ: عَوْفاً, و خَارِجَةَ, و يَثِيعاً, وهم مع ثُمَاَلَةَ بالحِجَازِ؛ وأُمُّهُمَا أُمُّ خَارِجَةَ البَجَلِيِّةُ.
وَوَلَدَ عَوْفٌ: عَدِيّاً, وعَادِيَةَ , و سُحَيْماً, وَ وََشْقََةَ, رهط يَحْيَىَ بن يَعْمَر, كان قاضياَ بِخُرَاَسَانَ قديماً
وَوَلَدَ عِيَاذُ بن يَشْكُر: عَمْراً؛ فَوَلَدَ عَمْرُو: ظَرِباً, وَ حَجَراً, وَ لَهَباً؛ وَلَهَبٌ في الأزْدِ, وهم قَافَّةٌ وَوَائِلَةَ,
ورِيَاباً,ومَالِكاً , وَ مَلْكَانَ.
فَوَلَدَ ظَرِبُ: عَامِراً, حَكَمُ العَرَبِ, وَ ثَعْلَبَةَ, وَ سَعْداً, و عَمْراً, وَ صَعْصَعَةَ

- وزوجة عدوان هي ماوية بنت سويد بن الغطريف الأزدية .

ومنها نجد بأن عامر أبن الضرب العدواني ، قد نزل أرض الطائف ببطنين من بطون عدوان وهي التي
كما ذكر وقعت بينهما الحروب وهم بنو نجا، وبنو عياذ بن يشكروادى إلى هجرتهم فلم يتبقى منهم الا القليل

كما يلاحظ بأن عامر أبن الضرب بن عمرو وقعت عليه الكثير من الشكوك
بأنه عمرو بن حممة بن عمرو الدوسي حكيم العرب ومن قرعت له العصا

قال ابن الأعرابي: أول من قرعت له العصا عامر بن الظرب العدواني وربيعة تقول: بل هو قيس بن خالد بن ذي الجدين. وتميم تقول: بل هو ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم. واليمن تقول: بل هو عمرو بن حممة الدوسي

وقيل: ومن حكام العرب الذين ذكرهم أهل الأخبار، ونسبوا اليهم الحكم والاصابة في الرأي وصدق الأحكام "عامر بن الظرب العدواني" حكيم قيس، وقد عدوه "من حكماء العرب، لا تعدل بفهمه فهماً ولا بحكمه حكمآً". وقالوا: انه هو المراد في قول العرب: "إن العصا قُرعت لذي الحلم". أما "ربيعة"، فتقول: انه "قيس بن خالد بن ذي الجدّين". وأما تميم، فتنسب هذا الفخر إلى رجل منها هو "ربيعة بن مخاشن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم". وأما اليمن، فتقول: انه "عمرو بن حممة الدوسي"، ويذكر بعض، آخر إنه "عمرو بن مالك بن ضبيعة، أخو سعد بن مالك الكناني".

-وقال آخرون في قولهم أن العصا قرعت لذي الحلم: أن ذا الحلم هذا هو عامر بن الظرب العدواني،

ويقول عامر بن الظرب العدواني:

[align=center]تقول ابنتي لما رأتني كأنني ... سليم أفاع ليله غير مودع
وما الموت أفناني ولكن تتابعت ... علي سنون من مصيف ومربع
ثلاث مئين قد مررن كواملا ... وها أنا هذا ارتجي مر أربع
فأصبحت مثل النسر طارت فراخه ... إذا رام تطيارا يقال له قع
أخبر أخبار القرون التي مضت ... ولا بد يوماً أن يطار بمصرعي[/align]

وأطلق عليه ذي الحلم قال المتلمس يريده:

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الإنسان إلا ليعلمه



ومن خطبة في قومة بني عدوان ونصحه لهم قبل مماته :

( يا معشر عدوان، كلفتموني بغياً، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسين إني لكم مثلي؟ افهموا ما أقول لكم، إنه من جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطل أولى به؛ وأن الحق لم يزل ينفر من الباطل، ولم يزل الباطل ينفر من الحق. يا معشر عدوان، لا تشمتوا بالذلة، ولا تفرحوا بالعزة، فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن ير يوماً ير به؛ وأعدوا لكل امرئ جوابه. إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال وفيها ذمامة؛ ولليد العليا العاقبة؛ والقود راحة لا لك ولا عليك؛ وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغلبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريباً منه).



وهنا ما قيل عن عمرو بن حممة الدوسي
عمرو بن حممة الدوسي كبير دوس واحد المعمرين قيل انه عاش اكثر من ثلاثمائة سنه آلت أليه رئاسة دوس بعد موت أبيه حممه اشتهر بالمجد والحكمه فكان احد ممن تتحاكم أليه العرب، فلما كبر وشاخ الزموه احد أبناءه يقرع له العصا أذا غفل، فهو بذلك أول من قرعت له العصا، كان من أحسن الناس وجها فكان أذا نزل مكة تقنع لئلا يصاب بالعين أو تفتتن به النساء، وقد حصل ذلك وكان يكنى بذي الحلم،

وروى الهيثم بن عدي ، عن مجاهد ، عن الشعبي قال: كنا عند ابن عباس وهو في ضفة زمزم يُفت الناس أذ قال أعرابي أفتيت الناس فافتنا، قال هات قال ارايت قول الشاعر المتلمس

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علم الانسان الا ليعلما

قال ابن عباس: ذلك عمرو بن حممة الدوسيّ ، قضى على العرب ثلاثمائة سنة ، فلما كبر ألزموه السادس أو السابع من ولد ولده ، فقال: إنّ فؤادي بضعة منّي ، فربما تغير علي في اليوم مراراً ، وأمثل ما أكون فهماً في صدر النهار ، فإذا رأيتني تد تغترت فاقرع العصا ، فكان إذا رأى منه تغيّر أقرع العصا فراجعه فهمه.، وهو الذي يقول :

ومن أقواله عمرو بن حممه الدوسي :

[align=center]تَقولُ ابنتِي لَمَّا رأتْنِي كأَنَّنِي ... سليمُ أفاعٍ ليله غير مودعِ
تَرَشَّفتِ الأيَّامُ ماْءَكَ كُلَّهُ... وقَدْ كُنتَ ميَّاداً كَغصْنٍ مُرَعْرَعِ
فَما السّقمُ أبلانِي ولكنْ تتابعتْ ...علَيَّ سُنون مِن مصيفٍ ومربعِ
ثلاثُ مَئين مِن سِنينَ كَواملٍ ... وهَا أنَا هَذا أرتَجِي مرَّ أربعِ
فأصبحتُ بين الفَخِّ والعشِّ ثاوياً ...إذا رامَ تطياراً يُقالُ له قَعِ
أُخَبِّرُ أخبارَ القرونِ التي مضتْ ... ولا بُدَّ يوماً أنْ يُطار بمصرعِي[/align]

وفيما قال من وصياه لقومة

( يا معشر دوس ؛ لقد كلَّفتوني ثِقلاً ، إن القلب يخلق كما يخلق البدن ، ومَن لكم بأخيكم إنْ كنتم سوَّدتموني ، فإني ألنتُ لكم جانبي ،وخفَّفْت عليكم مئونتي ، وتحمَّلت مئونتكم ، وعلَّمتكم مكارم الأخلاق ، افهموا عني ما أقول لكم : إنه مَن جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له ، وكان الباطل أغلب عليه ، يا معشر دوس ؛ لا تشمتوا بالزلَّة ولا تفرحوا بالنعمة ، فإنَّ الفقير يعيش بفقره كما يعيش الغني بغناه ، وأعِدُّوا لكلِّ أمرٍ قدره ، وقبل الرّماء تْملأُ الكنائن ولليد العليا العافية ، وللصبر الغلَبَة ، ومَن طلب شيئاً وجده ، وإن لا يوشك أن يقع قريبا )

فأن من الملاحظ وفيما قيل من شعر ووصايا بأن عامر أبن الضرب بن عمرو هو عمرو بن حممة الدوسي

سنتابع الحديث فيما بعد بتوضيح كيف أن قريش طلبت الحلف من ثقيف وقامت ثقيف بدعوة أخوتها من دوس
فما العلاقة بين ثقيف وبين دوس [/align]

التعديل الأخير تم بواسطة محمد العسعوس ; 04-09-2008 الساعة 12:44 AM.
محمد العسعوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس