عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2013, 08:52 PM   #22
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( ذكريات وطرائف وأساطير من الذاكرة الشعبية في الإمارات ))

مستشفى الأمريكانية ؟؟؟؟؟؟؟

لقد كنا في يوم من الأيام ، وكسائر الدول العربية واقعين تحت نير الإستعمار ، ولكن الفرق بيننا كان كبيرا ، ( أي بيننا وبين اقراننا العرب ) فنحن كما يقولون كنا ( قفول ) أقفال مغلقة لم تستطع أي قوة على وجه الأرض أن تلمس ما فينا من إعتقاد أو موروث من العادات أو التقاليد ، فكلنا سمع عن محاولات المستميته التي بذلها المبشرون في منطقتنا العزيزة ، ولكن دون جدوى ، ولكن أهم معاقل التبشير كانت تتركز في مدينة الشارقة لعدة أسباب ، أن الشارقة كانت الأكثر عمرانا وثقافة وتمدنا ، وتضم أكبر عدد من المتعلمين .

المهم في موضوعنا الآن هو التبشير ، ومنارة التبشير في الشارقة كانت مستشفى الأمريكانية ( 1953 – 1993 م ) أما صاحبة هذه المستشفى فهي إمرأة طيبه فاضله مثالا لــ ( ملاك الرحمة ) وقد ولدت وأشرفت على ولادة أجيال متعاقبة منذ الخمسينات ، وحتى عام 1993م كنت أنا وثلاثة من أخوتي من الحاصلين على هذا الشرف ( شرف الولادة في مستشفاها وعلى يدها ) الذي كان حديث المجالس النسائية .

تلك الطبيبة لي معها حكاية وبالتحديد سنة 1971م عندما ولد أحد أخوتي وهو خالد ( رحمه الله ) وكنت أنا وجدتي ( رحمها الله ) نرافق الوالدة في استراحتها ، وفي الليلة الأولى بعد الولادة فوجئت بالسيدة الفاضلة الطبيبة تمر على أسرة الأمهات والأطفال وتقرأ كتاب جميل فخم يشبه المصحف الصغير ، وأذكر يومها اجتذبتني جدتي وقالت لي بهمس ( أسميها حرمه دينه ، هذا حالها من يوم ينولد أخوك العود وهي تقرأ على رؤوسكم ، المصحف ما يفارقها ) ، ومرت الأيام واكتشفت أن المصحف ( كرم الله المصحف ) الذي كان بيدها لم يكن إلا كتابا نصرانيا تقرأه على رؤوسنا طيلة الثلاثة أيام مدة بقائنا في المستشفى .

هذه حادثه من حوادث كثيرة كانت تحدث مع المبشرين ، ولكن ما العمل مع الناس مثلنا دقوا مسامير التبشير في رؤوسنا ما تغيرنا ، فنحن حتى كلماتهم وتحريفها بداعي التعريب ، فمثلا كلمة ( اوفيس – of-fice ) تصبح ( حفيز ) وكلمة ( درايفر – driver ) تصبح ( دريول ) وكلمة ( موتر – motor ) تصبح ( موتر وأحيانا مويتر – والطائرة العمودية ( helicopter ) تصبح ( علي كبتر ) وكلمات أخرى كثيرة عفسناها وأفقدناها ملامحها الأصلية فلم يكن العربي الإماراتي سابقا كحاله اليوم ، ينساق وراء التيار بل كان يقود التيار ويجعله مطيته ، ومن لا يصدق فليسأل ( علي كبتر و عنتر نشنل – international ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن البيت الذي استخدم مقر لهذه المستشفى هو بيت الشيخ محمد بن صقر القاسمي ( رحمه الله ) والد حضرة صاحب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي – حاكم الشارقة ، وقد اشتراه من مالكه الأصلي ( السركال ) والسركال لقب لممثل المعتمد البريطاني تلك الأيام وقد أهداه الشيخ محمد بن صقر للفريق الطبي كي يقوموا بتقديم العلاج للإماراتيين وكانت الجموع تتوافد على هذه المستشفى من جميع الإمارات وحتى من خارجها مثل عمان وقطر وقد أعاد سمو حاكم الشارقة الحالي ترميم هذا البيت وحوله إلى متحف للفنون ثم حوله إلى مركز للفنون ( تعليمي ) .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس