[ابو مهند1]

بمناسبة حديث وخطط سمو الامير محمد بن سلمان الجريئه والحضاريه (رؤية 2030 ) فانني هنا اوجه كلامي لصاحب السمو مباشرة واقول له :

احتوت خطة التحول الوطني جوانب هامه ومهمه في اصلاح الاداء للقطاع العام والشركات والاصلاح الاقتصادي وانشاء شركة صناعات عسكريه واعادة هيكله لبعض المفاصل الاقتصاديه.

وكل ذلك جميل ورائع من مسئول شاب طموح يهمه وطنه ومواطنيه ومعتقداته وقيمه وأخلاقه،

ولكن اسمح لي يا صاحب السمو ان اورد هنا بعض العناصر الهامه من وجهة نظري التي ستزيد من صلابة وأمن ورفاهية وتقدم هذا الوطن الغالي :

تحدث سموكم عن الاقتصاد باسهاب والاستراتيجيات الاقتصاديه والاستثمار من خلال ما سيطرح من اسهم لارامكو او من خلال صندوق الاستثمارات العامه وهذا جيد في جانب، لكن كل هذه الاستثمارات، حسبما فهمت على الاقل، انها استثمارات ورقيه على شكل سندات وأسهم وبورصات سواء محليه او عالميه، وهذه الاستثمارات والاستراتيجيات ليس بها قيمه مضافه طويلة الامد للوطن ومواطنيه.

فمن وجهة نظري واعتقد ان جميع الاقتصاديين والمحللين يتفقوا معي وبالتأكيد لا تخفى على سموكم الكريم الا وهي الصناعه بجميع فئاتها وأنواعها.

فالصناعات الثقيلة منها والخفيفه بالتأكيد ستكون اكبر رافد للدوله في الموارد فيما لو توجهت الدوله لهذا القطاع الهام والمهم لعدة اسباب منها توفير السلع داخل البلد سيعوضنا عن الاستيراد وتكاليفه الباهضه وسيوظف الملايين من الشباب السعودي وينهي موضوع البطاله وسيكون التصدير عامل جلب للعمله الصعبه للداخل بدلا من اخراجها من البلد وسيساهم ذلك في رفعة درجة قوة المملكه اقتصاديا بين الدول المتقدمه ولا يحصر اقتصادنا على سندات ورقيه فقط ليس لها قيمه مضافه على خريطة الوطن والخارطه الدوليه.

فالصين كمثال غزت العالم من خلال صناعاتها واستثمار مواردها البتروليه وما تستورده من بترول في اقامة المزيد والمزيد من المصانع في مختلف التقنيات والصناعات حتى كان تقرير الصندوق الدولي يتوقع ان تتجاوز الصين باقتصادها الولايات المتحدة الامريكيه خلال عام 2016.
وهناك دول كثيره اخرى وصلت لمقامات متقدمه بفضل صناعاتها مثل كوريا الجنوبيه وماليزيا وتركيا وغيرهم.

فالصناعه كما يعرف سموكم من اقوى مؤشرات الانتاج القومي لاي بلد في العالم.

وقد تحدث سموكم عن انشاء شركة صناعات عسكريه وهذا ما يتمناه ويرقب له كل مواطن حيث المثل يقول " ما حك جلدك مثل ظفرك" حيث ذلك يعني تصنيع ما نريد لحماية وطننا المترامي الاطراف بأيدينا بدلا من الاعتماد على الغير وتحمل السلبيات المصاحبة لذلك.

ولكن يجب ان تتطور الخطه لتشمل كل جوانب الصناعات منها الحكومي ومنها الخاص ويكون التوجه نحو التصنيع بارزا ومدعما من كل الاجهزه ذات العلاقه على ان يوفر لذلك كل اسباب النجاح وتذليل العقبات واهمال كل العوائق والبيروقرطيه الممله والمحبطه.

كما ان هناك صناعه هامه تمثل امن وطني استراتيجي الا وهي صناعة تحلية مياه البحر او لنسمها محطات التحليه حيث قدرنا ان نعتمد في كل ارجاء الوطن على مياه البحر المحلاه حيث لا مصادر اخرى للمياه النقيه الصالحه للشرب والاستخدام الادمي، وهذا يستدعي توطين تلك الصناعه مائه بالمائه لما تمثله من امن استراتيجي وطني يتطلب منا اعداد الخطط من خلال الجهات المعنيه لاقامة تلك المرافق ليكون الاكتفاء ذاتيا في توفير مياه الشرب لتضخ في شرايين الوطن دون انتظار الغير من خارج الوطن.

كما ان هناك جهات في الدوله اصبحت مترهله ومتعارضه في مهامها يجب اعادة هيكلتها والنظر في وضعها لتتفق مع خطط التنميه والتصحيح.

ولتكون كل تلك الخطط والطموحات والاستراتيجيات فعاله وبناءه وعمليه ومحققه لاهدافها وتوقيتاتها، يجب ان تشتمل خطة التحول الوطني في بندها الاول وخطوتها الاولى

القضاء على الفساد

ويجب ان يكون هدف القضاء على الفساد والمفسدين نصب عينيك في كل خطوه من برنامج التحول الوطني المنشود
وقد ذكرت ذلك يا صاحب السمو في معرض حديثك عن الرؤية الطموحه، حيث ذكرت انه تم تغيير رئيس الهيئه السابق منذ سنه، لكن الى الان لم نرى اي عمليه جراحيه في شرايين الفساد.

لهذا لا يجب ان تقتصر محاولة القضاء على االفساد بالخصخصه كما ذكرتم، بل بتفعيل الرقابه والمحاسبه والمكاشفه ومن اين لك هذا ؟

وكما تعلم لا يمكن تخصيص القطاع الحكومي وهو مرتع لبعض الفاسدين للاسف ومنطلق للفساد الاداري والمالي المؤثران في العمليه الانتاجيه.

وكما تعلم يا صاحب السمو ان لدينا عدة جهات رقابيه بمسمياتها وهي هيئة مكافحة االفساد، هيئة الرقابه والتحقيق، ديوان المراقبه العامه، المباحث الاداريه، هيئة التحقيق والادعاء العام،
وجميع هذه الاجهزه تعمل وتتمحور حول قضية الفساد لاكتشافه وتحديد اسبابه والتحقيق فيه لمقاومته وتقليم اظافره،

ولكن……………….

للاسف كأن تلك الاجهزه غير موجوده على ارض الواقع وتسرح وتمرح مع السيد " الفساد" دون اكتراث به
فانت تكلمت عن اعادة الهيكله، فيا ليت يا صاحب السمو ان تعاد هيكلة تلك القطاعات ودمج بعضها لتعمل حسب اهدافها وحسب الرؤيه الجديده وتحاسب ويقاس اداءها وانتاجيتها والا يجب الغاء اي جهاز من الوجود لا يقوم بدوره كما ينبغي حيث بقائها بدون ادائها لوظائفها سيكون فسادا.

والى الامـــــــــــــــــام.

كتبه / ابو مهنـــــــد