عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2013, 06:33 AM   #19
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ৲ΞΞ▐|[كوكتيل رمضاني ]|▐ΞΞ



مقتطفات لللشيخ علي الطنطاوي في رمضان
بقلم (حفيدة الشيخ: عابدة المؤيد العظم)



1
علي الطنطاوي" في رمضان
جدي ضليع بالفقه وأخوه بالفلك والرياضيات، فيتحرى
الهلال مع أخيه من قبل دخول رمضان، وكم اهتم جدي
بموضوع الرؤية والحساب -في أحاديثه-
وحاول الموافقة بينهما بما يرضي الله ويناسب الواقع





2
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
وأذكره في ليلة 30 شعبان مرابطا في بيته ويدير المذياع
أو الرائي منتظراً أي إشارة، فإذا أعلنوا دخول الشهر،
بدل نظامه وسهر إلى الفجر -شأنه شأن أهل المملكة- وتأخر بالقيام صباحاً
ويعاني جدي من ألم رأسه والعطش في حر مكة الشديد،
فيقلب نظامه ويصبح إنجازه في الليل، وفيه يقرأ
ويجيب عن الأسئلة التي ترده على الهاتف
وتعلمت منه "كل امرئ أدرى بطاقاته وظروفه، وليس المهم الليل أو النهار
وإنا المهم هو "الإنجاز" و"الاستمرار بالعمل المفيد"





3
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
إذا أعلن دار القضاء الأعلى دخول شهر رمضان أمسك
جدي هاتفه واتصل ببناته الثلاث وحفيداته الثلاث
(أنا وأختيّ) يسبقنا بالتهنئة ّ! وهو الكبير ونحن الصغار!
(والواجب عندنا بالشام يهنئ الصغير الكبير) فيزيده فعله محبة واحتراماً في قلوبنا.
ويصبح جدي -في اتصاله ذاك-
وكأنه في مهمة رسمية وهو يسأل كل واحدة فينا عن الوقت
الذي تفضل فيه القيام للسحور ! ويتعهد بإيقاظها..
. ويتصل بي كل يوم في الموعد المحدد، ويتصل أكثر من مرة
ليتأكد من قيامي. حتى ترافق رمضان في ذاكرتي
بهاتف جدي اليومي: يتصل فأرد، فيسألني: "فقت؟" أقول "نعم"
فيقفل الهاتف على الفور، ثم يعاود الاتصال قبل الأذان بثلث ساعة ليتأكد.
اهتم جدي بإحياء سنة "السحور المتأخر"، وقام بدور
"المُسّحر" حتى توفاه الله، ولم ينتقص من قدره قيامه به
. بل زاده رفعة، ودلنا على عاطفته واهتمامه بنا







4
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
هل تصدقون أن "علي الطنطاوي" كان يفطر على برنامج "على مائدة الإفطار" ؟!
ويتابعه كل يوم !
ويجلس أمام الشاشة متوترا يراقب حديثه، فإذا انتهى سألنا
عن رأينا فيه وطلب ملاحظاتنا ونصائحنا !
يطلبها ليتأكد من حسن أدائه !!؟؟؟ وهذا من جميل تواضعه






5
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
في الشام يتعلم الصغير الصيام بالتدريج، على طريقة اسمها "درجات المئذنة"
فيصوم أول مرة حتى يؤذن "الظهر" ويفطر!
وبعدها بأيام يصوم حتى يؤذن "العصر"...
حتى يصمد يوماً لأذان "المغرب".
سياسة اتبعها جدي في تدريبنا على العبادات، فلا يرهق الصغير وينتظره
حتى يطلب الصيام من نفسه، فإذا عطش أو جاع تركه يأكل ويشرب
ولا يلومه، وإذا نسي لم يذكره! (لكيلا يستثقل العبادة)
فإذا أتم الصغير صومه أثنى عليه بكلمات قوية، وامتدحه أمام الجميع،
وأحيانا يكتب للصغير كلمات تشجيعية بخطه الرائع فيحفز الحفيد
على الاستمرار بالصيام يوميا، وجدي خطاط محترف
(وأرفقت ما كتبه جدي "لابن أختي"
لما أتم صيامه الأول، وكان عمره 6 سنوات)






6
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
اهتم بإيصال معاني الصوم لنا، وأذكره عند الإفطار
وهو يقول لنا ونحن فتيات صغيرات: "هل تشعرين بالعطش الآن؟"،
"هل تحسين بالجوع يا بنتي؟"
يقولها بلهجة محببة، فنبتسم.
فيقول: "أرأيت كيف أكلت الآن وشربت وارتحت ...
ذهبت صعوبة الصوم، وبقي الأجر ثابتا لك"
وكرر كلامه هذا على مسامعنا حتى وعيته






7

جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
إذا تخرج الطالب انتهت العلاقة بينه وبين الكتاب!
أما جدي فعاش بين الكتب ومعها، هي جزء من حياته
ولها الفضل الكبير في نجاحه وتفوقه (فاقتدوا به!)
وكل عام -قبل رمضان- يعتزل جدي في غرفته، ويفكر مليا
ويقرأ كثيرا حتى يختار الفكرة الرئيسية لبرنامجه "على مائدة الإفطار"،
فإذا اعتمد موضوعاتها الأساسية سهل الأمر عليه وسلس،
ويسجلها كلها قبل رمضان.
ونراه قبل تسجيل أحاديثه غارقا بين كتبه،
فإذا انتهى التسجيل وفرحنا بفراغه عاد إليها!
سلوك جدي مع الكتب زاد من تقدير واحترامي له (وجعلني أحذو حذوه)،
وأرفقت صورته لتتخيلوا معي ما كان عليه!





8
جدي "الطنطاوي" في رمضان
قرأت حسراتكم لفقدكم "على مائدة الإفطار"،
وسعدت لحبكم لجدي وإني أبارك فيكم هذا الوفاء الجميل.
ولكن ماذا أقول أنا وقد فقدت جدي كله ؟!
صحبة جدي فيها الكثير من الفوائد فكونوا مثله أيها المربون
مع أولادكم، وأذكر مثلاً أول رمضان قضيته كاملاً معه (1980- 1400هـ)
في بيته في مكة، فيه كثرت أسئلة المستفتين
ولم يتوقف هاتفه عن الرنين، فكان أول ما كتبه:
ما عاد رمضاني "شهر عبادة" فقط، وأصبح شهر "العلم"
وكم تعلمت فيه من الأحكام الفقهية، والفوائد الإيمانية.
وأنصح كل مرب أن يتفقد أولاده في رمضان ويعلمهم
ما يلزمهم من فقه الصلاة والصيام، فالموعظة تحلو في رمضان
ويخف وقعها على النفوس ويسهل على النشء الاستجابة لها.






9
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
جدي يتخولنا بالموعظة، ويلقيها في وقتها المناسب، فعلقت توجيهاته
في ذهني حتى اليوم. وأذكر قصة حدثت في رمضان:
لما شهدت أول رمضان في المملكة (عام 1400) كان "قراءة جزء" كل يوم
(في صلاة التراويح وأن يختم إمام الحرم القرآن كله في رمضان
ثم يجمع الناس على الدعاء) شيئاً جديداً لم نعرفه في دمشق،
وكنت شابة متحمسة وبيت جدي في أجياد قريب من الحرم (ويظهر من شرفته كما بالصورة المرفقة)
فصرت أحرص أنا وأخواتي على صلاة التراويح في الحرم المكي
(ولا ندع أي ركعة منها تفوتنا)، ونتساهل في "فرض العشاء"
ونتأخر بالاستعداد له فتفوتنا الركعة الأولى أو الثانية وقد تفوتنا الفريضة كلها،
فيعلق جدي ساخراً من سلوكنا: "مثلكم كمثل من يترك المادة المقررة
الضرورية ويهمل دراستها ودرجاتها وقد يرسب فيها، ثم يسعى لاهثاً
وراء مادة اختيارية لا يضره تركها ويتفوق بها"
هذه الملاحظة القيمة لم تدفعي للاهتمام بصلاة الفرض وحسب،
بل دفعتني للاهتمام "بالأولويات والفروض في عبادتي كلها"
ثم وبعد تأديتها على الوجه الأكمل ألتفت إلى السنن





10
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
برنامج "على مائدة الإفطار" قصير! ولا يكفيني وحده!
فكنت أسأل جدي وأستفسر منه عن بعض ما قاله فيه،
ويسعد جدي بسؤالي ويشرح ويستفيض، حتى إذا جاءت "صلاة العشاء"
خرجت أنا وأخواتي إلى الحرم ثم نعود بعد التراويح لنحظى (كل يوم)
بسهرة عائلية مميزة، ومليئة بالأحاديث المفيدة
اليوم أحتاج لاستفسارات ولدي تساؤلات: عن الربيع العربي
والتعامل مع الحرب ضد الإسلام والمستجدات... فلا أجده،
رحمك الله يا جدي، وإن مصيبتي بفقدك كبيرة





11
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
سألوا جدي: "ماذا يعني لك رمضان"؟ قال: "النور"!
ولو سألوني ماذا يعني رمضان لعابدة؟
لقلت: "السهرات الحلوة مع جدي وصلات الأرحام مع المقربين منه،
والإفادة من علمه وتوجيهاته، وصلاة التراويح في الحرم مع الصوت الرائع عبد الله جابر".
وتعلمت أن "صلة الرحم" من الأعمال الواجبة المطلوبة،
ولها ثواب كبير شأنها شأن أي قربة إلى الله، وهي عمل ممتع!
فصحبة الكبار جميلة وفيها فوائد جليلة.
أيها الناس استمتعوا بصبحة أجداكم وصلوا أرحامكم
قبل أن تصبحوا يوماً فلا تجدوهم.






12
جدي "علي الطنطاوي" في رمضان
أول رمضان قضيناه في المملكة كان شاقا جداً بسبب شدة الحر
(الذي لم نعهده في الشام)، وكان جدي يفيق مع أذان الظهر
ونفيق معه ونحن نفتقد النشاط والحيوية ويزيدنا الحر خمولاً وتكاسلاً.
ومما خفف علينا من مشقة الصوم ومن طول النهار "صحبة جدي"
وطرافته، حيث نتوضأ ونصلي الظهر جماعة في حضرته،
ونجلس في غرفته ونتبادل الأحاديث الطريفة ونقرأ ما يرد عليه من الجرائد والمجلات...
ولا ينسى جدي مداعبتنا، فيسألنا: "أين قهوة الصباح"،
"لماذا لم تحضري لي الفطور؟"، "أشعر بحاجتي لكوب من الشاي،
فما رأيك أشربه الآن أم أنتظر لما بعد المغرب"




اكتفي بهذا القدر
رحمة الله عليه وجزاء الله حفيدته خير الجزاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 26-07-2013 الساعة 06:38 AM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً