المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبدالرحمن
لاشك ان أبا عبدالله شاعر كبير وأستاذ قدير لشعر العرضه وانا شخصيا أحب هذا الشاعر واحترمه ومن المتابعين الممحصين لشعره الراقي وأداءه المميز ولا يقل عنه كثيرا الشاعر الرائع أيضا علي الدوسي الذي أكن له أيضا التقدير والإحترام أما إذا مانظرنا للنصوص من زاوية نقدية فكلنا نعلم أن النقد الادبي يعني : " دراسة وتحليل النصوص الشعرية والنثرية بتفسيرها وتقويمها والكشف عن معناها وبيان قيمتها ومساعدة القاريء على تذوق جمال تلك النصوص". وشعر العرضة في اعتقادي انه بات من الضروري أن يخضع للنقد لأن النقد ظاهرة صحية تساعد على حض الشعراء على المزيد من الإبداع وذلك لعلمهم بأن قصائدهم سوف تفسر ومن ثم تقوّم إن وجد فيها خلل أو عيب ولا ضير في ذلك فقد انتقد شعراء العربية الكبار وعلى رأسهم امرؤ القيس . وكان عمر بن الخطاب – كما ذكر ابن رشيق- "من انقد أهل زمانه للشعر وأنفذهم فيه معرفه", ومن نقده – رضي الله عنه – حينما امتدح زهير بن أبي سلمى بانه :" لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل فيه ولا يمتدح الرجل إلا بما فيه". وإذا ما وضعنا شعر العرضة تحت مجهر النقد على أنه نص أدبي وليس شعر فصيح حتى و إن كان باللغة العامية فإننا حتما سننجح وسنتمكن من إبراز محاسن الجمال فيه لتذوقها والكشف عن العيوب لتقويمها. والحديث يطول عن ذلك ولي بحث حول هذا الأمر وسأفرد منتدى زهران بجوانب منه إن شاء الله مستقبلا. ولعل قصيدة الشاعر القدير على الدوسي قٌدر لها أن تطرح للنقد هناوهذا لا يعني انتقاصا في الشاعر بل على العكس فلولا نجاح الشاعر وتميزه لم يُلتفت لقصائده سيما أن الساحة اليوم تكاد تختنق بشعراء الغث والسمين لكثرتهم. وتعقيبا على القصيدة أرى أن الأخ خالد رجب قد أصاب عندما قال ان هناك تناقض واضح في القصيدة فهنا يقول الشاعر: شاعرا قمة في الاخلاق متواضع وطيـب خاطـر شاعر الشقر الجديد وشاعر الحكمة فـي الامثـال ان بدع في قارعة فالموت الاحمر والظلام الحالك البيت الاول من هنا يشير إلى مكارم أخلاق يتحلى بها الممدوح .... ثم انتقل إلى معنى جديد في البيت الذي يليه مباشرة بدون حسن تخلّص فهو كان يصف أخلاق الممدوح الذاتية التي قد تجدها في إنسان عادي أي ليس بشاعر ثم انتقل مباشرة ً إلى أوصاف شعرية بحته دونما سابق إنذار ثم يستمر ويقول: شاعر الشقر الجديد وشاعر الحكمة في الامثال أي انه لا يأتي الا (بشقور) وحكم جديدة لم يسبقه عليها أحد وهذا جيد ثم ينتقل مباشرة إلى قوله: ان بدع في قارعة فالموت الاحمر والظلام الحالك وهنا يدلل على الخصومة والخصومة يترتب عليها الجدال والجدال ليس من الاخلاق الحميدة في شيء وفي السنة النبوية مايدلل على ذلك إلا إذا كان أمر محتوم يعود على الدين بالفائدة كالمناظرات مثلا ولا أظن شعر العرضة يحتمل ذلك ثم ماعلاقة ذلك (بالحكمة) التي ذكرها في البيت السابق. وهنا يقول (الموت الأحمر) يريد أنه ألدّ ٌخَصِمْ ولكن ضد من ؟سيما وانه قال (قارعه) أي ضد خصومه من الشعراء. وهل هناك موجب لمقارنته بشعر حسان الذي ذكره في آخر القصيدة ؟! (الظلام الحالك) إن كان يقصد بالتشبيه أنه يتوّه الشاعر المقابل فهذا يعني أنه يستخدم أسلوب التظليل لاقوة الحجة وهذا ليس بمدح (على أقل تقدير), وإن كان يقصد أنه لتعمق معانيه يبدو شعره غامضا فانا أعتقد ان التشبيه لا يخدم الغرض ولو استخدم كلمة (بحر) – مثلا- عوضا عن ظلام لكان أفضل. وإن كان يصف الممدوح بأنه هو الظلام يريد بذلك أنه غامض بالنسبة لخصومه وهذا ليس بمدح أيضا (على اقل تقدير) لأن (الظلام) غالبا ما يستخدم كناية عن الجهل فكيف يصف ممدوحه بانه مجهول لدى خصومه...! على أية حال القصيدة في الجملة رائعه وإن كنا نرى أن الشاعر لم يوفق في بعض التشبيهات -التي انعكست بدورها على على ترابط القصيدة - فذلك لإننا تعودنا من الشاعر قصائد أكثر قوة ورصانة. صح لسان الشاعر علي الدوسي وتسلم يمين الناقل لأخ الغالي فهد سعود . وماذكرت أعلاه حول قصيدة علي الدوسي مجرد قراءة شخصية لا تمثل إلا رأيي قد أكون مخطئا وقد أكون مصيبا. "همسه" (سوف أطرح لاحقا قراءتي لبعض قصائد عبدالله البيضاني وعبدالواحد ) تحياتي ............