عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-04-2008, 11:31 AM
mosa519 mosa519 غير متواجد حالياً
 






mosa519 is on a distinguished road
افتراضي صور من كفاح رجال القرية لموسى الفقهاء

صور من كفاح المعلمين القدامى في قريتي:
يبدأ كفاح تلك الفئة منذ الصغر ،فكانوا يساعدون آباءهم في جميع الأعمال كل منهم بقدر جهده وطاقته ،فحينما كانوا صبية صغارا في سن الثانية عشرة كانوا يسرحون بالأغنام إلى المناطق الجبلية للرعي حتى قبل المغرب ، وكانت تقوم هذه العملية بالتناوب بين الذكور والإناث،بالإضافة إلى أعمال أخرى من تنظيف المزارع من الحجارة ،وأعمال الحرث والدياس وحماية محصول الذرة ،وسقي المزارع ،ونقل مخلفات الأبقار والأغنام إلى المزارع .
ثم بدأ كفاح من نوع آخر وذلك حينما أنشأت وزارة المعارف في سنة 1378هـ معهد إعداد المعلمين في كل من الظفير والأطاولة، وكان هذا المعهد يستقبل الطلاب الحاصلين على الشهادة الابتدائية، ويقدم لهم مكافأة نقدية شهرية طيلة الدراسة،ومدتها ثلاث سنوات،بعدها يحصل الدارس على شهادة تخوله للتدريس في المرحلة الابتدائية ،وكان الإقبال على هذا المعهد كبيرا ،بعد تغير مفاهيم أولياء الأمور عن التعليم،وأصبحوا ينظرون إليه على أساس أنه يحقق لهم دخلا شهريا ثابتا ،وقد اضطر الطلاب إلى استئجار منازل لإقامتهم في مكان المعهد ،وعليهم تحمل مسؤولية الطبخ والتنظيف والدراسة والغربة ، وهم في أعمار لاتتجاوز الثالثة عشرة (قارنوا وضعهم مع جيل اليوم الذي نلاحظ عليه ضعف همة وقلة طموح وعدم تحمل مسؤوليات).
وعندما تخرج هؤلاء الطلاب ، وعينوا على وظائف مدرسين ، وكانوا يدفعون إلى آبائهم أو كبير الأسرة كل مرتباتهم الشهرية ،فكانت سلطة كبير العائلة تسيطر على دخل هؤلاء المدرسين الكادحين وتوزيع هذا الدخل على الجميع ، وكان من نتيجة ذلك نشوء صراع جديد داخل الأسرة ، وكان مرتب المدرس آنذاك 525ريالا في الشهر ،يقوم المدرس بدفع المرتب الشهري لكبير العائلة ،ويقوم الآباء بإعطائهم مصروف خاص لايزيد عن (50) ريالا فقط ،أما الزوجة فهي من ضمن الأسرة يقوم كبير العائلة بتوفير ما تحتاجه أسوة بغيرها من نساء الأسرة ،ولو تبين أن الزوج ميزها بشيء عن بقية أفراد الأسرة فهذه كارثة بحسب رؤيتهم ،لذا نجد أن البعض هاجر إلى المدن رغبة في الإفلات من سيطرة كبير العائلة ،وقد تقع حالات طلاق كثير في حياة كبير العائلة ، وذلك عندما تحاول إحدى زوجات أفراد العائلة إفساد العلاقة في الأسرة ومطالبتها بالاستقلال عن الأسرة ، والخروج من بيت العائلة وذلك محافظة على وحدة العائلة وتماسكها .
وفي بدايات الطفرة بدأ الكثير منهم يمارس أعمالا إضافية خلال العطلة الكبيرة ،والإجازة الأسبوعية ،وذلك في محلات غيار الزيوت في المدن، وفي صبة المنازل ، ونقل الطوب ، أما في مواسم الحج فإنهم يتجهون إلى مكة للعمل بسياراتهم ،أو العمل في مؤسسات الطوافة للعمل في نصب ونقل الخيام في المشاعر مقابل مبالغ مقطوعة ،واستمر كفاح أولئك الرجال حتى الآن في تربية أبنائهم نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.

مشهد من رحلة الكفاح :
الجميع يكدح في المزارع ، لكن هناك أشخاص نشأوا في القرية ،ولم يتعدوا حدودها ،فهم ممنوعون من السفر بناء على قرار عائلي ،ليبقوا عند البلاد والأهل فالموجود هو رب العائلة ،والبعض سافر إلى الرياض للعمل في البنشر أو بعض الوظائف الحكومية ،أو في سياقة سيارة الأجرة ، ومحكوم عليه بأن يبقى أعزبا يزور أهله بعد سنتين .
كان كبار السن وكبار العائلة يؤدون الحج ويعودون وهم محملون ببعض الهدايا منها الحمبص وحلوى حمراء يخصون بها أقربائهم ، يعود المسافر ومعه بقشة حمراء حريرية بها ملابسه البيضاء ولابد أن تمر على سير الجمارك ،ليتم تفتيشها خشية أن يكون قد خص زوجته بشيء دون نساء العائلة ،فالويل له ولزوجته إن أخفى قطعة قماش ،فالمحكمة تصدر أحكاما فورية تعزيرية بحسب الجرم .
البضاعة في القرية لم تكن إلا بضاعة العم عتيق والعم صالح ،فالبضاعة تضم أصنافا محددة فبسكوت المسمى باكري ،وعصير آبار ،وتونة الصفراء ، بالإضافة إلى بضاعة (فرقنا ) أولئك الغرباء الذين كن نساء القرية يتحلقن حول بضاعته التي تضم كل ما تحتاجه النساء .
وفي الصيف يفد إلينا أشخاص يبيعون التين والعنب مقابل أخذ حبوب القمح أو الشعير وتسمى في الشرع (المقايضة ).
كان بعض أهالي القرية مستقرا في مكة أو جدة ، وحينما يعودون من مكة بأولادهم ،كان أولاد القرية المقيمين يطربون كثيرا للهجتهم الحجازية (الحضرية ).
وكان أولاد المسافرين ينظرون للقرية نظرة حب ، فكانوا يتبعون الماشية في الطرقات ،ويركبون الحمير وهم مستمتعون بامتطاء هذه الدابة الأليفة، أبناء المدن فقدوا التلفزيون ولكنهم سعداء بالطبيعة والحرية .
أهل المدن كانوا أنيقين ، ولكن لاتستمر أناقتهم كثيرا في القرية ، فما هي إلا أيام وتتغير أشكالهم ويماثلون أولاد القرية .
محبكم موسى الفقهاء قرية نعاش
رد مع اقتباس