الموضوع: العيد في نعاش
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-03-2008, 11:07 AM
mosa519 mosa519 غير متواجد حالياً
 






mosa519 is on a distinguished road
افتراضي العيد في نعاش

العيد أيام زمان:
بما أننا نعيش في الربع الثاني من القرن الخامس عشر الهجري ، ندرك أهمية أن نتعرف على جانب مهم من جوانب حياتنا الاجتماعية ، ألا وهو العيد ونخص عيد الفطر الذي هو عيد الأسرة والأمة ، عيد يفيض بالمسرة والبهجة على البيت والقرية ، ويجدد المودة والألفة في القرية ، والعيد في قريتنا قديما لا يزال له في الذهن صورة فاتنة الجمال شديدة الروعة ، العيد يعني الفرح والتآلف والمحبة والترابط .
يبدأ الاستعداد للعيد في العشر الأواخر من رمضان كل بحسب المهمة المسندة له ، فرب الأسرة يجهز العيدية لقريباته ومحارمه ، وذلك على شكل مبالغ مالية رمزية، أما شباب القرية فيقومون بقطع الأشجار وتجميعها في عدة أماكن عالية كالمروة وعباشة وغيرها من الأماكن وكانت تسمى بالمشاعيل ، حيث يتم إشعالها في ليلة العيد، لإعلام الناس بقدوم العيد في القرى المجاورة وتهامة ،نظراً لانعدام وسائل الإعلام في ذلك الوقت ، كما أنها تعبير عن فرحة الجميع وبخاصة الشباب بقدوم العيد، ويشاركهم الكبار في هذه المناسبة ، فلا يكاد أهل القرية يفرغون من صلاة المغرب ليلة العيد حتى ترى الطرقات وأعالي جبال قريتي قد أضيئت بالمشاعيل، وأصوات البنادق قد بلغ دويها جميع أرجاء القرية.
ثم بعد ذلك يجتمعون ويستبشرون بقدوم العيد إضافة إلى ما يعدونه لنهار العيد ،فالنساء تراهن قد اشتغلن بإعداد الطعام ، وتجهيز ملابس الأولاد الجديدة ، وترى القرية كلها قد غدت أسرة واحدة يكمل بعضها نقص بعض ، فإذا فرغوا من ذلك ناموا على هدهدة الأحلام، وتركوا النساء أمام الكوانين ينضجن الخبز ويطهين الطعام حتى الصباح ، ولا يكون نصيبهن من النوم إلا قليلا.
تشرق شمس العيد على قريتي نعاش في غير وجهها المألوف.... فلا النور كان باهراً كذلك النور ، ولا الشعاع كان ساحراً مثل ذلك الشعاع ، تستقبله القرية في غير زيها المعروف... فلا الوجوه كانت ضاحكة كهذه الوجوه ، ولا الثياب كانت ناصعة كهذه الثياب.
أول أيام العيد ، يذهب الناس في منظر رائع إلى مصلى العيد شمال القرية وكان يعتبر في ذلك الوقت خارج القرية ، وذلك لأداء الصلاة، لا يتخلف عن هذه الصلاة من أهل القرية سوى النساء ، أما الرجال فهم صفوف وراء كبار السن والإمام وعريف القرية (رحمهم الله جميعاً) يؤدون الصلاة جماعة ، أما الصغار .....فهم وقوف على أطراف المصلى يشهدون الخطبة وحينما تنقضي الصلاة يتسابق الأولاد مسرعين إلى كل منازل القرية وخاصة المشهورة بتقديم وجبات محببة إليهم.
وحينما تنقضي الخطبة ... يتجه المصلون إلى الإمام فيسلمون عليه ويقبّل بعضهم بعضاً ، ثم يذهبون للمعايدة ، مبتدئين بأرحامهم، ويقدمون على موائدهم صبيحة نهار العيد أصنافاً من الطعام الشهي الفاخر،يزورون القرية بيتاً بيتاً،ينهض الكل لمعايدة بعضهم والذهاب مجتمعين إلى كل منزل للمعايدة ، وهنا تجد أن كل منزل من منازل القرية القرية قد أعد وجبة الإفطار والتي تتنوع خصوصاً في القرية مثل :العيش والخبز والمرق ، وهذه هي الأكلات السائدة في القرية، ثم يدخل كل المعايدين إلى كل البيوت في صورة رائعة تعكس المعاني الحقيقية والسامية للعيد ، أما في فترة العصر فيستكمل العيد بالمعايدة وممارسة العرضة الشعبية التي يمارسها الجميع في جو تسوده الألفة والتآخي. وأخيراً نتمنى أن يديم علينا نعمة الدين والأمن في بلدنا وكل عام والجميع في ألف خير.
رد مع اقتباس