عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-03-2008, 02:34 PM
azazaz azazaz غير متواجد حالياً
 






azazaz is on a distinguished road
افتراضي أُغمضُ عـــيني في أمـور كــــثيرةٍ وإني على تـــرك الغموض قـــدير

قال الله تعالى "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"




((وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأةً ولا خادماً إلاّ أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلاّ أن يُنتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عزوجل))
إخوتي .... سئل أعرابي عن الأريب الفطن ؟ فقال هو الفطن المتغافل أي الذكي المتغافل عن إيذاء الآخرين وإساءتهم وهذا هو الحليم واسع الصدر لاعن ضعف وعجز ولكن عن قدرةٍ وذكاءٍ وفهم ....


أحبتي .... إن من مقدور العبد التغاضي عن الهفوات البسيطة من الغير والتي ليس فيها محذور شرعي ويتشاغل عنها ويظهر عدم اهتمامه بها أو عدم رؤيته لما حصل

ليس الغـــبي بسيد في قـــومه لــكـن ســيد قــومه المتــــغابـــي
وقال علىٌ رضي الله عنه ...

أُغمضُ عـــيني في أمـور كــــثيرةٍ وإني على تـــرك الغموض قـــدير
وما عن عمى أُغضي ولكن لربما تعامى وأغضى المرءُ وهو بصير
وأُسكت عن أشياء لو شئت قـلتها وليس علينا في المقال أميـــــــــر
أُصبر نفسي باجتهادي وطـاقــــــتي وإني بأخلاق الجميع خبيـــــــــــــر


إخوتي في الله.... ينبغي عليكم أن تحاولو جاهدين بكظم غيظكم عن هفوات إخوانكم البسيطة التي ليس فيها محضور شرعي وإن استطعتم أن تعفو عمن أخطأ عليكم بعد كتمان غيظكم عنه فهذا أمرٌ مستحسن والأحسن من ذلك أن تحسنوا إليه بعد أن تعفو عنه ........


أما التركيز على الهفوات البسيطة وتضخيمها وتحميل الأمور أكثر من طاقتها هذا بالطبع أمرٌ لاينبغي أبداً ولذلك ياإخوتي يجب أن يكون العبد المؤمن متزناً في مواجهة الأخطاء بكظمه للغيظ بل بعفو وإحسان ...


بل إن العبد بكظم غيظه مع من يسيء معه المعاملة بعفوه عنه وبإحسانه إليه سوف يكسب قلب ذلك المسيء محبةً له ومصداق قولي هذا هو قول الله تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم"ويكسب من فعله هذا إذا اخلص النية لله مغفرةً منه ورضوانا ‘ والأمر لايحتاج إلا إلى ضبط الأعصاب وتعقل وحكمة واُكررقبل ذلك كله الإخلاص وأعظم الناس عفوا من عفا عن قُدرة ...وأقبح فعال المقتدر الإنتقام....


أما إذا كان الخطأ من المسيء يترتب عليه محذور شرعي وينتهك حقاً من حقوق الله فبدون شك أن إبداء الغضب هنا أمر محمود بل واجب ومطلوب ولكن له ضوابط ....