عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2007, 11:48 PM   #3
ألفاهم
 
الصورة الرمزية ألفاهم
 







 
ألفاهم is on a distinguished road
افتراضي

مقتل ابي أزيهر الدوسي

كان ابو ازيهر حليفا لأبي سفيان بن حرب الأموي القرشي ، وأخوال أبي سفيان من دوس ، وكانا يجلسان معا في قبة يصلحان بين من حضر إليهما ، وقد تزوج أبو أزيهر عاتكة بنت ابي سفيان ، وزوج بنته زينب عتبة بن ربيعة والأخرى الوليد بن المغيرة ولكنه بلغه انه غليظ على النساء فامسكها عنه ، وسبب ذلك انه قال :
انا اشرف ام ابوك ؟
فقالت : بل ابي لأنه سيد أهل السراة ، والعرب يصدرون عن رايه ، وانما انت سيد بني أبيك ، وفيهم من ينازعك الشرف. فلطمها فهربت الى أبيها. فلما نزل الناس سوق ذي المجاز نزل أبو أزيهر على ابي سفيان ، فأتى بنو الوليد بن المغيرة فقتلوه ، وكانت بنته عند أبي سفيان ، وكان ذلك بعد الهجرة ، ووقعة بدر ، فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وأمره بهجاء المطيبين ، فانبعث يحرض في دم ابي أزيهر ويعيَر ابا سفيان خفرته وجبنه فقال:

غدا اهل ضوجي ذي المخاز بسحرهوجار ابن حرب بالمغمس ما يـدو
كساك هشـام بـن الوليـد ثيابـهفأبل واخلـق مثلهـا جـددا بعـد
قضى وطرا منه فأصبـح ماجـداوأصبح رخوا ما تخب وما تعـدو
فلـو ان أشياخـا ببـدر شهـودهلبـلَ نحـور القـوم معتبـط ورد
وما منع العير الضـروط ذمـارهوما منعـت مخـزة والدهـا هنـد


فلما بلغ قوله يزيد ابن ابي سفيان جمع قومه ، فلما علم ابو سفيان جاءه وكان فيؤ مكة فنزع اللواء من يده وقال: قبحك الله أتريد أن تضرب قريشا بعضها ببعض في رجل من دوس ، سنوتيهم الدية إن قبلوها ، وإنما أراد حسان أن يضرب بعضنا ببعض ، وخلفنا عدو شامت ( يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم).

ثم إن ضرار بن الخطاب خرج في نفر من قريش بعد إسلام أهل الطائف إلى أرض دوس فنزل على مولاة لهم تدعى أم غيلان ، تمشط النساء ، وتجهز العرائس ، فأرادت دوس قتل ضرار وقومه فمنعتهم أك غيلان ، ونسوة معهها ، فقال ضرار ابن الخطاب في ذلك :

جزى الله عنَا أم غيلان صالحـا ونسوتها إذ هن شعث عواطـل
فهنَ دفعن الموت بعد اقترابـه وقد بـرزت للثائريـن المقاتـل
دعت دعوة دوسا فسالت شعابها بعز وأدتهـا الشـراج القوافـل
وعمرا جزاه الله خيرا فما ونـى وما بردت منه لـدي المفاصـل
فجردت سيفي ثم قمت بنصلـه وعن أي نفس بعد نفسي أقاتـل


وارسل ابو سفيان مائتي ناقة دية لأبي أزيهر مع ضرار وقومه فقبل رهط ابي أزيهر الدية ، ولما اراد ضرار وقومه الانصراف شدَت عليهم الغطاريف والنمر ودوس ( والجميع يرجع في دوس) فقتلوا بعضهم ، ونجا بعضهم ، منهم ضرار فإن ام غيلان أخرجت بناتها حسرا دونه ، وقالت: إني قد أجرته ، وحرماتكم حسر دونه ، فإن شئتم فاهتكوا الستر ، واستحلوا حرمته ، فتركوه لها ، فانصرف وقال شعرا يمدحها . ولكن حسان استمر في تحريض دوس ومما قال:

إن تقتلوا مائة به فدنية = بأبي أزيهر من رجال الأبطح
فلم ترضى دوس حتى اغارت على قريش فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وخسرت قريش اكثر من ستين قتيل من خيرة فرسانها واجبروا قريش على دفع الجزية لدوس وقال شاعر من دوس:

ألا أبلغا حسان أعني ابن ثابت بأنا ثأرنا من قتيل المضيـح
ثلاثين من أبناء فهر بن مالك وعشرين الا واحد لـم يتيَـح
تركنا سراة الحيً تيما وعامرا وسهما ومخزوما كشاء مذبح


ووضعت دوس خراجا على قريش لما طلبوا الصلح ، وقال في ذلك سراقة الأكبر بن مرداس الدوسي من قصيدة :

فلما ان قضينا الدين قالـوا نريد السلم قلنا قـد رضينـا
وضعنا الخرج موظوفا عليهم يـؤدون الإتـاوة صاغرينـا
لنا في العير دينـار مسمـى بـه حـزُ الحلاقـم يتقونـا
ولولا ذاك ما جالت قريـش شمالا في البـلاد ولا يمينـا

وبقيت قريش تؤدي هذه الاتاوة ( الجزية) لدوس حتى ظهر النبي صبى الله عليه وسلم فطرحها ( الغاها) فيما طرح من سنن الجاهلية.
ويظهر ان مقتل أبي أزيهر – وقد حدث بعد ظهور الاسلام وكان من الامور التي استغلتها ( الدعوة الاسلامية ) للايقاع بين قريش وبين دوس ، فهذا حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرض دوسا على الطلب بثأر أبي أزيهر في قصيدة جاء فيها:

يا دوس إن أبا ازيهر أصبحت أصداؤه رهن المضيح فاقدحي
حربا يشيب لها الوليد وإنمـا يأتي الدنيَة كل عبـد نحنـح
فابكى أخاك بكل أسمر ذابـل وبكل أبيض كالعقيقة مصفح
وبكل صافية الأديـم كأنهـا فتخاء كاسرة تدق وتطمـح
وطمرة مرطى الجراء كأنهـا سيد بمقفرة وسهـب أفيـح
إن تقتلوا مائـة بـه فدنيَـة بأبي أزيهر من رجال الأبطح


خمسة آلاف عام من الحضارة وملوك دوس

حلف التنوخيين وقصر الزباء

أتفق مؤرخي العرب على أن عربا من أهل تهامة مع عرب من أزد اليمن الذين هاجروا الى منطقة تسمى دوس نسبة الى قبيلة دوس ثم لما وجدوا ان الارض لا تكفي للجميع قرر قسم منهم الهجرة الى عمان وعلى راسهم مالك بن فهم الدوسي وهو كبيرهم . التقوا بعرب آخرين في البحرين فتحالفوا على ( التنوخ ) أي المقام فعقدوا حلفا ومعاهدة فصارت تسميتهم ( بالتوخيين ) . ومن اسباب تحالف عرب البحرين وسواحل الخليج مع مالك بن فهم الدوسي كثرة الغارات عليهم من قبل الفرس فةجدوا في قوة دوس عونا لهم وبالفعل كان لهم ذلك فقد طرد مالك بن فهم والابرش الفرس من عمان ومن البحرين والحيرة.

وكان لهؤلاء التنوخيين قائدان هما مالك بن فهم الدوسي الأزدي ومالك بن زهير الدوسي ، وقد تنازل مالك بن زهير عن القيادة إلى مالك بن فهم الدوسي ، فقام جذيمة بن مالك بن فهم الدوسي بالزواج من ابنة مالك بن زهير . فصار القائد مالك بن فهم الدوسي صاحب النسب المعروف في قضاعة وفي أزد العرب . ويخالط الغموض قصة هجرة العرب إلى البحرين . وقصة الحلف التنوخي ، وقيام الممالك العربية في العراق وسوريا ، ألا ان مؤرخي العرب كافة اتفقوا على ان القوم بعد ان تحالفوا في البحرين تطلعوا إلى ريف العراق ودخلوه ، وكان أول ملك عربي هناك هو مالك بن فهم الدوسي الذي مات في العراق ودفن فيه ، وتولى الحكم بعده أخوه عمر بن فهم الدوسي ، فما مات عمر تولى الملك ابن مالك جذيمة الدوسي المعروف بالوضاح الأبرش الوجه .

وعلى هذا فان مالك بن فهم الدوسي ، لم يقم في البحرين ، إنما أقام في العراق وملك ومات فيها . وملك عمان اضافة الى العراق وتخوم الشام. . وكان لمالك ولد اسمه ( سليمه ) حرص على تربيته وتنشئته نشأة عسكرية فكان يدربه على القتال وعلى استعمال القوس والنشاب ولكن الأمر انتهى بأن قُتل الوالد مالك بن فهم خطأ برمية سهم من يد أبنه سليمه بينما كان الوالد يقوم بإجراء بعض التمرينات الليلية لولده ، فلما وقع مالك بن فهم صريعا وقد اخترق سهم ولده سليمه قلبه أنشد قائلاً :

جزاه الله من ولـد جـزاء سليمة إنه سا مـا جزانـى
أعلمه الرمايـة كـل يـوم فلما اشتد ساعـده رمانـي
فلا ظفرت يداه حين يرمي وشلت منه حاملـة البنـان
فبكُوا يا بني علـيَ حـولا ورثوني وجازوا من رماني


وقد بكاه ولده سليمه ورثاه الشعراء ونعتوه باسم الشهيد ابي جذيمة .

إني رميـت بغيـر ثائـرة بيت المكارم من بني غنـم
ما كنت فيمـا قلـت تعلمـه من قد أحاطت من ذوى الفهم
ولقد رميت الركب إذ عرضوا بين التليل فروضـة النجـم
فرميت حاميهـم بـلا علـم أن ابن فهـم مالكـا النجـم
فوددت – لو نفع المنى أحدا أني هناك أصابني سهمـي.


وقال أضا: ( تاريخ الموصل صــــ 100 – 101

ما بين لهاة الكثيـب والرمـل بين شعاب ذات سـدر ونقـل
فقمت أسعى مقبلا غيـر نكـل وفي الشمال سمحة لم تبتـذل
حتى إذا عاضتهم دون القلـل والقوم لا يغنيهم ريب الـدول
والدهر لا يعجزه هلك البطـل فوَقت سهمي فرميت في مهـل
رمي امرىء لا طائش ولا وجل ولا جبان عند أطراف الأسـل



وقد وقع مؤرخو عمان في التباس آخر عندما ذكروا أن مالك بن فهم عندما عاد أدراجه ، التقى بمجمع البحرين بالنبي موسى عليه السلام وزعموا انه هو الخضر عليه السلام صاحب موسى ووقع بينهما ما وقع ، ومن البديهي أن هذا خلط في الأحداث والسنين حيث أن زمن النبي موسى عليه السلام يعود إلى 1200 عاما قبل ميلاد المسيح ، أما قصة الحلف التنوخي فلقد حدثت بعد ولادة المسيح عليه السلام .

ثم اختلط عليهم الأمر مرة أخرى في الزمن الذي حدثت فيه هجرة الأزد سواء إلى العراق أم إلى عمان . فقالوا إنها حدثت على اثر انهيار سد مأرب ولكن المعروف ان السد المذكور قد انهار عام 450 بعد الميلاد ، فإذا كان جذيمة بن مالك قد وقع في غرام الزباء ملكة تدمر كما تقول بعض الروايات العربية ، فكيف تسنى له ذلك إذا علمنا ان الزباء ماتت عام 270 بعد الميلاد تقريبا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[frame="1 80"]وين التوقيع
الله يعين
كل يوم نسوي واحد
هههههههههههه
شكر[/frame]
أخر مواضيعي
ألفاهم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس