عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2007, 11:51 PM   #4
ألفاهم
 
الصورة الرمزية ألفاهم
 







 
ألفاهم is on a distinguished road
افتراضي

وقد وقع مؤرخو عمان في التباس آخر عندما ذكروا أن مالك بن فهم عندما عاد أدراجه ، التقى بمجمع البحرين بالنبي موسى عليه السلام وزعموا انه هو الخضر عليه السلام صاحب موسى ووقع بينهما ما وقع ، ومن البديهي أن هذا خلط في الأحداث والسنين حيث أن زمن النبي موسى عليه السلام يعود إلى 1200 عاما قبل ميلاد المسيح ، أما قصة الحلف التنوخي فلقد حدثت بعد ولادة المسيح عليه السلام .

ثم اختلط عليهم الأمر مرة أخرى في الزمن الذي حدثت فيه هجرة الأزد سواء إلى العراق أم إلى عمان . فقالوا إنها حدثت على اثر انهيار سد مأرب ولكن المعروف ان السد المذكور قد انهار عام 450 بعد الميلاد ، فإذا كان جذيمة بن مالك قد وقع في غرام الزباء ملكة تدمر كما تقول بعض الروايات العربية ، فكيف تسنى له ذلك إذا علمنا ان الزباء ماتت عام 270 بعد الميلاد تقريبا


إن إعادة النظر في الوقائع والأسماء والسنين تجعلنا نرجح ان قصة هجرة العرب إلى سواحل البحرين والقطيف وصعودهم منها إلى العراق ثم نزولهم إلى عمان حدثت على النحو التالي :

ان مالك بن فهم الدوسي هاجر من اليمن اثر انهيار كلي أو جزئي حدث في السد وجاء السيل العرم وليس بالضرورة ان يكون هذا السيل سبب انهيار سد مأرب كله ، ذلك ان السد تعرض عدة مرات للانهيار ففي عام 200 بعد ميلاد المسيح كان يملك اليمن احد متأخري ملوك سبأ وحمير واسمه ( ياسر يهنعم ) وقد أسمته العرب ( ناشر النعم ) ، وفي عهده وقع حدثان هامان : الأول هو حدوث سيول وأمواج وطوفان هائل اجتاح وديان وسهول اليمن ، واصطدم بالسد العظيم ، مما دعا الملك إلى استنفار الجيش والشعب لترميم تصدع كبير في السد .

أما الحدث الأخر فهو ان ابن الملك المذكور واسمه ( شمهر يرعش ) تقدم بجيشه شمالا وغزا ارض تنوخ فوجد فيها قبيلة ( أسد ) .

وفي رأي الدكتور جواد علي أن أسم ( أسد ) هو في الأصل تسمية ( أزد ) ، فتكون القصة حسب تصوري أن مالكا والازد قد هاجروا في ذلك العام إلى البحرين ، وكان لمالك عددا من الأولاد . ففي جمهرة انساب العرب لابن حزم الاندلسي أن أولاد مالك ابن فهم أحد عشر ولدا ، أشهرهم ( جذيمة ) ملك العراق و ( سليمه ) ملك عمان و ( هناءة ) الذي ينسب إليه ( بنو هناء ) من أهل عمان والإمارات ، ورابع الأولاد هو الحارث الذي ينسب إليه ( لقيط ) الجد الأكبر للشحوح في الإمارات وعمان .
الا ان الهجرة الاولى من اليمن كانت الى دوس بالمملكة العربية السعودية

فمن مالك كان العرب الأولين وانتشروا من ضفاف الرافدين إلى سواحل الخليج العربي فجبال عمان وسهولها وشمال شرق بلاد فارس والاجزاء الشرقية من بلاد الشام .

وإذا واصلنا تتبعاتنا للإحداث نجد من المؤرخين من يقول ان مالكا عندما ترك اليمن ونزح عنها وسار بقومه متجها نحو بلاد دوس بالحجاز بلمملكة العربية السعودية ومن هناك سار بقومه الى عمان مارا بسواحل اليمن وحضرموت فنزل في وادي ( برهوت ) وهو واد تسكنه الجن ، ومن ذلك الوادي اتجه غربا حيث دخل ارض عمان التي كان الفرس يملكونها على أيام أردشير الأول فاصطدم مالك بالفرس وتمكن من إنزال هزيمة بالقوات الفارسية فهرب المزربان فاستسلم السلطة مالك بن فهم وأودعها لولده ( سليمه ) .

ويبدو أنه قد بقى فترة في عمان ثم تراك ولديه ( هناءة ) و ( الحارث ) ، مع اخيهم سليمه هناك وأخذ معه ولده الآخر جذيمة واتجه بقسم من قومه شمالا وأناخ في البحرين ، والتقى هناك بمالك بن زهير وهناك تزوج جذيمه من ابنة مالك ابن زهير ، وتم عقد الحلف التنوخي وتوجه القوم كلهم إلى ريف العراق .

وفي العراق صار مالك بن فهم الدوسي ملكا ، ولما مات مالك بن فهم ملك أخوه ثم آلت الدولة إلى الملك الشهير جذيمة الأبرش الوجه الذي نعتوه بالوضاح خوفا من بطشه إذا نعتوه بالأبرش . وتقول الأساطير العربية ان جذيمة الابرش وقع في غرام الزباء ملكة تدمر وإنها قتلته ثم انتحرت بالسم ، وهذه الواقعة تخالف مصادر التاريخ الروماني التي تقول إن الزباء ، بعد ان عظم ملكها وسيطرت على سوريا كلها ثم تركيا ثم مصر ، قاتلت الإمبراطورية الرومانية ، وقد انتهت الزباء بعد ان دمر الإمبراطور الروماني مدينة تدمر وأخذها أسيرة إلى روما حيث قضت نحبها هناك . وقيل لن ابن اخت جذيمة الابرش هو من قتلها انتقام لمقتل خاله الذي قتلته الزباء بالخدعة والغدر.

وسبب قتلها لجذيمة الابرش انه حارب اباها وقتله واستولى على معظم مملكته ، الا انه اي جذيمة وقع في حب الزباء وسوف نورد ذلك في حينه.

والذي يهمنا في قصة الزباء أن هذه المرأة العربية الشجاعة التي عاشت حياة مليئة بضروب المغامرات وكانت في فترة من فترات حياتها قد حاولت الاستنجاد بالفرس في قتالها ضد الرومان قد توجهت إلى سواحل الخليج العربي وتوقفت في مدخل الخليج . وهذه الواقعة لا تزال حقيقة واقعة إلى يومنا هذا تتمثل في بقايا قصرها الموجود في رأس الخيمة والمعروف باسم ( قصر الزباء ) ، حتى ان اسم الإمارة ( رأس الخيمة ) ينسبه البعض إلى خيمة نصبتها الزباء على مرتفع يطل على مدخل الخليج فسميت الإمارة براس الخيمة .. فهل ذهبت الزباء إلى تلك الديار لطلب النجدة من الفرس أم من سليمه ملك عمان وأخي حبيبها جذيمه ملك العراق .. ؟ وقد قتلها ابن اخت جذيمة الابرش انتقاما لغدرها خاله ( جذيمة) وقتله. وسنورد ذلك منفصلا في سياق الاحداث.

وإذا تسلسلنا مع الإحداث بعد ذلك وتوقفنا في عام 300 بعد الميلاد تقريبا لنرى ماذا حدث لعرب المنطقة ، ففي تلك الفترة كان يحكم إيران الملك الساساني سابور الثاني ابن سابور الأول ابن أردشير بن بابك الساساني . وسابور الثاني هو الذي اسماه عرب الخليج باسم سابور ذي الأكتاف لأنه كان يقتل العرب الخليجيين بانتزاع أكتافهم من مكانها .

والظاهر ان عرب الخليج في ذلك الزمان كانوا قد باشروا في الهجرة من السواحل العربية إلى السواحل الفارسية على الخليج ، وأن إعدادا غفيرة منهم هاجرت إلى منطقة عيلام أو خوزستان أو عربستان كما يسميها العرب ، وامتدت الهجرة العربية فشملت أرجاء الساحل الفارسي كافة من الشمال إلى الجنوب .

ويبدو أن سابور ذا الأكتاف قرر ان يهاجم عرب الخليج لإيقاف الهجرة إلى فارس ، فكان هدفه الأول هو جزيرة البحرين والبر المقابل لها في ساحل القطيف ، ثم نزل إلى سواحل الإمارات وعمان وتوغل في اليمامة ، ونجد انه يقتل كل من يصادفه من العرب .

ويحدثنا المؤرخون العرب بأن قبائل بني تميم كانت هي الأكثر عددا في المنطقة حيث تمكن ملكهم عمرو بن تميم بن مر ان يدخل في مفاوضات ومحادثات مع سابور وأن يكف يده عن قومه وعن العرب الآخرين .

وما أن انتهت حملة سابور الدموية وتركت جيوشه الساحل العربي حتى عاد العرب من بني عبد قيس واختلطوا مع بقية العرب في سواحل الخليج ليكونوا الجيل الجديد الذي يستوطن البحرين والساحل المقابل لها ، كما بقيت الأزد وقضاعة وبقية القبائل العربية إلى ظهور الإسلام .

الا ان ملك الفرس سابور لم يستطع هزيمة الازد وعلى راسهم دوس في الحيرة والانبار وغرب بلاد فارس فاثر الصلح خوفا على ملكه.



ديانة دوس قبل الاسلام
كانت العرب تعبد الاصنام قبل ظهور بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت دوس كغيرها لديها صنمين واحد يقال له ( ذو الخلصة) وخو بوادي ثروق والثاني ذو الكفين وفي نفس المنطقه وكان ذو الخلصة يعبد من قبل خثعم وبجيله اضافه الى دوس.
وقال ابن إسحاق: "وكان ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة".

وفي صحيح البخاري أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة"، أي يعبدونه كما كانوا يعبدونه في الجاهلية.

وقد بعث إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد اللَّه البجلي فهدمه.

4- ذو الكَفَّين، وكان لدوس وقال ابن حبيب: "وكان ذو الكفين لخزاعة ودوس". فلما أسلموا بعث النبي صلى الله عليه وسلم الطفيل ابن عمرو الدوسي فحرّقه، وهو يقول:

يا ذا الكفين لست من عُبّادكا ميلادنا أكبر مـن ميلادكـا

إني حشوت النار في فؤادكا



وكانت قبيلة دوس سباقة الى الاسلام بل كانت من اركان قوة الاسلام ومن احب القبائل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتهر منهم رواة حديث وقضاه وعلماء وقاده وابطال غيروا مجرى تاريخ الحروب والفتوحات الاسلامية.
وسيرد ذكر بعضهم في السياق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[frame="1 80"]وين التوقيع
الله يعين
كل يوم نسوي واحد
هههههههههههه
شكر[/frame]
أخر مواضيعي
ألفاهم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس