عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2019, 03:24 PM   #20
شاذان اليحمدي
 
الصورة الرمزية شاذان اليحمدي
 







 
شاذان اليحمدي is on a distinguished road
افتراضي رد: الشنفري - شاعر القرية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دوس   مشاهدة المشاركة

   اختلف العلماء في اسم الشنفري ولقبه ونسبه فقال بعضهم ان الشنفري لقب له واسمه عمرو بن براق او ثابت بن اوس او ثابت بن جابر على ثلاثة اقوال وقال بعضهم ان الشنفري هو اسمه الحقيقي لا لقبه وهو يعني الغليظ الشفتين وان الشاعر لقب بذلك لعظم شفتيه وهو من الاوس بن الحجر بن الهنء بن الازد بن الغوث

ولا نجد في مصادر ترجمته تاريخا محددا او تقريبا لتاريخ ولادته ولا لمكانها ولا تعيينا دقيقا لوالدة او لوالدته ونشاته فقد اختلف الرواة فيها الى ثلاث اقوال

اذ قال بعضهم انه نشا في قوم الازد ثم اغاظوه فهجرهم

وقال اخرون ان بني سلامان اسروه صغيرا فنشا فيهم يطلب النجاة حتى هرب ثم انتقك منهم

وقال ت فئة ثالثه انه ولد في بني سلامان فنشا بينهم وهو لايعلم انه من غيرهم

حتى قال يوما لابنة مولاه اغسلي راسي ياخية فغاضها ان يدعو باخته فلطمته

فسال عن سبب ذلك فاخبر بالحقيقه فأضمر الشر لبني سلامان وحلف ان يقتل منهم مئة رجل وفعل

ولئن كانت المصادر العربية تتفق في جعل الشنفري من الشعراء الصعاليك بل اهمهم فنها تختلف في سبب تصعلكه وفي الاغاني له ثلاث روايات

احداها عن ابي هاشم محمد بن هاشم النمري وفيها ان الشنفري اسرته بنو شبابه بن فهم فلم يزل فيهم حتى اسرت بنو سلامان بن مفرج من الازد رجلا من بني شبابه ففدته بنو شبابه بالشنفري فنشا الشنفري في بني سلامان

اما الرواية الثانية فعن مجهول وتقول ان الازد قتلت الحارث بن السائب الفهمي فأبوا ان يبوؤوا بقتله فباء بقتله رجل منهم فلما ترعرع الشنفري جعل يغير على الازد مع فهم

اما الرواية الثالثة جاء فيها ان بني سلامان سبت الشنفري وهو غلام فجعله الذي سباه في بهمه يرعاها مع ابنه له فلما خلا بها ذهبت ليقبلها فصكت وجهه ثم اخبرت اباها فخرج اليه ليقتله فوجده ينشد ابياتا ياسف فيها على ان هذه الفتاه لاتعرف نسبه فساله الرجل عن نسبه فقال الشنفري انا اخو بني الحارث بن ربيعه فقال له لولا اني اخاف ان يقتلني بنو سلامان لانكحتك بنتى فقال علي ان قتلوك ان اقتل بك مئة رجل منهم فانكحه ابنته وخلى سبيله فشدت بنو سلامان خلافه على الرجل فقتلوه ثم اخذ يوفي بوعده فيغزو بني سلامان ويقتلهم

ومهما تكن الروايات المختلفه فانه من الثابت ان الشنفري انشأ مع بعض رفاقه العدائين ومنهم تأبط شرا و السيلك بن السلكه و وعمرو بن البراق و واسيد بن جابر وهم عصبة عرفت في الادب بالشعراء الصعاليك

نقل الرواة عن مقتل الشنفري روايتيين وهي

ان بني سلامان هم الذين قتلوه بعد ان قتل منهم خلقا كثيرا وتقول الرواية الاولى ان بني سلامان قتلوه بمساعدة أسيد بن جابر أحد العدائين

وفي الثانية انه غزا بني سلامان فجعل يقتلهم ويعرفون نبله بافواقها في قتلاهم

حتى قتل تسعة وتسعين رجلا ونحن نعلم انخ حلف ان يقتل منهم مئة رجل المهم ثم غزاهم غزوة فنذروا به فخرج هاربا وخرجوا في اثره فمر بامرأة منهم يلتمس الماء فعرفته فاطعمته اقطا ليزيد عطشه ثم استسقى فسقته رائبا ثم غيبت عنه الماء ثم خرج من عندها وجاءها القوم فأخبرتهم بخبره ووصفته لهم فعرفوه ورصدوه على ركي لهم وهو من ركي ليس لهم ماء غيره فلما جن عليه الليل اقبل الى الماء فلما دنى منه قال إني اراكم وليس يرى احد انما يريد بذلك ان يخرج رصدا ان كان ثم فاصاخ القوم فسكتوا وراى سوادا وقد كانةا اجمعوا قبل ان قتل منهم قتيل ان يمسكه الذي الى جنبه لئلا تكون حركته قال فرمى لما ابصر السواد فاصاب رجلا فقتله فلم يتحرك احد فلما رأى ذلك امن في نفسه واقبل الى الركي فوضع سلاحه ثم انحدر فيه فلم يرعه الا يهم على راسه قد أخذوا سلاحه فنزا ليخرج فضرب بعضهم شماله فسقط فأخذها فرمى بها كبد الرجل فخر عنده في القليب فوطئ رقبته فمات

ثم خرج اليهم فقتلوه وصلبوه فلبث عاما او عاميين مصلوبا وبقي عليه من نذره رجل قال فجاء رجل منهم اي بني سلامان كان غائبا عن تلك الاحداث فمر به وقد سقط فركل رأس الشنفرى برجله فدخل فيها عظم من رأسه فهاجت عليه رجله فمات فكان هذا الرجل تمام المئة


الشنفرى هذا لقب
والاسم هو: عمرو بن مالك
اخواله من بني عدي بن كعب من فهم بن عمرو بن فهم بن غنم بن دوس من زهران.
وبني عدي هذه لحمه هي في الأساس تفرعت من بني عمرو بن كعب بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن عمرو بن فهم بن غنم بن دوس.

الصعلوك لغة هو الفقير الذي لايملك المال ، ولكن تجاوزت الكلمة من بعد معناها, وأخذت معاني أخرى ، فاطلقت على قطاع الطرق ، ألذين يقومون بعمليات السلب والنهب ، وهذا ما نـُبرىء الشنفرى منه ولا نميل للإتهامات التي وردت اليه في هذا الشأن في كتب التاريخ لأنها أصلاً لم تخضع للتمحيص والتدقيق ولن نميل اليها ولن نقبلها ونحن منها في شك كبير لأن قصائده تنطق بلسان حاله وهي تعكس شخصيته بصدق ، فهي تقول عكس هذا تماماً ولا يمكن للشاعر أن يكذب ابداعه الشعري والشعر يمثل الشاعر، فهو جزء من شخصيته، ويعكس ما بداخله من أحاسيس في شعوره ومشاعره.
شاعر يتفوّه بنظم مثل هذا الكلام السديد ، أليس ذو عزّة وحكمة وأخلاق حميدة، فلاميته عند العرب قد بلغت القمة من المقدرة على التصوير والتجسيد ويكفى أنها تشمل على بعض الصور الأدبية التى تلفت النظر إلى هذه اللامية وهذا يدل على جودة العمل الأدبى، فهى ذات أهمية فى الأدب العربى حيث تنازع عليها العرب والعجم بمعنى إنها درة فى الأدب العربى كله.

ومع كل هذا يُرمى بالصعلكة بمعانيها السلبية ،ثم يأتي الرواة يلفقون عليه ماشاءوا من قصص وأقاويل.

حقيقة يؤسفني ان اعضاء منتديات زهران لايعرفون مامعنى الشنفرى وهو لفظ دارج من ألالفاظ المستخدمة لدينا نحن أبناء زهران كانت ومازالت تطلق على الشخص عندما ينتابه حالة انفعال وتغير في السلوك وعدم السيطرة على مشاعر الغضب.

المتواتر أن الشنفرى ثأر لأبية عندما كبر وعلم بمقتله والثأر هي عادة من عادات الجاهلية،وكان أبوه في موضع من أهله أي (لحمته) ولكنه كان في قلة , فلما رأت أم الشنفرى أن ليس يطلب بدمه أحد ارتحلت به الى اهلها بني عدي بن كعب من دوس بني فهم من زهران، وقاتل أبيه سيد من سادات بني سلامان بن مفرج الشرفاء الأجلاء فطالما هو سيدهم ولاتقوم القبيلة إلا بأمره فمن يأخذ بثأره فلم يطلبوه وتركوه والشنفرى يومئذ مولود صغير ولكن من عادات العرب الثأر لايتقادم بتقادم الزمان والسنوات ومن لم يأخذ بالثأر يوصف بالمذمة والعار ، وعندما أخذ بثأر ابيه وقام بقتل قاتل أبيه ، جعل يغير على جماعته بني سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران في بيده فيقتل كل من أدرك منهم انتقاماً منهم ، ولذلك فإن عملية الثأر قد تقع على الشخص الجاني وقد تقع على غيره بأن يقتل ولي الدم أحد أقارب القاتل أو واحداً من عشيرته، كما أن الثأر قد يقتصر على قتل شخص واحد مقابل القتيل، وقد يتجاوز إلى قتل عدد أكبر كما هو الشائع في معظم قضايا الثأر التي سادت المجتمع الجاهلي وارتبطت بشخصية الإنسان العربي ونظامه القبلي القائم على العصبية والتفاخر بالكثرة والانتقام بأعلى قدر من الشدة والقسوة .

أما ماقيل انه اسر وانه عبد وأنه سمي الشنفرى لغلظ شفتاه كل هذا الكلام ليس بصحيح.

اخي لاتصدق كل مايكتب ويقال لو صلبوه لما وجدت قبره بجوار اخواله فهم في قرية سلامان.

بل حبكوا حوله الأساطير وقدموه لنا باسم (ثابت بن أوس الأزدي) على أغلب الروايات ،وجعلوه صعلوكاً قاتلاً ، لقد وقع الرواة والأخباريون والمؤرخون في خلط كبير ، ونقلوا إلينا الأخبار دون تمحيص دقيق ، أو تحكيم لعقل سليم ، سوى الأعتماد على سند يحسبونه ثقة.
ولكن لن نحيد عن التمواتر والمستفاض لدينا. هذا والله اعلم.
شاذان اليحمدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس