عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2012, 12:00 AM   #19
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ┏ıl ̽[ أوراق الورد ]lı ̽┓

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:darkred;border:4px ridge black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

شجرات الشتاء
يممتهن اليوم فإذا هن ذابلات
عليهن الضحى عريانا وكن من ورقهن في حلل الظل ،
وفيهن انكسار
ذي العارية وكان يتجمل بعاريته
ثم ردها فما يتوارى إلا من الأعين
التي كان يتعرض لها من قبل ،
ويحس أنه أصبح لحنا من خطأ فاحش في لغة النعمة
واليسار ، لا يكاد يظهر نفسه إلا قيل له :
يا غلطة تحتاج إلى من يصححها ...
ورأيتهن واقفات في مثل ذلك الحزن النسائي الغرامي
الذي يخلط المرارة في حلاوة
المرأة الجميلة
فتبدي عن عاطفة مسكينة لا يصورها لك إلا أن ...
أن تتخيل جزع
لؤلؤة تخسى أن تتحول إلى حصاة ..
ذليلات ذليلات كأنهن مطلقات الربيع ....




وقالت لي صديقة منهن :
لقد كنت في جانب منا ،
أفمنحرف أنت إلى الجانب الآخر ؟

وكان لك فينا من رأي الحب ما يكسونا مع كسوتنا ،
أفيكون لك من رأي البغض ما
يجردنا مع تجردنا ؟ أم ستقول :
طاووس انسل ريشه الجميل فرده القبح دجاجة ،
وشجرة سلبت زينتها فعادت كأن لم يخلقها الله ولكن أقانها نجار . . .
أم انت رادنا
إلى المسخ فمجر علينا حكم الرجل على المرأة ،
متى قبحت في عينه قبحت في قلبه
إذ لا يطلب إلا معنى فيها تحت الرونق لمعنى فيه تحت الدم ،
فإذا هي لم تعد من
إيمانه . . .كفى ذلك وحده أن يجعلها من كفره ...
أظالمني أنت فتعرف لي ذلا بعد عزة ،
وتصف لي خضوعا بعد كبرياء ، ولا تضع
بإزائي في ميزان قلبك إلا المعاني الثقيلة التي تلقيها
تزن بها ما تكره لكي تمتلأ نفسك
منه بغضا وكراهة ؟





كلا يا صديقتي !
إنما تتحولين لأجد منك معنى جديدا في نفسي .
فكأنك تخرجين مني
رجلا في الربيع ورجلا في الشتاء ،
وكأني أعرف بك كيف أتحول في بعض معاني
الحياة من نسيم إلى عاصفة ،
أنت كالحبيبة المخلصة التي تبالغ في إصفاء الود ،
فتمتنع وتهجر لتهب محبها الفكر في جمالها
كما وهبته النعمة بجمالها ، فيصيب اللذة
ومعناها ، ثم يجد الشوق الذي يضاعف معناها ،
فإني رأيت الذي لا يفكر في معاني
الجمال حين يمتنع ويبعد لا يدرك كل معانيه حين يمكن ويدنو.
ومن امتلأ من
فقد السرور ،
كان حقيقا أن يكون هو الذي يمتلئ من وجوده ،
فاللذة لذة واحدة بنفسها
، ولكنها تتعدد بموقعها وبحالتها بمقدار فهمها وبقوة الشوق إليها ،
وما أشبه النفس في
هذا المعنى بقصر العروس ،
إن لم تتقدم العروس معانيها فتزين القصر وتزخرفه
وتكسوه وتجعل في كل مكان منه جمالا يومئ
إليها وزينة تشاكلها وحسنا يتمها أو
يفسر منها –لم تكن العروس على القصر إلا أرملة .
كلا يا شجراتي ،
فلست ظالما فأجري عليكن حكم المرأة في شتاء حبها ، فإن المرأة
متى بردت . . .ظهرت كالسحب الثقيلة المطبة بأرجائها السوداء :
لها في سمائها
لون الوحل قبل أن تستوحل بها الأرض . . . .
وبها من الظلمة ملء ليل طويل
يموت فيه النهار الطالع وشمسه معا . . .
ويكلح بها وجه الحب ويبرد ويظلم لتكون
في بلائها مادة إنسانية تقع منها صاعقة . . .





آه لو أن شجرة لم تحمل كل أغصانها
إلا من قشور الثمر المطروحة في الطريق ،
لكانت هذه المرأة أسخف منها ،
ولو أن شجرة حين أورقت لم تورق من جذعها إلى
بواسقها وأعاليها إلا بأجنحة الذباب . . .
ليتقذر صاحبها .لأشبهتها هذه المرأة !!
كلا
يا شجراتي ،
فقد ذهب ربيعي مثلكن
ولم يكن ربيعا في قلبي ،
فسأقضي شتائي
وأنتظر أنا وجذوري ،
إنه عهد ليس أشقى منه لوعة
ولا أسعد منه ذكرى إذا جعلنا
نحن إلى حياة ليست في حياتنا ،
بل ذهبت عنا بحبيب نأى أو حبيب هجر.



عجبا!
ماذا يحدث في الحياة من هنات وهنات ؟
تمرض الشجرة فصلا من سنتها
وتشرف على الموت فصلا آخر
ثم يطير فيها لهب الشمس فإذا هي تغلي بالشعاعا
وعليها ضبابة خضراء من غليان ألوان الشمس في جوفها ،
فليس من جمال إلا
وبعض مادته في أصلها من القبح كما ترى ،
يظهر لك في الطبيعة الجميلة ، لأنها
عدوة التصنع ،
ويخفى في النساء الجميلات ،
لأنهن عدوات الطبع ،
حتى أجمل ما
في المرأة ا لجميلة ،
لا تراه بعيدا من أقبح ما فيها
حتى دلال المرأة التي تحبها ،
فهو
بعينه لو حققت ،
هو معنى ظريف رقيق من . .
من . . وقاحتها . . .



أين الجزء المسكر في الكأس إلا مع غير المسكر فيها ؟
وأين المرأة الجميلة إلا مع
مكروهاتها يغرك منها ما يغر ؟
لهفي لأشجار المحبة مر فصل ربيعها
جد الهوى في عرسها ليجد في تقطيعها
كل الفتوق لها الرقاع ترم من تصديعها
وإذا تمزقت المحبة حرت في ترقيعها ....!

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 05-09-2012 الساعة 12:25 AM. سبب آخر: خطأ املائي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس