الموضوع: حكايات القرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2013, 03:06 PM   #9
محمد أحمد الزهراني
 
الصورة الرمزية محمد أحمد الزهراني
 







 
محمد أحمد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: حكايات القرية

2-
"من هي المغزولة التي قبلت به ؟

عبر الرادي:
عرف الناس أن " فيصل مات".
لقد شاهدت البعض منهم يبكي بشدة, كان لديهم إنتماء للبطولة
, حتى أنهم فيما بعد كلما مات لهم قريب قالوا:
"الله يرحمه مات قبله فيصل".
..وفي سنة القرية:
درس الذكور ولم تجد البنت الوحيدة مدرسة في ذلك الوقت.
فبقيت مع امها في البيت.تسرح للحطب مع أمها "الحبلى ",
وتتعلم كيف تستقي .واجهت شظف الحياة من صغرها.
كنت أتساءل : كيف تتحمل كل تلك الأدوار والأعمال الشاقة؟
وحينما أتفحص شخيصتها ألآن أردد :
شكرا لتلك المشقة ،التي علمتها تحمل المسؤؤلية.
وسبحان الله بعد مرور السنين أصبحت هذه الأخت أماً للجميع بعد وفاة والدتها رحمها الله.

" الآن اعتبرها آخر جيل الطيبات"!!

في القرية كنت الوحيد الذي يملك حقيبة مدرسية من الجلد".
جاء بها أبي مع مسطرة ومرسمة وبراية ,وعلبة "تشاكيل "
يسمونها الآن " علبة الألوان".
في الصباح أسرح إلى المدرسة محملاً بالخبزة وحلاوة شامية أو طحينية.
مبللة بالسمن . كان أقراني في المدرسة يحملون دفاترهم في خريطة
او قطعة قماش بيضاء تم تحويلها إلى حقيبة مدرسية.لم يمنعهم ضيق الحال
أن يصبحوا فيما بعد أطباء ومهندسين ودكاترة ورجال أعمال وبشر نابضين بالحياة.
فقر القرية لم يقتل فيهم نبل الأخلاق والذكاء الاجتماعي.

كل صباح نجتمع باكراً بالقرب من البئر .كان نقطة التجمع ويتقدمنا الأكبر سناً,
تحملنا البهجة ,"ونسرح بعرضة ونرجع بعرضة".

هكذا كان "طابور الصباح في القرية :
"اي نحن زهران ونعم
مايطون الترك واد لين ناهب فيه مقبره"

هؤلاء هم الزهارين كانوا كالعصافيرالتي تحب الغناء والبهجة.

وكانت للطفل مشاهد لا ينساها خصوصا إذا كان محباً للفن والقصايد.
كنت أردد مع أقراني :
ياحديًا غطرفي للذيب "
وأعتقد ان الحديا هي حبيبة الذيب لذلك تغطرف له!!

.. تقارب السنة على الرحيل.
وفي نهايتها تزوج العم الأقشر "راعي المشاكل ".
قالوا "ليته يعقل ونفتك منه"
كنت أردد داخلي :
"من هي المغزولة التي قبلت به "؟
كان قدرها الذي ستؤجر عليه ان شاء الله .
في يوم زواجه كانت "صده عظيمه".
فرح الناس لأنهم يحبون الفرح وأعتقد لأنهم سيكتفون شره ولسانه البذيء.
أصطف النساء والرجال بجانب البئر . تشابكوا في رقصة "الشبك".
وكانت آخر مرة لهذا النوع من اللعب .
ابتهاج الناس بالزواج وبالضيفة الجديدة شيء عجيب حقاً.
كانت العروس ضيفة قابلها الكل بالمودة لتشعر انها انسانه.
ما أجمل قلوبهم الحية.انخرطت معهم في كل الأنشطة مثلها
مثل أي فرد في المنزل .تعبت في البداية وتشربت عصبية زوجها
, وشربت القطران والمرارة,ولما كبر "السفان "
, عاد العم القاسي كالطفل الوديع بين يديها.
فسبحان مغير الأحوال.
.......
وحين كبرت سألت والدي لمعرفة الهدف من رقصة الشبك :
" لماذا كانوا يتشابكون ويرقصون بهذه الطريقة "
أجابني : " صحيح كانت جاهلية لكن النفوس نظيفة".
وأظاف : " الحرمة كانت شريكة في كل شيء".
" كنا إخوه كبرت في قلوبنا الشيمة
ومانرضى بالهروج اللئيمة"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
"ليت لي برك الآصادير واتغرز منه"
أخر مواضيعي
محمد أحمد الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس