عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2013, 02:17 PM   #9
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( طموحات وأبداعات شباب وشابات الإمارات ))

محسن سليمان: القصة في الإمارات تحتاج إلى تراكم الخبرات

في مجموعته القصصية “خلف الستائر المغلقة” التي تشتمل على نحو خمس عشرة قصة قصيرة والصادرة عن دار فضاءات في العاصمة الأردنية عمان في العام الماضي يلتقط القاص الإماراتي محسن سليمان الكثير من نبض المجتمع الحديث الذي ينفتح على قضايا ومشكلات وتفاعلات جديدة هي بمثابة كسر للتابو المتعارف عليه في القصة الاجتماعية التي تتناول في الغالب موضوعاً واحداً، ومثل هذه الإزاحة ولنقل الجرأة في التناول تدفع المتلقي لمتابعة الحادثة- الأقصوصة حتى نهاياتها، وهو مدفوع بإثارة غامرة لمعرفة بقية التفاصيل، وربما هذه واحدة من أساسيات نجاح القصة التي يكتبها سليمان، أما ذلك الشيء الذي يمكن التوقف عنده فهو تلك الالتقاطات الذكية في مضمونها وتشعباتها المتناقضة، يوازيها حرص لا يقل ذكاء في إبداع مشهدية تصويرية شبه سينمائية تتناغم مع توتر الحدث في كل قصة على حدة .


يمارس سليمان الكتابة للمسرح والسينما أيضاً، كما حاز على جوائز محلية وخليجية عدة أبرزها المركز الثاني على مستوى جامعة الدول العربية في ملتقى الشباب العربي في الاسكندرية عن قصة “جونو” يوليو/تموز ،2008 والمركز الأول على مستوى الإمارات في مسابقة جمعية المسرحيين عن نص “ريا وسكينة”، وجائزة الشارقة للإبداع العربي عن مجموعته “خلف الستائر المغلقة” .


يتحدث سليمان عن فهمه للابداع القصصي قائلاً: “منذ وعيت على حب القراءة توقفت طويلاً عند نموذج القصص التي يكتبها يوسف ادريس، كما توقفت عند تجربة القاص زكريا تامر ومن بعدهما أسرتني غرابة وفانتازيا المناخ القصصي والروائي لغابرييل غارسيا ماركيز، وكانت هذه الحصيلة متزامنة مع عشقي للمسرح ومشاهدة الأفلام، وهو ما انعكس بشكل شبه صارم في القصص التي أكتبها، ويتناغم كثيراً مع تلك المشهدية التصويرية أو المسرحية، وربما السينمائية” .


يعتقد سليمان أن فن كتابة القصة لا بد له من مقومات أساسية ومنها القدرة على شحذ الخيال، حيث يصبح القارىء كأنه أمام مشاهد حيوية يومية ونابضة، غير أن ما يختلف هنا، كما يؤكد سليمان هو قدرة الكاتب على تجسيد هذه المشاهد وترجمتها بصدق كما لو أنه يعيشها على نحو حقيقي، هنا تصبح القصة قادرة على إثارة خيال المتلقي فتدفعه للتفاعل معها بكل تلقائية، أو لنقل على نحو مغامر واستثنائي، ومثل هذه العوامل يعتبرها سليمان قادرة على جذب القاريء وجعله مشاركاً في كل تفاصيل القصة، ليقف الكاتب والمتلقي على مسافة واحدة من بؤرة الحدث، أما بقية عناصر القضية فتعتمد على إثارة من نوع مختلف تتجسد على نحو درامي مع قدرة القاص على إبراز خفايا وتفاصيل الواقع الذي يتجول حولنا مع مرور الساعات وربما الدقائق والثواني .


يتخيل قارىء معظم قصصه القصيرة أن سليمان وهو الذي يتقن فن تسجيل اللقطات والمشاهد الكثيرة أنه يكتب القصة متأثراً بالكتابة المسرحية التي يمارسها، وهو ما ينفيه سليمان الذي يؤكد أنه بدأ بكتابة القصة القصيرة أولاً، حيث عدد مجموعة منها سبقت مغامرته في للمسرح، ومثل هذا المزج الذكي بين المستويين المسرحي والقصصي ليس طارئاً كما يؤكد سليمان وإنما هو نتيجة خبرة ربما يكون منبعها ذلك القلق والحساسية التي تتفاعل مع الأشياء والحوادث والقضايا التي تهمه وربما تهم غيره من الناس .


وحول ما إذا كان يعتمد في كتابته على تجربة شخصية وذاتية، يقول سليمان “أنا لا أنكر ذاتيتي في مجمل القصص التي كتبتها ولكنها ذاتية تأتي في مقام ثان، بمعنى أنها خلفية لتأثري وانفعالي بهذه الأحداث التي أشاهدها واتعايش معها” .


وفي رده على مسألة الموازنة بين كتابة القصة والمسرح، يرى سليمان أن الموضوع خاضع لنوع من التقسيم الزمني الذي يفصل فيه بين زمن كتابة القصة وتفرغه في زمن آخر لكتابة المسرح، وهنا يتطلب الأمر من وجهة نظره تخطيطاً صارماً نوعاً ما لإنجاز كل من المشروعين من دون أن يؤثر أحدهما في الآخر .


وحول وجهة نظره في التطور الذي أحرزته تجربة الشباب الإماراتيين في مجال القصة القصيرة وما إذا كانت اكتسبت خصوصية تتجاوز ما هو مطروح، يعتقد سليمان أنّ هذه التجربة على أهميتها ما تزال تحتاج إلى تراكم الخبرة .


وبالنظر إلى ما أنجزته التجربة المسرحية في الإمارات من تقديم تجارب متميزة عبر تاريخها الطويل، يتوقف سليمان عند بعض القضايا التي يجب حسمها في هذا المجال وهي ضرورة توافر كتّاب متخصصين في الفن المسرحي وأن لا يترك هذا المجال الإبداعي الحساس للكتّاب الهواة فقط .


يخطط سليمان لكتابة مجموعة قصصية مغايرة تحت عنوان “كائن كالظل”، والمجموعة يعتقد سليمان أنها ستشكل تجربة جديدة من حيث الشكل حيث تعد نقلة نوعية في الخط البياني لتجربته السابقة، والموضوع الأساس لهذه التجربة فيتقاطع مع تشابكات وتعقيدات التركيبة السكانية في الإمارات ومن المتوقع لهذه المجموعة أن تصدر متزامنة مع معرض الشارقة للكتاب المقبل .


في قصتيه القصيرتين “هذيان” و”في مهب الريح” يعيش القارىء أجواء الروائي عبدالرحمن منيف في “قصة حب مجوسية” غير أن ما يختلف هنا، هو تلك الجمل القصيرة وتلك اللقطات التي تصور ما يعتمل في نفس الكاتب على نحو متلاحق، وإذا كانت الحادثة عند منيف تدور في فضاء عمل روائي وأحداث كثيرة فإنها عند سليمان لا تستغرق الخمس دقائق وربما العشر دقائق، وهنا تتجلى براعته في قوة الالتقاط والتأثير في المتلقي على طريقة اللقطة المغامرة التي تبهر على نحو شعري لينتقل بعدها إلى قصة أخرى وثالثة وهكذا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس