عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-04-2008, 08:12 PM
محمد القفاري العزيزي محمد القفاري العزيزي غير متواجد حالياً
 






محمد القفاري العزيزي is on a distinguished road
Post الملك عبدالعزيزبن عبدالرحمن ال سعود ( توحيد المملكة العربية السعودية)

(لمحات من حياة رجل من رجال الإسلام ، تضرب به الأمثال في عصرنا الحاضر ‏)
المللك عبدالعزيز ال سعود رحمه الله
ولد الملك عبد العزيز في 19 ذي الحجة بمدينة الرياض عام 1293 هـ (1876 م )‏
و نشأ في كنف والده ، الذي عهد به إلى الشيخ القاضي عبد الله الخرجى من أهل(مدينة الخرج) وكان مقيما ‏بالرياض ، تعلم على يديه القراءة والكتابة وحفظ جزءا من القران الكريم وقرا عليه القران كله ، فأحسن قراءته وحفظ ‏شيئا من الشعر والنثر القديم بجانب الأحاديث النبوية 0‏
ثم تلقى التفسير والحديث والفقه وأصوله والتوحيد على يد الشيخ عبدا لله بن عبد اللطيف ، ونال من هذه العلوم حظا ‏وافرا وفي هذا الوقت أحسن استعمال البندقية وامتطاء النوق وركوب الخيل ، حتى أصبح من الفرسان وهو في سن ‏صغيره 0كان رحمه الله ـ وهو في السابعة حاد الطبع ، دائم الحركة ،لايستطيع الاستقرار في مكان واحد فترة طويلة0‏
وما كان يبلغ الخامسة عشر من عمره حتى اشترك في مفاوضة محمد بن الرشيد ، وعقد الصلح معه سنة 1308 هـ ‏‏(1890 م )فقد كان احد الثلاثة الذين انتد بتهم الرياض وكانت هذه أول مشاركة سياسية له ،‏
ثم قضت الظروف وشدتها وقوة العدو الخارج على الحكم اضطرار عبدا لعزيز الفتى إلى ترك الرياض مع أهله وان ‏يجوب البادية موغلا في منازل أل مرة والعجمان بين برين والإحساء 0 وتعلم في البادية الكثير ، تحمل مكاره العيش ، ‏والصبر على الظمأ والجوع ، والتعب والمبيت في العراء 0 ثم انتقل إلى الكويت بعد ماذهب الى البحرين ليرجع بأهله ‏من البحرين فأقاموا في الكويت ، بمعية والده الإمام عبدا لرحمن رحمه الله ورى الفتى عبدا لعزيز في الكويت مدرسة ‏جديدة تعلم فيها الكثير0‏
فتح الرياض0 عام 1319ه-1902م‎
جاءت المحاولة الأولى لاستعادة عاصمة الدولة ( الرياض ) في عام 1318هـ ( 1901م ) عندما تحرك الشيخ مبارك ‏الصباح على رأس جيش كبير ومعه عبدا لرحمن بن فيصل لمحاربة ابن رشيد،وعندما وصل الجيش إلى (ألشوكي) ‏في الدهناء استغل عبدا لعزيز هذه الفرصة واستطاع إقناع والده و مبارك الصباح بأن يذهب على رأس سرية من ‏رجاله لفتح الرياض وبذلك يضطّر ابن رشيد إلى أن يقاتل بجيشه على جبهتين مختلفتين مما يضعف صفوفه ويزيد من ‏فرص الانتصار عليه، فأذنا له بالسير إلى هناك فقطع المسافة ما بين ألشوكي والرياض في يومين . علمت حامية ابن ‏رشيد بالأمر وخرجت للتصدي له بقيادة عامل ابن رشيد على الرياض ( عبدا لرحمن بن ضبعان ) فقاتلها عبدا لعزيز ‏وهزمها ودخل المدينة ، ثم لجأت الحامية إلى داخل القصر ( المصمك ) وتحصّنت فيه فحاصرها الملك عبدا لعزيز ‏وباشر في حفر نفق إلى داخل القصر وفي الجهة الأخرى دارت الحرب الطاحنة بين ابن رشيد والشيخ مبارك في ‏مكان يسمى الصريف في القصيم على مقربة من الطرفية في 17 ذي الحجة سنة 1318هـ الموافق 7 أيار ( مارس ) ‏‏1901م ، كان النصر فيها من نصيب ابن رشيد وقواته فعاد مبارك الصباح إلى الكويت ومعه عبدا لرحمن بن فيصل ‏الذي أرسل إلى ولده الملك عبدا لعزيز يحذره ويطلب منه ترك محاصرة الرياض والعودة بمن معه إلى الكويت خوفا ‏عليهم من قوات ابن رشيد بعد نشوة هذا الانتصار . استجاب الابن لطلب والده وكان رأيا صائبا من الاثنين فالرأي ‏والحكمة قبل الشجاعة ولكن الملك عبدا لعزيز لم تطل إقامته في الكويت هذه المرة بعد أن ذاق حلاوة النصر وكاد أن ‏يصل إلى هدفه.‏
محاولة فتح الرياض للمرة الثانية
حاول الملك عبد العزيز استئذان والده لتكرار المحاولة وطلب منه مخاطبة الشيخ مبارك الصباح لأخذ الإذن له ومنحه ‏المساعدة اللازمة، وتحت الإلحاح القوي والإصرار الشديد وافق الإمام عبدا لرحمن بن فيصل وخاطب الشيخ مبارك ‏الصباح لتسهيل المهمة ،وافق الشيخ مبارك الصباح وقام بتزويده بأربعين ذلولا ، وثلاثين بندقية، وزادا يكفيه ومن معه ‏، وقال له مباركا خطواته : البلد بلدك، والأهل أهلك، متى ما ضاقت بك السبل عد إلينا تجدنا كما كنا. فشكره عبدا ‏لعزيز وودّعه أجمل وداع وخرج من الكويت في أربعين رجلا من آل سعود والموالين لهم وفي الطريق انضم إليه ‏العديد من الرجال ليصبح عدد رجاله يربو على الستين رجلا، فأكمل مسيرته حتى وصل إلى ( يبرين ) بسرية تامة، ‏وهناك تفقّد رجاله الثلاثة والستين استعدادا للزحف على الرياض واستردادها . يقول الملك عبدا لعزيز : " افتكرنا مع ‏ربعنا فيما نعمل، فاتفق الرأي على السطو على الرياض فربما حصلت لنا فرصة في القلعة نأخذها بسياسة، لأنه في ‏الظاهر كانت علينا جواسيس . " وفي هذه الأثناء وصلت رسالة من الإمام عبدا لرحمن بن فيصل، قرأها الملك ‏عبدا لعزيز ثم جمع رجاله حوله لاستشارتهم حيث قرأ عليهم الرسالة وقال : " لا أزيدكم علما بما نحن فيه وهذا كتاب ‏والدي يدعونا للعودة إلى الكويت قرأته عليكم، أنتم أحرار فيما تتخذونه لأنفسكم، فمن أراد الراحة ولقاء أهله فإلى ‏يساري إلى يساري . " فتواثب الجميع إلى يمينه معلنين قرارهم التاريخي بأن يصحبوه حتى يتحقق الحلم الغالي بإذن ‏الله عندها التفت جلالته إلى مبعوث والده وقال له: " سلم على الإمام وخبره بما رأيت واسأله الدعاء لنا، وقل له إن ‏موعدنا إن شاء الله في الرياض . "‏
وقد اضطر الملك عبدا لعزيز إلى إتباع سياسة التخفي نظرا للمخاطر التي كانت تحيط بهم، فأقام مع رجاله في الربع ‏الخالي حتى تنصرف الأنظار عنهم . يقول الملك عبدا لعزيز : " أخذنا أرزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي ولم يدر أحد ‏عنا أين كنا ، فجلسنا شعبان بطوله إلى عشرين رمضان ثم سرنا إلى العارض . " ثم بدأ الملك عبدا لعزيز في تنفيذ ‏خطته حيث تحرك برجاله في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 1319هـ ووجهته الرياض فوصل إلى مورد ‏‏( أبو جفان ) يوم عيد الفطر، وفي 4 شوال الموافق الثالث عشر من كانون الثاني ( يناير ) سنة 1902م وصل إلى ‏‏( ضلع الشقيب ) الذي يبعد عن الرياض ساعة ونصف بالإقدام، وكانت الساعة الثالثة بالتوقيت العربي (التاسعة ليلا ‏زوالية) فترك عند الإبل والأمتعة عشرين رجلا لحراستها وليكونوا مددا وعونا عند الحاجة وقال لهم: " إذا ارتفعت ‏الشمس ولم يأتكم خبرنا فعودوا إلى الكويت وكونوا رسل النعي إلى أبي وإذا أكرمنا الله بالنصر فسأرسل لكم فارسا ‏يلوّح لكم بثوبه إشارة إلى الظفر ثم تأتوننا " وتقدم بالأربعين الآخرين ومن ضمنهم أخيه محمد بن عبد الرحمن وابنا ‏عمه عبد الله وفهد آل جلوي ، فدخل بساتين نخل في شرقي الرياض يقال لها ( الشمسية ) .‏
يقول الملك عبدا لعزيز : " فنحن مشينا حتى وصلنا محلا اسمه ضلع الشقيب يبعد عن البلد ساعة ونصف بالإقدام، هنا ‏تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على أرجلنا الساعة السادسة ليلا، وتركنا عشرين رجلا عند الجيش والأربعون مشينا لا ‏نعلم مصيرنا ولا غايتنا، ولم يكن بيننا وبين أهل البلد أي اتفاق . "‏
وفي بستان قرب بوابة الظهيرة خارج سور الرياض استبقى الملك عبدا لعزيز ثلاثة وثلاثين رجلا من رفاقه وجعل ‏قيادتهم لأخيه محمد بن عبدا لرحمن كقوة مساندة عند الحاجة وقال لهم : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ! إذا لم يصل إليكم ‏رسول منا غدا فأسرعوا بالنجاة واعلموا بأننا قد استشهدنا في سبيل الله ) .وتقدم بالسبعة الباقين لمهاجمة منزل عامل ‏ابن رشيد ابن عجلان ففوجئ بما لم يكن في الحسبان عندما علم من زوجة عجلان أنه يبيت في ( المصمك ) ولا يخرج ‏منه إلا في الصباح لتفقد الخيل، عندها أرسل الملك عبدا لعزيز في طلب أخيه محمد بن عبد الرحمن ليأتي بمن معه ‏للتشاور فيما يمكن عمله، فدخلوا البيت متسللين وتشاوروا في تنفيذ الخطة، وكانت الساعة التاسعة والنصف عربية، ‏والفجر يطلع الحادية عشر ، فأكل الملك عبدا لعزيز ورجاله شيئا من التمر كان هناك ثم ناموا قليلا ، وعند انبثاق ‏الفجر نهضوا فصلى بهم جلالته وأخذ يتحدث إليهم حتى بزوغ شمس يوم الجمعة الخامس من شهر شوال سنة ‏‏1319هـ الموافق 15 كانون الثاني ( يناير ) 1902م .ثم تقدم برجاله واقتربوا من الساحة التي يتفقد فيها ابن عجلان ‏الخيل منتظرين خروجه ، وبعد فترة بسيطة خرج عجلان من البوابة ومعه بعض رجاله فوقعت عيناه على الملك عبدا ‏لعزيز فعرفه بهيئته وطول قامته التي اشتهر بها ، فحاول ومن معه الهرب منقلبين على أعقابهم ، فأطلق عليه الملك ‏عبدا لعزيز بندقيته فأصابه في غير مقتل ، ثم لحق به وأدركه قبل دخوله من الخوخة ( الباب الصغير في البوابة ‏الكبيرة ) فأمسك برجليه وتعلق ابن عجلان بيديه من الداخل ، وفي هذه الأثناء رماه فهد بن جلوي بالحربة ( الشلفا ) ‏فأخطأته واستقرت في الباب ،عندها تمكن ابن عجلان من الانفلات والدخول إلى القصر ، فلحق به عبدا لله بن جلوي ‏إلى الداخل ولحق به العشرة الآخرون واستطاع قتل عجلان ، ثم هجم بقية الرجال على من في القصر من الحامية ‏فقتلوا أكثر من ثلاثين رجلا وتحصّن نحو العشرين في إحدى الجهات ، فأمّنهم عبدا لعزيز على أرواحهم واستسلموا ، ‏فنادى المنادي : ( الملك لله ثم لعبدا لعزيز بن عبدا لرحمن بن سعود ) وجاء الناس من كل مكان وتجمعوا في قصر ‏الحكم ، يرحبون بالأمير عبدا لعزيز ، ويبايعونه زرافات ووحدانا ، والفارس الشجاع يدعوهم إلى تناسى ماحدث في ‏الماضي والى المحبة والتعاون والاستعداد للمستقبل 0‏
ولم يضيع الملك عبدا لعزيز لحظة من وقته فقام بالبناء والتحصين والاستعداد لكل مايطرا من أحداث وكتب للوالد ‏الأمام عبدا لحمن أن يأذن لاخية سعد بالقدوم إليه ومعه نجدة من الرجال والعتاد ،ثم أرسل إلى والده بالكويت يطلب ‏إليه العودة إلى الرياض ، فودع الإمام الشيخ مبارك ، وغادر الكويت تلبية لولده ، وبعد أيام معدودات وصل الإمام ‏عبدا لرحمن إلى الرياض بسلام فأسرعت الوفود من كل مكان للتهنئيته والسلام عليه وتجديد البيعة لإل سعود ، ثم دعا ‏الإمام شيوخ العاصمة وعلماءها إلى اجتماع طلب عقده في المسجد الكبير بالرياض بعد صلاة ألجمعه وقف الإمام ‏فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على نبيه صلى الله علية وسلم وأعلن أمام الجميع تنازله عن جميع حقوقه في الإمارة ‏والإمامة إلى ابنه البار عبدا لعزيز 0‏
وتمت البيعة لعبدا لعزيز، وأصبح قريبا من الله فهو سيتولى أمر عباده ، متحملا مسؤولية من تولى أمرهم ، فليضاعف ‏النشاط ، والمساعدة والتوفبق0‏
توحيد المملكة:-‏
بعد دخول الملك عبدا لعزيز الرياض عام 1319 هـ اخذ يفكر في توحيد مملكته وتخليص شعبها من العصبية القبلية ‏والتناحر المستمر بين ابناء القبائل وهيمنة القوي على الضعيف ورسم – رحمه الله – خطة حكيمة لتوحيد المملكة ‏وضم أجزائها على عدة مراحل كمايلى‏
• في عام 1320 هـ ضم منطقة الخرج والقسم الجنوبي من نجد 0‏
• وفي عام 1321هـ ضم منطقة سدير والوشم 0‏
• وفي عام1324هـ ضم منطقة الزلفي0‏
• ودخل مدينة بريده عام 1326هـ 0‏
• وفي عام 1331 هـ ضم مدينة الاحساء0‏
• وضم مدينة حائل عام 1340هـ وفي نفس العام ضم منطقة عسير على يد ابنه الملك فيصل طيب الله ثراه0‏
• وفي عام 1343 ضم مكة المكرمة والطائف0‏
• وفي عام 1344 هـ ضم المدينة المنورة على يد ابنه الأمير محمد بن عبد العزيز رحمة الله وفي نفس ألسنه ‏ضم جده
• وفي عام 1351 هـ أعلن الملك عبدا لعزيز رحمه الله توحيد المملكة تحت مسمى ( المملكة العربية السعودية)‏
‏ وبعد إعلان اسم المملكة وإخضاع أطرافها لجلالته اخذ على عاتقه الإصلاحات الإدارية والنهوض بالبلاد من ‏ظلمات الجهل التي تعيش فيه ثم قام بجهود جبارة شملت هذه الجهـود كثيرا من مظاهر الحياة حينذاك‎ ‎السياسية ، ‏والإداريـة و الاقتصاديـة و الاجتماعية فمن إنشاء الهجر التي عزم جلالته‎ ‎على إقامتها من أجل جمع شمل ‏القبائل و توفير البيئة الاجتماعية المناسبة لخدمتهم و‎ ‎تحسين معيشتهـم و دمجهـم في مجتمـع واحـد إلى اهتمامه ‏بالسياسة منذ دخوله الرياض‎ ‎حيث وضع أسسها و مبادئها على تأسيس دولة حديثة تستند على الشريعة ‏الإسلامية و السنة‎ ‎النبوية في نواحيها كافة‎. ‎كما أولى جلالته اهتماما خاصا بالتنظيم الإداري للدولة حيث كان ‏ضم‎ ‎الحجاز هو المحك الأول في الاهتمام بالتنظيم الإداري الحديث ، واهتم كذلك اهتماما‎ ‎كبيرا بالتعليم حيث ‏اصدر أمرا بإنشاء مديرية المعارف في عام 1344 هـ ‏‎ .
كما لم يدع مجالا يدعم البنية التحتية للدولة إلا وأعطاه حقه من التأسيس‎ ‎والرعاية في مجالات مختلفة كما أنشاء ‏الطرق والمواصلات وربط مناطق بلاده المترامية‎ ‎الأطراف بأنظمة البرق والبريد والهاتف0‏
حفلت حياة الملك المؤسس بالكفاح و البناء‎ ‎اللذين امتدا أكثر من خمسين عاماً ، و كانت وفاته ضحى الاثنين 2 ‏ربيع الأول 1373هـ‎ ‎الموافق 9 نوفمبر 1953م بالطائف وصلى عليه في الحوية ، و نقل في الحال بالطائرة ‏إلى الرياض‎ ‎فدفن في مقبرة أسلافه من آل سعود رحمه الله رحمة واسعة0 ‏‎ ‎
‏ (هذه لمحات من حياة رجل من رجال الإسلام ، تضرب به الأمثال في عصرنا الحاضر
)‏
المراجع
‏1-الملك عبالعزيز رؤية عالمية للدكتور ساعد العرابي الحارثي0‏
‏2-المعلومات المفيده عن بلادنا الحبيبه (مسفر بن هادي القحطاني )‏
‏3- الملك عبدالعزيز ال سعود ( عبدالله حسين الموجان)‏

اعدد/ محمد علي الجنوبي