[زهران المجد]

بعثرت همومي بين اوراقي لكي احتضن روائح الزمن العتيق الذي لم يتبقى لي منه سوى ذكريات صفراء يبست اوراقها لتصبح هشيماً لا قيمة لها ... منذ طفولتي وانا اعلم تماماً بان الحلم عادة ما يكون سراباً تسافر به الرياح في اي لحظه تشاء وكنت حينها اعلم بانك حلمي الذي اترك عند حافته خوفي ...
كنت ولا زلت اشتاق لاحضانك الدافئة وكلماتك النابعه التي استباحت سكون قلبي الصغير ومشاعرك التي احيت فيني سوره المحطم منذ سنين ...
ما ازال اتذكر كل يوم عشته معك وتحاضنت عيناي بعينيك الدافئتين ...
وما زالت أذكر دمعتك التي ما ان تبداء بالبكاء تملاء دنيتي احزاناً والتياع عليك ...
آه كم اشتقت اليك انت وحدك دون بنات حواء .... وآه كم اشتقت الى نظرة عينيك التي تجعلني بآمان ... وآه كم اشتقت لانفاسك العطره تلفح رقبتي ووجهي وكل مافيني كلما اقتربت مني ...
اين انتي يا سر مهجتي وسروري ... اين انتي يا مبهج قلبي ودنيتي ... لقد بحثت عنك طويلا ً ... وسالت عنك كل نجم في السماء وكل نسمة هواء على الارض ... سألت عنك اشجار الربيع وثلوج الصقيع ... سالت عنك اوراق الخريف ولهيب الصيف القاتل ... سألت عنك الطيور التي تهاجر من مكان الى آخر علها رأتك في مكان ما فتخبرني ... وبحث عنك كثيرا لكي اقول لك اني في احتياج اليك فلا تدعني اسيرة في هذه الدنيا لوحدي ... فاني لا آمن لغيرك من البشر فانت روحي التي احببت وانت قلبي الذي اعيش به وانت كل شي فيني يجعلني احيا لكي اسعد ...
اتذكرين عندما كنت قبل بضع سنين هنا واقفة امامي ؟ ... أتعرفين ما كان شعوري حينها ؟ .... لقد كنت اخاف من الاقتراب منك اكثر مما ينبغي لكي لا تبتلعك اشواقي فتبعدني عنك !!! وتحرمني من ان أراك مرة اخرى ...فكنت حينها اريد ان اشبع عيناي بروياك واروي ضماء السنين بحديثك العذب واتسأل في ذات الوقت عن حنيني وصبري وحبي لك !!!
فا إلى متى سيضل الحنين يجتاحني اليك ؟؟؟
والى متى صبري سيصبر عليك ؟؟؟
والى متى ستجعلين قلبي يدمع منك ومن رحيلك ؟؟؟؟
فها هي اوراق حبي بدأت في التساقط ليس في فصل الخريف فقط وانما في الفصول الاربعه فكل فصل من فصول السنة يتساقط فيها عبق من الاوراق التي كانت تسامرني لذكريات كنت فيها انت الفتاة الوحيدة في قلبي ...
ولكن ما يزال الأمل يضئ دروب قلبي وسيخضر في عامه الجديد بحبك فانت وحدك الذي احب