عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-09-2008, 12:10 AM
الصورة الرمزية ميمي قرشي
ميمي قرشي ميمي قرشي غير متواجد حالياً
 






ميمي قرشي is on a distinguished road
Post اينا اسرع ختما للقرآن...........؟

يوم أن كنا صغاراً نسابق بعضنا أينا أسرع ختماً للقرآن، وأينا أسرع قراءة، وأينا الذي يصل لآخر السورة أولاً، ومع لطافة هذه السباقات وفضلها إلا أنها جزء من سمة عامة للتربية التي تقدم (الكيف) على الكم، وتحرص على (العدد) مقابل (الصفة والأداء)
لا يقف عند حدوده وآياته ومعانيه، وهمه آخر السورة أو آخر الجزء
كما أنكر ذلك ابن مسعود رضي الله عنه على قراء القرآن الكريم
وفي الأثر المشهور عن أبي عبد الرحمن السلمي أنهم كانوا لا يزيدون على حفظ عشر آيات حتى يعرفون معانيها وحقها، ويفهمونها ما فيها من الحلال والحرام والعظة والقصة، ثم يتجاوزونها إلى غيرها.
والمسلمون اليوم بقدر ما ترى المصحف بين أيديهم وربما في صدورهم تراهم أيضا يقتربون من القراءة الروتينية له ويبتعدون عن تأمله وتدبره ويسهون عن سماع تقريعه أو وصفه أو قصته
قال تعالى : "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ".[الحديد:16].

وقال تعالى : "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً".[النساء:82]
فالقرآن يعطي قواعد عامة للتعامل مع الحياة يسلّم لها المسلم وهو في غاية الرضا والفرح بأمر الله.

يقول ابن مسعود : إذا سمعت الله عز وجل يقول في كتابه: "يا أيها الذين آمنوا"
فأصغ لها سمعك؛ فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه.

فهل يعجز المسلم عن تعويد نفسه وأذنه وجوارحه على تسليم نفسه بكل جوارحه ومفاصله ومشاعره للقرآن.

أحيانا أسأل: كيف يؤثر القرآن فينا إذا كانت نفوسنا ملأى بآراء سابقة راسخة ومستقرة، وليس لأحدنا استعداد لأن يغيرها أو يعيد النظر فيها، وعنده آراء لفلان وفلان من العلماء أو الفقهاء
أو غيرهم
وهذه الأقوال مقدمة ومسلمة ، ولا يمكن تجاوزها ولا مناقشتها إضافة إلى شهوات مسيطرة على الإنسان، وخلفيات ثقافية ومعرفية ومجتمعية تضع عشرات العوائق والعقبات أشبه شيء بالغلاف الذي يحجب عن فهم القرآن بكل معانيه فهي الأكنة التي يذكرها القرآن؟!

ونحن لا نشك في إسلام وصدق هؤلاء إلا أن هذا اللاوعي يؤثر في الإدراك حيث لا يشعر الإنسان ما لم يراجع ويحاول بكل قوته وإمكانياته، فإذا اجتمعت كل هذه المشاكل أمام فهم القرآن فكيف سيفهم المسلم هذا النص القرآني العظيم؟

إن علينا أن نحتفي بتوجيه الله، وأن نستسلم ونقف عند كل تصحيح قرآني للأخطاء والعادات المحكمة في مجتمعاتنا، بحيث يكون عندنا استعداد تام لأن نعتبر هذه الأشياء الكثيرة ونقترب من تطبيق وامتثال هذا القرآن الكريم.
وكيف ندرس أسراره وإعجازه وكيف يكون مقوياً لإيماننا في زمن الضعف؟
وكثير من المسلمين يعتقد أن الأجر محصور في التلاوة، وقد تبين أن الأجر ليس مبنياً على كثرة ما يقرؤه الإنسان، بل هو مبني على ثلاثة أمور:
الأول: الوقت، فإذا قضى المسلم ساعة -مثلاً- في قراءة القرآن الكريم كُتِب له أجر ساعة، ولو قرأ بها وجهاً واحداً يردده ويتدبره
الثاني: الجودة، والمهارة فيه وتجويد لفظه والترنم فيه وترتيله، ولذلك يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: "الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران". ويدخل في المهارة فيه: تجويده وضبطه و تأمله والوقوف عنده.

الثالث: الأثر الذي يحدثه القرآن على نفس القارئ والسامع.
وبالتأمل العام للقرآن ودراسته ومدارسته سنكشف الكثير من الأخطاء والمشاكل والعلل والأدواء العقلية والعلمية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية
نريد أن نقرأ القرآن ونسمعه ونُقرئه للناس على أنه للحياة والأحياء، ونريد للقرآن أن يعيش بيننا في واقع حياتنا، وإن الذي يقبل على القرآن يجد فيه من أسرار البلاغة والإعجاز وقوة الإيمان شيئاً عظيماً، خصوصاً في هذا العصر الذي يحتاج فيه الناس إلى تعزيز إيمانهم
وأخيرا:
إن بعض المسلمين يعرفون القرآن للموتى، فهل يعرفونه للأحياء؟
وهل يعرفونه للحياة؟
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".[الأنعام:122