عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2009, 12:48 AM   #9
علي المفضّلي
 







 
علي المفضّلي is on a distinguished road
افتراضي رد: مساكن بطون زهران بين الماضي والحاضر(1-بطن الغطاريف)

أخي فيصل فيصلي
إليك نص مقتبس من كتاب الأنساب للصحاري وهو يفصل كثيراً في يوم حضوة الذي وقع بين دوس وبني يشكر
وحيث أنه لا يوجد لدي وقت للتفصيل فسأضع النص كاملاً ولكم التعليق عليه
وهذا تعليقي بشكل سريع وسأعود فيما بعد للتفصيل ان شاء الله


- يظهر أن الغطاريف كانوا يسمون بني يشكر عموماً
- أزاحوا دوس عن سراتها وأنزلوهم تهامة لبضع سنين (السراة المعروفة حالياً)
- حضوة حالياً قرية ضمن ديار دوس بني فهم، ويبدو أنها التي كانت بها الوقعة
- عويرة القرية المعروفة حالياً من قرى بالطفيل، وهي واردة في النص
- بني ضماد بن الحارث كانوا يسكنون قنونا حسب الوارد بالنص
- وادي قنونا حالياً أعاليه لشمران وأسافله لزبيد وبني كنانة



خبر يوم حضوة
هو من الأيام المذكورة في الجاهلية. وكان بين دوس وبين بني الحارث ان عبد الله بن عامر الغطريف. وكان لهم فيه احسن البلاء.
وكان من خبره ان غلامين من آل الحارث الغطريف، اتيا حكما في دوس. كانت دوس تحاكم عليه، وكان شيخا كبيرا فحسد دوسا موضع الحكم، قوم من العرب، وأتى الغلامان إلى الحكم. فقال احدهما يا عم: احكم بيننا، واخرجه من منزله. فقال احدهما: دخلت في رجلي شوكة، فأنزعها، فنكس الشيخ لينزعها وضربه الاخر بسيفه فقتله. فغضب دوس. وقال لبني الحارث: لا بد من سيد منكم نقتله، فدلوا على رجل يغثونا (يظهر أنه يعني قنونا حسب ما ورد لاحقاً) كان سيدا، فخرج من دوس اربعون رجلا على الخيل. ثم انهم استقلوا خيلهم فأزدادوا حتى صاروا تسعة وسبعين فارسا. فقالوا نكون ثمانين فارسا، فأبتغوا لنا فارسا نتم به ثمانين.
فمروا برجل من دويس وهو يتغنى:
فإن السلم زائدة نواها ... وان نوى المحارب لا يرود
وكان له فرس فارة، فقالوا لا يتبعنكم هذا، فأنه جبان. فأتوا حممة ابن الحارث بن نافع بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس بن عدثان، وفيه بيت دوس. فقالوا له: ارسل معنا فارسا من ولدك نغزو حي ضماد سيد آل الحارث.
فقال لهم حممة: وأنا ان شئتم. ثم ارسل معهم رجلا من ولده. وقال لهم صبحوا القوم ولا تغيروا عليهم في الليل فيقتل بعضكم بعضا، ولكن مغلسين إذا عرف بعضكم وجوه بعض.

فساروا حتى أتوا بياتا من بني الحارث، في الليل، فوقفوا حتى إذا اضاء الصبح، افترقوا اربعين اربعين، ثم سدوا من وجهين على الأبيات من بني الحارث اتوا عليهم وهم في حي ضماد، وقتلوا بني الضماد، وذلك بفتونا، وانصرفوا.

كان في ذلك حدرب بن الغامدية، وهو جندب بن طريف بن عامر بن عبد الله بن عمش بن معاوية بن رابية بن محارب بن دهمان بن منهب بن دوس بن عدثان:
فكم عصبة من هوة حارثية ... رددنا بمجود من الرأي يطلب
رميت بسهم الموت حتى لقيتهم ... وقلت انا ابن الغامدية جندب
في شعر طويل

وكان ضماد بن مسرح غائبا عن اهله، ولم يشاهد وقعة ابن حممة به.
فقدم بعد ذلك وقد كان خلف ابا سفيان ابن اخيه، على اهله قال: ان كنت تكفيني، والا اقمت عليهم. فقال ابن اخيه: انا امنعهم عوزهم عن مائة، ففر عنهم ليلة غزاهم بن حممة.
وكان مع ابن حممة رجل من دوس، اخته عند ضماد بن مسرح اليشكري بن الحارث، فقصد اليها اخوها الدوسي، فقالت: يا أخي استأخر عني فأني حائض. فقال اخوها: لست بحائض، ولكن في درعات سخل سوء من ابن الحارث. ووضع شبة قوسه في درعها فخرج غلام كانت خبأته، فقتله الدوسي، وكان يقال لأخته نصرة. فقال الدوسي:
ألا هل اتى أهل الحصين وقد نأت ... خلافتنا في أهله ام مسرح
تركناك لا اهلا نثوب اليهم ... ومالك بالأهجار من متمنح
تركناك ان تذكر علامات أرضنا ... ودون اخيال العقاقير تكلح
ونصرة تدعو بالفتى ويكرها ... برائبة ينفحن من كل منفح
فلما قدم ضماد، ورأى ما صنع بأهله وولده، قطع اذني ناقته. ثم صاح ببني الحارث فأجتمعوا فتغازوا سبع سنين لا يتراجعون ويتناقلون الاشعار وقيل في ذلك قول الطفيل، ذي النون بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن عمرو بن فهم بن غانم بن دوس بن عدثان:
فلا وإله الناس ارام سلمهم ... وان ريمته منهب وبنو فهم
أسلم على خسف وما كنت خالدا ... وما لي من واق إذا راعني حتم
فلا سلم حتى تقرع الخيل بالقنا ... وتصبح طير كانسات على لحم
ولما يكن يوم أغر محجل ... تسيره الركبان من دوننا ضخم

ثم ان بني الحارث الغطريف، اوقعوا بدوس، بذي الحور، فنالوا فيهم. وتنحت دوس حولا إلى تهامة، فقال ابو هند بن الصبيب الحارثي لعمرو بن حممة الدوسي:
أاي عمرو ان الخبث أضحى كانه ... زرابي غصاب فهل أنت مانعه
ومثل أبي وهب وان كان حازما ... تركناه في صم العوالي تنازعه
هنالك شتى غير حول وجوبها ... يظل بها للبرد جعدا أصابعه
يبت بها العود السديد محللا ... يرادعه نضر بن ليلى مسامعه
فتلك نوى عمرو فلا يبرحنها ... من الموت أو يدنو لنا فنماصعه
فأجابه ابن سعد الدوسي:
فإن تمنعونا حيث حول فإنه ... كثير سوافنه كثير نواقعه
به ابعد يعتاد غاد ورايح ... وباغي على ولا يزال يطالعه
فنحن منعناكم تراث ابيكم ... فأمست لنا آطامه ومزارعه
ونحن حللنا طاهر الحرث منزلا ... فخرج بني درب فحلت موارعه
بعز ارومي ومجد موثل ... وجد كريم صارع من يصارعه

فلم يزالوا كذلك تسع سنين، ولا يتراجعون، حتى كان يوم حضوه، فأجتمعت بنو الحارث إلى ضماد بن مسرح الحارثي، وسارت دوس عليها عمرو بن حممة الدوسي، حتى التقوا بحضوة إلى ضماد مسرح، حتى وقف على رأس عويرة، وهو جبل، وكان يافعا. ونزل إلى الحارث، وأفنى يشكر، واتتهم دوس، فأمر خالد بن ذي الشامة، هندا، وجندلة وفطيمة، ونصرة قبتن بنتا. وكن صباحا، فجعلن يسقين دوسا، ويحضضنهم على القتال، وكن إذا رجع رجل من دوس فارا لقينه بمحكة وقلن مرحبا بك معنا فأنك من النساء، فيرجع مشحوذا، وقال راجز دوس وقد اصطفوا:
قد علمت صفرا خرسا الذيل
نرجى قرونا مثل اذناب الخيل
سرابة المحصن تروك القيل
ام مروقا دونها كالسيل
ودتها خط القتاد بالليل

فكان اول ما بدأ من حربهم ان رجلا خرج من دوس، فرمى سهما. وقال: انا ابو زين: فقال ضماد، وهو رأس الجبل، يا قوم رأيتم فأرجعوا. ثم رمى آخر من دوس. وقال خذها وانا ذكر. فقال ضماد: ذهبوا بذكرها. فقالوا حنبت. قال كلا، ثم تزاحفوا فأقتتلوا حتى كثر القتل في كلا الفريقين. ثم انهزمت بنو الحارث الغطريف. وكان الظفر لدوس. ففي ذلك يقول جندب بن الغامدية الدوسي:
ومعرور بحضوة قد تركنا ... مقيما كلما ذكر النضاري
كانا بالصعيد فجانبيه ... على آثار يشكر لسفح ناري
وسال المصطلحات فشعب عبد ... نجيعا مثل ضياء الجواري
فأن تسروا فإنا قد تركنا ... على شقراء منكم غير ساري

وقال حرو الموسى الحبشي، يوم حضوة وكان مع دوس:
ألم تعرف علامات الرسوم ... ومغنى ربع فاطمة القديم
ومبرك حامل ومصام خيل ... لدى الصحراء كالحوض الثليم
فإن عذلتك عاذلة فقالت ... أصغت ولم يعنك على الهموم
فقلت لها للت ان نفسي ... أراها لا تعوز بالتميم
فأنك شهدت لقاء دوس ... ويشكر يوم حضوة لم تلوم
وان بجندب كعب وسعد ... بيشكر عند يشكر والصميم
إلى دوس وقد جمعت دراحا ... عليها البيض تربق كالصخوم
وغودر كل أبيض حارثي ... طويل الساعدين بها عظيم
كأن صفائح البصري تنجي ... على افلاق دباء هضيم
وهم شطاط حضوة بين صرعي ... ومن نفق على شزن كليم

وكانت النمر تدافع الحرب، فلم يشهد معهم بحضوة. فقال المتمطر الحارثي شعرا:
اتقتلنا دوس عدثان بينكم ... وفهم كاقام النساء الروامق
فليت أبانا لم يلده ابوكم ... وكانت بصري يوم حضوة بارق

وقال رواس بن تميم الحارثي الغطريف بن عبد الله بن عامر الغطريف بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران:
أبت فعلات الأزد الا تكرما ... كما سبقت اولادهم بالمكارم
وانا لنحن المنعمون واننا ... لجرثومة سادت خيار الجرائم
وانا لنعطي الحق منا واننا ... لناخذه من كل اشوس ظالم
بضرب يزيل الهام عن مستقره ... وطعن كيايزاع المخاض المعاقم
وانا لنحمي راية المجد وسطنا ... ونرسو لديها بالصفيح الصوارم
ومكننا في قارع السنن العلا ... لدى غمرات الموت ضرب الجماجم
بأحكامنا عقد الامور وحلها ... إذا حميت ايماننا بالقوائم
بكل يماني إذا هز هزة ... تزعزع منه بين خذ وقايم
كان رؤوس الدارعين لنصله ... درى حنضل احمى به الصيف ناعم
وسار لنا في كل باد وحاضر ... وسار لنا في مستقر المواسم
نهانا عن الجهل المبين سعينا ... إلى الحمد واستجثاثنا بالمطاعم
تطلق ازواج العدو سيوفنا ... جهارا على ما كان من رغم راغم
ونجمع يوم البأس حلقة امرنا ... ولا ننثني في الامور العظيام
ونقطع اقران الصفوف بضربنا ... ونقدم اقدام الاسود الهواجم
وكم هو فينا من رئيس معمم ... رؤوب لصدق الهائل المتفاقم
تحل يموننا بأكتاف بيشة ... وترمي شامونا قصور الاعاجم
ونعترف الحاجات قبل اعترافها ... ونقطع فيها كل أغبر لماسم
نخوض دقيقات الخطى عصف ... ينازعن جند القوم صفر الحزايم
..................... السرى ... مدلقة الا لحى دقاق الخراطم
يقابلن صدفا من خدود أسيلة ... من الحزن نرمي غولها بالزمارم
إذا القوم خاضوا غول كل تنوفة ... على كل كردوس من الليل جاثم
رمت بهاواديها ولو مسها الوجى ... حلاسا بسبق الأعوجي الحلاخم
ويوم رهان قد ذهبت بسيفه ... من النقع امثال القطا المتداوم
.............................خا ... طوالا إذا اقبلن زعف المناسم
بساط إذا ادبرن ترضحن بالحصى ... فعن عن غاياتها باللهازم
إذا غابة السبق استوت بحدودها ... من الحرى تأوي في صدور صلازم
تناولتها شمسا بايد دقيقة
في شعر طويل.

وهو القائل جميعا:
أممنا بها خير المحلين معشرا ... بني عامر سقيا روعيا لعامر
بني يشكر عني فيا صدق مادح ... ويا طيب ممدوح ويانشر شاعر
بني محصنات لم تدنس حجورها ... وصوم وابناء الملوك الجبابر


انتهى النص الوارد عند الصحاري!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
****
!!
أخر مواضيعي
علي المفضّلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس