عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2013, 04:51 AM   #15
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ☂ ☃ ☄ مجــلــة منتدى زهران الــطــبيـــة ☂ ☃ ☄



أمراض والتهابات المرارة...


مرت ثلاثة أيام وأبو حسام يشتكي من غثيان مستمر وقيء في بعض الأحيان ، مع ألم خفيف في المنطقة اليمنى أعلى البطن.
يقول أبو حسام إنه اشتكى من هذه الأعراض مسبقاً،و في عيادة داخلية تم أخذ التاريخ الكامل للمرض وعمل الفحص السريري وعدد من الفحوصات المخبرية والإكلينيكية والتي كان من بينها فحص البطن بجهاز فوق الموجات الصوتية والمتعارف عند الناس بتلفزيون البطن والذي يتم به تشخيص المرض الذي يعاني منه أبو حسام وهو وجود حصوات في المرارة مع التهاب مزمن للمرارة.



أشعة فوق الموجات الصوتية:


بينت وجود حصاة بمرارة (أبو حسام) ،ولكن أبو حسام لا يعرف ما هي هذه المرارة التي مرمرت أيامه ،ولا حتى تركيبها ووظيفتها؟..وأسباب تكون الحصوات بها؟ وكيف يتم تشخيص وعلاج أمراضها و التهاباتها؟..

المرارة .. التركيب والوظيفة:

المرارة كيس عضلي صغير يقع تحت الكبد في المنطقة العليا اليمنى من البطن وله فتحة واحدة من الأعلى تربطه بأنبوب قصير متفرع من قناة طويلة تأتي من الكبد وحتى الجزء الأول من الأمعاء الدقيق أو ما يسمى الاثنا عشرية.
ترتبط المرارة بأعضاء أخرى من الجسم هي : الكبد والأمعاء الدقيقة ، فخلايا الكبد
تفرز وبشكل مستمر سائلاً لزجاً ذا لون ذهبي مائل للاخضرار وطعمه مر يسمى بالعصارة الصفراوية وينتقل هذا السائل عبر الأنبوب (الواصل بين الكبد والأمعاء) للأمعاء ليقوم بدور مهم في هضم وامتصاص المواد الدهنية أثناء وصول الطعام إلى الأمعاء. لكن بين الوجبات لا يستطيع هذا السائل المرور إلى الأمعاء ، ولهذا كان لابد من وجود مكان يتجمع فيه وذلك المكان هو كيس المرارة التي تقوم بتجميع وتخزين العصارة الصفراوية وتزيد من تركيزها.
ورغم إن سعة المرارة أقل من أن تحتوي 5 ليترات من العصارة الصفراوية -وهي الكمية التي يفرزها الكبد يومياً من هذا السائل - إلا إن قدرة الخالق أعطت المرارة القدرة على هذه المهمة فما تقوم به هو امتصاص الماء من العصارة الصفراوية عبر جدرانها والاحتفاظ بمكونات العصارة الصفراوية الأساسية (أي تزيد من تركيزها).



خازنة العصارة الصفراوية:


كما سلف الذكر فإن المرارة تختزن العصارة الصفراوية ، ولكن كيف تعيد ما اختزنته للأمعاء ؟..
حينما يأكل الإنسان يصل الطعام للأمعاء ،و يقوم الغشاء المبطن للأمعاء بإخبار المرارة بحاجته للعصارة التي احتفظت بها ويتم ذلك عبر رسالة كيميائية فورية تتمثل في هرمون الكوليسيستينين الذي يفرزه الغشاء المبطن للأمعاء وينتقل عبر الدم إلى المرارة، وعندما تصل الرسالة للمرارة تقوم بالانقباض يساعدها في ذلك الطبقة العضلية التي تغلفها وتفرغ محتواها من العصارة الصفراوية عبر الأنبوب الواصل بينها وبين الأمعاء، وهناك حارس عضلي يحرس الفتحة الأخيرة للأنبوب الصفراوي المرتبط بالأمعاء(عبر قناة) وغالباً ما تكون البوابة مغلقة ولا تفتح إلا إذا وصل الطعام للأمعاء ليسمح بمرور العصارة الصفراوية التي أفرغتها المرارة وكذلك العصارة الآتية من الكبد.

رؤية العصارة الصفراوية:

عندما تنتقل العصارة الصفراوية إلى الأمعاء فإنها تقوم بدور مهم في هضم وامتصاص المواد الدهنية والكوليسترول وكذلك امتصاص الفيتامينات ذات الذوبان الدهني fat soluble vitamins A , K , D , E وأثناء مرورها في المعي الدقيق والغليظ تتعرض العصارة الصفراوية إلى تفاعلات ينتج عنها تغير لونها إلى الأصفر المائل للون البني بدلا من الأصفر المائل للون الأخضر وهذا اللون هو الذي يكسب لون البراز اللون الأصفر البني أما في حالات الإسهال فانه قد لا يوجد وقت لتحول لون العصارة فنجد لون البراز قد يكون أخضر، كما في إسهال الأطفال. كما يستطيع الشخص مشاهدة العصارة الصفراوية عندما يصاب المريض بقيء شديد يؤدي بعد إفراغ محتويات المعدة إلى نزول سائل اصفر مر وهو سائل العصارة الصفراوية.



حصى المرارة :

تختلف مادة الكوليسترول عن الأغذية الغنية بالدهن، لهذا يعرف أنها تستطيع أن تكون نوعاً من حصوات المرارة والالتهابات المعوية أو التنفسية، وقد تكون مسؤولة مباشرة عن بدء إصابة المرارة بالتهاب حاد، ما لم تعالج هذه الأحوال مبكراً. وخطورة حصوات المرارة عند عدم علاجها هي أنها تستطيع أن تسبب التهاباً حاداً أو تقيحاً يحيط بالكبد، كجيوب صديدية، واضطرابات التمثيل الغذائي (أي اضطراب الطريقة التي يستطيع الجسم بواسطتها أن يحول الغذاء إلى طاقة تستعملها خلايا الجسم) قد تكون سبباً لتكون حصوات المرارة.
ولا بد للمغص المراري أن تسبقه علامات تنبئ بمرض المرارة، ثم يأتي وقت يشعر فيه الإنسان بألم حاد في الجزء الأعلى من الناحية اليمنى من البطن، كما يحس كأنما هناك حزام ضاغط على وسطه، وينتشر الألم بصفة خاصة إلى الكتف اليمنى، ولكنه قد يذهب مباشرة إلى الظهر ويثني المريض نفسه في محاولة لتخفيف هذا العذاب ويشير الطبيب عادة بعمل كمادات ساخنة على الجزء المصاب بالألم ويعطى مسكنات قوية.
وإذا انتقلت الحصوات من المرارة إلى القنوات المرارية فإنها قد تسبب الصفراء أو مغصاً حاداً شديداً، وبما أن الصفراء لا تستطيع الانتقال من المرارة نظراً لانسداد القناة بالحصى فإنها تمتص في الدم وتسبب ضرراً للكبد والدم وللجسم عامة،كذلك فالمواد الدهنية ترهق المرارة، كما أن منعها بتاتاً يسبب ركود الصفراء في المرارة، ولهذا كان السماح بنسبة من الدهن لا تتجاوز 20% من الغذاء هو الحل الوسط المعقول، والمواد الدهنية تحتوي على الفيتامينات ( A, D, E )من أجل ذلك كان من الواجب أن يتناول الإنسان كميات قليلة من الدهن في غذائه، حتى يمكن الاستفادة من هذه العناصر. ويجب أن تؤكل اللحوم الحمراء وكثير من الفواكه والخضراوات الطازجة، كما أنه يجب الامتناع عن المواد الغنية بالنشويات مثل الكعك والحلوى.
وقد عرف من قديم الزمن أن زيت الزيتون يسهل على المرارة إرسال الصفراء إلى الأمعاء بدلاً من ركودها بالمرارة نفسها وقنواتها، ولهذا فإن تناول ملعقتين صغيرتين من زيت الزيتون النقي يومياً يحسن الحالة، أما الأغذية الأخرى التي يسمح بها فهي (الجبنة) الخالية من الدسم، والخضراوات الخالية من الألياف، كما أن الفاكهة ذات البذور يجب أن تصفى لنزع البذور منها، ويجب الامتناع عن المواد الحريفة مثل الخل والفلفل والمشروبات الغازية والبوظة والسجق إذ أنها جميعاً ترهق المرارة.

والكبد الذي هو مصنع الصفراء أكثر أعضاء الهضم حساسية للمؤثرات والعواطف. وقد أجريت تجارب على الحيوانات ثبت منها توقف الصفراء في الظروف الحرجة،وعند إزالة المرارة، فان القنوات المرارية التي تصل بين الكبد والمرارة ثم إلى الأمعاء، تكبر وتعمل كمخزن للصفراء. ولهذا فإن الحياة لا تتأثر كثيراً بإزالة المرارة، وفضلاً عن ذلك فإن الكبد يمكنه تخزين الصفراء إذ يعمل كمخزن احتياطي.

متى يتوجب إزالة المرارة ؟

1- عندما يكون هناك التهاب مراري حاد يمكن تشخيصه بارتفاع درجة الحرارة، وازدياد الألم الذي يبدو انه في منطقة المرارة عندما يضغط الطبيب عليها، وترتفع نسبة الكريات البيضاء في الدم كما أن الأشعة تظهر أن المرارة مصابة بالالتهاب.
2- عندما يصاب المريض بنوبات متكررة من المغص المراري الحاد بسبب وجود الحصوات.
3- عندما تظهر صورة الأشعة عدم تأدية المرارة لوظيفتها. ويصاحب هذا شكوى المريض من عسر الهضم المزمن والإحساس بالقيء والغازات والألم في الجزء الأيمن من البطن.
4- عندما يتعطل عمل المرارة بسبب انسداد القنوات المرارية بحصاة. ولاتقاء حدوث الحصوات يجب إنقاص الوزن إلى المعدل المناسب للطول وإتباع الريجيم الغذائي.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس