عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-11-2009, 01:32 AM
الصورة الرمزية عساف
عساف عساف غير متواجد حالياً
.
 






عساف is on a distinguished road
افتراضي سواليف عساف (4) أمي الغـالية ورائحـة الحبق

سوف أحدثكم بسالفة فيها شيء من الطرافة
وهي قصة واقعية شخصية
لا أدري لماذا وكيف ارتبطت عندي رائحة الحبق بذكرى والدتي " فكلما شممت رائحة الحبق خطر على بالي وفكري صورة أمــي الغالية "
بالمشاهدة للحبق لا تنبعث الذكرى الكامنة ... ، ولكن باستنشاق تلك الروائح العطرية المنبعثه من أوراق الحبق وحتى وأن كان مجفف أتذكر والدتي الحبيبة ... فأذكرها بكل جميل و أدعو لها بما هي أهلا ً له وكل واجب على كل أبن 0
.... مضت الأيام و السنون وتلك الرابطة لا زالت قائمة ...
وبدأت البحث عن السبب ....قرأت في الكتب ، سألت نفسي ؟
... سئلت كل من توهمت فيه العلم والحكمة !!
ولكن لم أطلع بإجابة شافية ،،،،
ترضي شغفي وتروي عطشي وتقطع الشك بالقين ،،
عندها لم يبقى لي
سوى أمي ... نعم أمي الحبيبة "
جلست مع والدتي عدة جلسات وبها دار الحوار عن نشأتي
وأيام الطفولة وما نوع الحليب الذي كانت ترضعني إياه !!!!
وماذا كنت تستخدم أمي من ماركات العطور !!!!
وماهي مساحيق التجميـل !!!!
وأين كنا نقيم ؟ بين أودية وغـدران أم بيوت مسقوفه بالنعناع !
و بعد الاستماع ...
أخضعت نفسي للتجربة و التحقق لما توصلت إليه من فرضية حول رائحة الحبق وذكرى أمي ..
وذلك ببعثرث السجل التاريخي لطفولتي ،،،

وإليكم ما وجدت في صفحاته العذبة

بعد مدة حمل أستمرت 9 شهور أنجبتني أمي حيث فارق جسدي الصغير مسكنه وحبه وجيرة الروح للروح ...
ولم نعد نتقابل أنا و أمي في النهار سوى دقائق معدودة أو سويعات قليلة نادرة .. رغم حرص والدتي الشديد على الجلوس مع وليدها ... - ولكن هكذا كانت حياة أمهاتنا و جداتنا قديماً في القرى - كانت تستيقظ وتغادر بيتها قبل مغادرة نجوم الليل سمائها.... إلى العمل في البلاد والأودية ولا تعود إلا مع المغرب ... وأن صادف وعادت الظهر لوليدها لتطعمه من ثديها غذاءاً و حباً ..... وبراً بها عند الكبر .."
أو لأعمال البيت ..... فتأكد أنها ستعود الى ماكانت عليه من عمل وكدح في الوادي أو في مشاغل الحياة من سقاية و احتطاب و صرام .. ونظافة للمنزل و اهتمام بالرواحل و الربايط
وتترك ضناها يحدث روحه بعودتها في أي لحظة لمعانقته ،
ولكن هيهات ...!!
كانت أمي واحدة من ذلك الجيل ...فكانت تتركني في الصباح
في بيتنا ...أو تذهب بي إلى إحدى قريباتي من كبيرات السن في القرية .. وامكث عندها إلى ما شاء الله... لا حنان أم ... ولا حليب في رضاعة ... وربما قريبتي تلك الله يرحمها أشفقت على غربتي وظمأى وجوعي .. فأحمت ذلك المنجر (المملوء سمنا ً وحليب وجرعتني عنوة وأنا أصرخ من حرارة المنجر أم من عدم الرغبة في تناول تلك الوجبة الثقيلة !!؟
وكانت أمي (أمهاتنا ) لا يعرفن شيئا عن الأســواق وإدارة التسوق ، ولا يعرفن ماركات العطور و المساحيق "
ورغم ذلك كن قمة في
كل صفة حسـنة تطلق على المرأة
وكن قمة في
كل فخـر للأم المثالية
فجعلن من النباتات العطرية والزهــور الطبيعية
غراش عطـر.... و لوحات خضراء أضفت على ذلك المنظر حباً و مهابة ،،
ومن تلك النباتات كان الحبق الذي كانت أشم شذاه في صدر أمي ويديها 0

ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــ
اللهم أغفـر لأمهاتنا وأبأنا ...وأرحم من مات منهم و أحفظ الأحياء في ثياب الصحة والعافية
ومتعهم بحلاوة الإيمان ، و وفقهم لحسن الختام
في النية و العمل
رد مع اقتباس