عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-04-2008, 03:04 PM
الصورة الرمزية 乂آمَيــِــرَة آلَــِــوَرَد乂
乂آمَيــِــرَة آلَــِــوَرَد乂 乂آمَيــِــرَة آلَــِــوَرَد乂 غير متواجد حالياً
 






乂آمَيــِــرَة آلَــِــوَرَد乂 is on a distinguished road
Thumbs up .•ܔ[وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ]ܔ•.

[align=center]







الحمد لله ذي الطول والآلاء، وصلَّى الله على سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء
وعلى آله وصحابته الأتقياء، أمَّا بعد..

أحدثكم اليوم عن ذلك الطريق الذي يقُوم القلوب الضعيفة ويهذب المقاصد الرخيصة...
ذلك الإخلاص الذي ملأ قلوب الأنبياء عليهم السلام...فلسان كل واحد منهم يقول " ما أسئلكم عليه من أجر أن اجري إلا على رب العالمين "
وشغل الأئمة والعلماء فصدر معظمهم بها خطبه ومصنفاته
ولنا من انتقاء حديثهم النزر اليسير..
قال بعض السلف : أعز شيئ في الدنيا الإخلاص ، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي
وكأنه ينبت فيه على لون آخر.

وقال بعضهم : إخلاص ساعة نجاة الأبد ، ولكن الإخلاص عزيز .
وقال بعضهم لنفسه : اخلصي تتخلصي .
وقال : طوبى لمن صحت له خطوة لم يرد بها إلا وجه الله .
وقيل : تخليص الأعمال على العمّال أشد عليهم من جميع الأعمال

ومعنى الإخلاص أي انبعاث القلب إلى جهة المطلوب التماسًا .
وقال بعضهم : الإخلاص تغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله تعالى .
وقيل : الإخلاص سر بين الله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله .
وكان من دعائهم : اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، واستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف لك به ، واستغفرك مما زعمت أنى أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت


نعم تنوَّعت تعاريف العلماء للإخلاص ،ولكنها تصبُّ في معين واحد
ألا وهو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس .

روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ

فالإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين فلا حب للشهرة ، ولا الشرف ، ولا الرياء ،والسمعة والعُجب ...

وكما قال ابن القيم - رحمه الله -
إن الذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ..

فالإخلاص مكانته من الأعمال جليلة، الله لم يأمرنا بالعبادة وحدها
بل أمرنا بالعبادة مقرونةً بالإخلاص: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }

فمهما جازوت أعمالك أشهق الجبال فإنها لا تنفع إذ فقدت شروط قبولها ..
قال جل في علاه : {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً }
إذن يا أحبة الأعمال يا أحبة تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال ..
والسبب هو الإخلاص الذي أودعه الله في قلوب الصادقين الصالحين..إذ لا طريق
للشيطانٌ فيفسده

والسؤال هنا ..كيف نكتسب الإخلاص؟
والجواب عند ابن القيم- رحمه الله- إذ يقوله: "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت، فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص، وسهولة ذلك بأن تعلم أن مدح أحدٍ أو ذمه لا يضر".

اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة
إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا واجعلها خالصة لوجهك ثواباً على سنّة رسولك
آمين يا بَّ العالمين..





[/align]