عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2011, 04:44 AM   #20
عبد الكريم العدواني
 







 
عبد الكريم العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: شـــاعر وقــــصـــيــدة

[frame="5 80"]
رثاه شوقي بهذه القصيدة



يـا مُنْصِـفَ المـوْتى مـن الأَحيـاء
****
***
**
*



قــد كـنتُ أُوثــرُ أَن تقـولَ رِثـائي
يـا مُنْصِـفَ المـوْتى مـن الأَحيـاءِ

لكـنْ سـبَقْتَ, وكـلُّ طـولِ سـلامةٍ
قـــدرٌ, وكـــــــــلٌ مَنِيَّــةٍ بقضــاءِ

الحـقُّ نـادَى فاسْـتجَبْتَ, ولـم تَـزلْ
بــالحقِّ تحــــــــفِلُ عنـدَ كـلِّ نِـداءِ

وأَتيْـت صحـراءَ الإِمـامِ تـذوب من
طُــولِ الحـنينِ لســـاكن الصحـراءِ

فلقيــت فـي الــــــدار الإِمـامَ محـمدً
أ فــي زُمْــرَةِ الأَبـــــــرارِ والحُنفـاءِ

أَثَــرُ النعيــم عـــــــلى كـريمِ جبينـه
ومراشـــدُ التفســـــــــــيرِ والإِفتــاءِ

فشــكوتما الشَّـــوْقَ القـديمَ, وذُقْتُمـا
طِيــبَ التـداني بعـدَ طـــــــولِ تنـائي

إِنْ كــانت الأُولـــــــــى منـازلَ فُرْقـةٍ
فالســمْحَةُ الأُخـــــــــرى ديــارُ لِقـاءِ

وودِدْتُ لـو أَنـي فـداكَ مـن الـرَّدَى
والكـــاذبون المُرْجِــفونَ فِــدائي

النــاطقونَ عـن الضَّغينـةِ والهـوى
المُوغِــرُو المَـوْتَى عـلى الأَحيـاءِ

مــن كــلّ هَــدَّامٍ ويَبنـى مجـدَه
بكـــرائم الأَنقــاضِ والأَشــلاءِ

مـا حَـطَّموكَ, وإِنمـا بـكَ حُـطِّموا
مــن ذا يُحـطِّم رَفْـرَف الجـوزاء?

اُنظُـره, فـأَنت كـأَمْسِ شـأْنُكَ بـاذخٌ
فـي الشـرقِ, واسْـمُكَ أَرفعُ الأَسماءِ

بــالأَمسِ, قــد حَــلَّيْتَني بقصيـدةٍ
غــراءَ تُحــفَظُ كــاليدِ البيضـاءِ

غِيـظ الحَسُـودُ لهـا وقمـتُ بشـكرها
وكمــا علمــتَ مَــوَدَّتي ووفـائي

فــي مَحــفلٍ بَشَّـرْتُ آمـالي بـه
لمــا رَفعـتَ إِلـى السـماءِ لِـوَائي

يــا مـانِحَ السُّـودانِ شـرْخ شـبابِه
ووَلِيَّــهُ فــي السّــلمِ والهيْجــاءِ

لـمَّــا نـزلْت عـلى خمائلـه ثـوَى
نبْــعُ البيــانِ وراءَ نَبْــع المـاءِ

قلَّدْتَــهُ الســيفَ الحُسـامَ, وزدْتَـهُ
قلمًــا كصــدرِ الصَّعْـدةِ السـمراءِ

قلـم جـرى الحِـقبَ الطِّوالَ فما جرى
يومًـــا بفاحشـــةٍ ولا بهجــاءِ

يكســو بِمدْحَتِــه الكِــرامَ جلالـةً
ويُشَــيِّعُ المــوْتى بحســنِ ثَنـاءِ

إِسْــكَنْدَرِيّةُ يــا عــروسَ المــاء
وخميلـــةَ الحكمــاءِ والشــعراءِ

نشــأَتْ بشــاطِئِكِ الفنـونُ جميلـةً
وتَرعــرعَتْ بســأأمائِك الزهــراءِ

جــاءَتْكِ كــالطـيرِ الكـريمِ غرائبًـا
فجمعتِهـــا كــــــــالرَّبْوَةِ الغنَّـــاءِ

قـد جـمَّلوكِ, فصِـرْتِ زِنْبَقَـةَ الثرَى
للوافـــــديـــــــــن ودُرَّةَ الدَّأْمــــاءِ

غرَسُـوا رُبـاكِ عــــلى خمـائلِ بـابلٍ
وبَنَـوْا قصـورَك فــــي سَـنا الحمراءِ

واســتحدثوا طُرُقًــــا مُنـوَّرة الهـدى
كسـبيلِ عيسـى فـــــي فِجـاجِ المـاءِ

فخُــذي كـأَمِس مــــن الثقافـة زينـةً
وتجـــمَّلِي بشـــــــــــــبابكِ النُّجَبــاءِ

وتقلَّــدي لغـــــــــةَ الكتــابِ; فإِنَّهــا
حَجَــرُ البنـــــــــاءِ, وعُــدَّةُ الإِنشـاءِ

بَنَــتِ الحضـارةَ مَــــــرَّتيْن, ومهَّـدتْ
للمُلــكِ فــي بغــــــــــــدادَ والفَيْحــاءِ

وسَــمَتْ بقرطـــــبـةٍ ومصـرَ, فحلَّتـا
بيـــن الممـــالكِ ذِرْوَة العَليــاءِ

مـاذا حشـدتِ مِـن الدمـوع "لحافظٍ"
وذخـرْتِ مـن حـزنٍ لـه وبُكـاءِ?

ووجــدْتِ مِـن وقـع البـلاءِ بفقـدهِ
إِن البــلاءَ مَصــارِعُ العظمــاءِ

اللــهُ يشــهدُ قــد وَفيْـتِ سـخيَّةً
بــالدَّمع غــيرَ بَخيلــةِ الخطبـاءِ

وأَخـذتِ قِسـطًا مـن مَناحـةِ مـاجدٍ
جَــمِّ المــآثِرِ, طيِّــبِ الأَنبــاءِ

هَتــف الـرُّواةُ الحـاضرون بشـعره
وحــدا بــه البـادون فـي البَيْـداءِ

لبنــانُ يَبكيـه, وتبكـي الضـادُ مـن
حَــلبٍ إِلـى الفيْحـا إِلـى صَنْعـاءِ

عـربُ الوَفـاءِ وَفـوْا بذمّـةِ شـاعرٍ
بــانى الصفـوفِ, مُـؤلفِ الأَجـزاءِ

حـافظَ الفصحـى, وحـارسَ مَجْدِهـا
وإِمــامَ مَــنْ نجَـلتْ مـن البُلغـاءِ

مــا زِلْـتَ تهتـفُ بـالقديم وفضلـهِ
حــتى حَــمَيْت أَمانــةَ القُدمــاءِ

جــدّدت أُســلوبَ (الوليدِ) ولفظَــه
وأَتيْــت للدّنيــا بســحر (الطائي)

وجـريْت فـي طلـبِ الجديدِ إِلى المدى
حــتى اقـترنْت بصـاحب البُؤسـاءِ

مـاذا وراءَ المـوت مـن سَلْوَى, ومن
دَعَـةٍ, ومـن كـرَمٍ, ومـن إِغضاءِ?

اشـرحْ حقـائقَ مـا رأَيْـت, ولم تزل
أَهــلاً لِشــرْح حقــائِقِ الأشـياءِ

رُتـبُ الشـجاعةِ فـي الرِّجـالِ جلائلٌ

وأَجَـــــلُّهُنَّ شــــجاعةُ الآراءِ


[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
بي شهوة الحلم القديم..
وضحكةً..
بعد التنائي..
قد اختفتْ !
أخر مواضيعي
عبد الكريم العدواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس