عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2008, 02:50 PM   #5
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : اصل البلوش بين التعريب والتفريس

اللغة البلوشية بعد الإسلام :





في عام ( 23 ) هجرية أرسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كل من سهيل بن عدي وعبدالله بن عتبان رضي الله عنهم لفتح بلوشستان ، فأسلم الغالبية طواعية وقبل البقية دفع الجزية .




يرجع سبب انتصار العرب المسلمين إلى أسباب من أهمها :



1- قوة العرب بإسم الجهاد ودفاعه عن العقيدة السماوية .

2-الضعف السياسي ودسائس القصور .

3-التفاوت الطبقي ، والضغط على الطبقات الدنيا مما أغرى هذه الطبقات بمساعدة العرب ودخولهم في الإسلام الذي يحارب الطبقية و ينتصر للضعفاء والمظلومين .

4- تسلط رجال الدين على الشعب وطغيان الخرافات والأوهام بين الناس بسببهم .

5-الفقر المدقع الذي أصيبت به بلوشستان بسبب التحكم الطبقي والغزوات والحروب الخارجية .







خطوط اللغة البلوشية :



1- الخط البلوشي قبل الإسلام :




مرت الألف باء البلوشية بمراحل عدة وفي كل مرحلة كانوا يكتبون بشكل مخالف لما كان قبل ، ومن ذلك :


1-الكتابات الحجرية والنقوش البلوشية :


وتعود الشواهد الأثرية المكتشفة من الألف الثالث عشر إلى الخامس عشر قبل الميلاد عن الكتابات والنقوش البلوشية المكتشفة في المواقع الحضارية ، وتعود هذه الكتابات إلى فترتين :


1-القديمة من ( 15000 ق.م – 3000 ق.م ) :

وهي النوع الأول الأساسي والأقدم في الكتابة أي الرموز و الإشارات التي كانت تصور البشر والحيوانات والنباتات والمباني والأدوات وغيرها من مواد العالم الخارجي .


2-الوسطى ( الخط المسماري ) ( 3000ق.م – 600 ق.م ) :

ويقول عن ذلك المرحوم الأستاذ أمير توكل كامبوزيا في كتاب ( أسباب دمار بلوشستان) : منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد اخترع سكان ما بين النهرين فن الخط ولكن هذه الفن ابتدأ متأثراً بالنقوش والتصاوير الخزفية القادمة من داخل بلوشستان ، وقد بدأت العلاقات التجارية بين سومر و بلوشستان الجنوبية مع بداية الملكية السومرية وعصر تمدن
(( كولي KULLI )) في منطقة (( مَهيٍ )) البلوشية التي كانت مركزاً ومرساة للسفن التجارية .

وقد اقتبس هذه الخط من السومريين ( وهم الذين يسكنون في القسم الجنوبي من العراق قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة ) ، وكانوا يكتبون بالخط المسماري ، ثم تطور هذه النوع من الخط وكانوا يكتبونه من اليسار إلى اليمين ، أو من الأعلى إلى الأسفل ، وقد اقتبسه الهخامنشيون الفرس إلى جانب البلوش وترقى على أيديهم حيث تحول في القرن ( 6 ق.م ) من المرحلة الصوتية إلى المرحلة الألف بائية (الأبجدية) ، وأضافوا على الألف باء السومرية بعض الحروف الخاصة بهم حتى بلغ عدد حروفهم 42 حرفاً ، 36 مقتبسة عن الألف باء الآشورية .


غير أن صعوبة كتابة هذا الخط واحتياجه إلى مساحة واسعة كان سبباً في حلول الخط الآرامي محله عن طريق الآشوريين والكلدان كما انتشر الخط اليوناني أيام حكم السلوكيين ، ومع أن الخط المسماري ظل متعارفاً عليه ولاسيما في أمور القانون وعلم النجوم والنقوش على الأحجار ، فإن الخط الآرامي سرعان ما عم المنطقة جمعاء.





2-الخط البلوشي بعد الإسلام:





لم يعرف الذي حول الألف باء البلوشية المقتبسة عن الآرامية إلى العربية غير أن الذي لا شك فيه أن هذا التحول جرى حصيلة عامة وعملاً كاملاً أساسه دخول أغلب الناس في هذه الدين الجديد وإقبالهم على تعلم العربية لغة القرآن والدين الإسلامي .

وقد طابق البلوش نطق حروفهم بنطق حروف الألف باء العربية ، وكتبوا كل حرف عندهم بما يطابقه في الألف باء العربية ، غير أنهم وجدوا أحرف لم تكن موجودة في العربية ، فاستخدموا الحروف القريبة النطق مضيفين حركات ونقاطاً على جسم الحرف العربي ليلاءم النطق البلوشي ، وهذه يدل على أن تحويل الألف باء البلوشية إلى العربية جرى بعد مرحلة تنقيط الحروف أي في نهاية القرن الهجري الأول .
وهذه الأحرف التسعة هي :
(( َ taّ-dalّ- pa-che -ga- ّje - ow- eh -uo)) .

حيث إنهم حافضوا على رسم الحرف العربي وأضافوا ما يوضح أن هذه الحرف بلزشي صرف وأنه قريب من الحرف الشبيه به ( وسأفصل الحديث في ذلك عند اللغة العربية و اللغة البلوشية ) .







اللغة البلوشية لهجاتها وفروعها :



من بين الخصائص الاجتماعية الثقافية تعدد اللهجات بين البلوش حسب المناطق والقبائل فيتكلم اهالي بلوشستان الشمالية وبعض المناطق الاخرى البراهوئية اما معظم اجزاء البلاد فتنتشر فيها اللغة البلوشية , واللغة البلوشية تنقسم إلى ثلاث لهجات كبيرة متميزة :



1- لهجة جبال سليمان : تتحدث بها القبائل في كجكي والتلال المجاوره لها وفي مرتفعات سليمان ومناطق : مرى و بگتیءِ و دیرة اسماعیل خان و دیرة غازی خان و السند البلوش المهاجرين إلى الهند يتحدثون بهذه اللهجة وبعض الجهات السهلية قريبآ من نهر السند .

وهذه اللهجه ذاتها تنقسم الى لهجتين فرعيتين :

( أ ) لهجة شمالية تتسم بخفوت الصوت .

( ب) لهجة جنوبية وفيها صيغ والفاظ نحوية أكثر شمولآ .




2-اللهجة المكرانية
(( للأشارة أن اللفظ الصحيح لكلمة مكران هي ((مكوران)) كما هي فاللغة البلوشية)) : وتتحدث بها قبائل بلوشستان الغربية وبعض المناطق الشرقية كما كانت تتحدث بها الأسرة الملكية في بلوشستان قبل الاحتلال الملكية
( خان كلات ) ، وتبدأ هذه اللهجة من پهره
((والتي غير الاحتلال الايراني اسمها إلى ( إيرانشهر ) )) إلى کراچی في بلوشستان الشرقية ويتحدث بها أغلب البلوش المهاجرين إلى السند ودول الخليج العربية ، وهي اللهجة الأكثر إنتشاراً في بلوشستان في شتى نواحيها حيث تعد الأكثر حفاظاً على النقاوة ةالأكثراً حفاظاً على سلامة المفردات من التغيير .

وتنقسم هذه اللهجة إلى لهجتين فرعيتين :

( أ ) اللهجة الشرقية : وهي تختلف عن الغربية في بعض الافاظ ومخارج الحروف وطريقة النطق وهي ذات تأثر ضعيف باللغات الأخرى .

( ب ) اللهجة الغربية: وتختلف قليلاً عن الشرقية في النطق إلا أن المتحدث بأحدهما يستطيع أن يفهم المتحدث باللهجة الثانية.

وتعود الفروق بين هاتين اللهجتين إلى اختلاف بعض المفردات غير أن المتحدثين بكليهما يستطيعون أن يفهموا على بعضهم ، أما الاختلاف الثاني فهو اختلاف اللهجة الغربية بمخارج الحروف وطريقة النطق في بعض الكلمات من مثال ذلك :
في اللهجة الشرقية : (( آ پ )) والغربية تنطق (( آف )) = ماء
في اللهجة الشرقية : (( ماتّ )) والغربية (( ماذ )) = الأم
وعلى هذه المنوال فأن كثير من الكلمات التي تحتوي حرف التاء و پ يتم تحويرها من التاء إلى الذال ومن پ إلى فاء ، غير أن هذه الخاصية لا تشمل جميع الكلمات حيث ان تغيير حروف بعضها يؤدي إلى تغيير معناها اللغوي .

3-اللهجة الرخشانية : ويتحدث بها البلوش في بلوشستان الشمالية والشمالية الغربية مناطق : كلات – خاران – سراوان – چاغی – سيستان – سرحد – نيمروز ((نيمروز في بلوشستان الشمالية تحت الاحتلال الأفغاني )) ، وأيظاُ يتحدث بها البلوش في تركمنستان وخراسان الواقعة في إيران .



و للإشارة أن هنالك تقسيم آخر للهجات البلوشية وهو أن يتم تفسيم اللهحان البلوشية إلى قسمين رئيسيين وهما :

( الشرقية ) (رودرآتکی ) و الغربية (روکپتی ) فيقول هذه التقسيم أن اللهجة الشرقية هي : التي يتحدث بها في مناطق : دیره غازی خان، دیره اسماعیل خان، مری و قبیلة بگتی و مناطق السند التي يقطنها البلوش .


( الغربية ) (روکپتی ) وهي اللهجة المكرانية والرخشانية (( مدمجتان مع بعضهما ))

غير أنه هذه التقسيم غير صحيح لعدة أوجه : لئنه اللهجة المكرانية ولهجة جبال سليمان أقرب من بعضهما عن اللهحة الرخشانية ، حيث أن اللهجة المكرانية ولهجة جبال سليمان لهما نفس الطابع اللغوي ولهما نفس التركيب في الصرف والنحو والقواعد غير أنه اللفظ وأصوات حروف لهجة جبال سليمان تختلف عن المكرانية في ذلك حيث أنه لهجة جبال سليمان متأثره قليلاً باللغة السندية والسرائيكي ، وبسبب هذه دخلت العديد من الأفاظ السندية في لغتنا وأستقرت عن طريق لهجة جبال سليمان وبسبب هذه يعتقد كثير من الكتاب والناس أن اللغة البلوشية متأثره بالسندية بسبب هذه اللهجة وهذه غير صحيح حيث أنه هذه الأمر مقتصر على هذه اللهجة فقط وهم سمعوها وضنوا أنها اللهجة الأصلية السليمة للغة البلوشية وهي ليست كذلك حيث أن الأصلية هي اللهجة المكرانية الوسطى التي حافضت على نقاوتها وسلامة لغتها البلوشية الأصلية .


واللهجة المكرانية تختلف عن اللهجة الرخشانية في فرق مهم بينهما في المصادر ، حيث أن فاللهجة المكرانية علامة المصدر تكون أن يأتي حرف "گ" في آخر أمر الفعل مثل = ((وانتكـَ )) ، بينما تأتي فالهجة الرخشانية أو كما يسميها البعض (سرهدي كـَالوارءَ ) علامة المصدر بي "ن" في الفعل الماضي مثل = (( وانتن )) = القراءه .


ويوجود غيرها من بعض الفروق في تصريف الافعال والمصادر غير أن المقصود قوله هو أن اللهجة المكارنية أرقب إلى لهجة جبال سليمان منها إلى اللهجة الرخشانية ، وعلى هذه فأن أردنا تقسيم اللهجات البلوشية إلى قسمين فيجب علينا أن نضم اللهجة المكرانية إلى لهجة جبال سليمان وليس اللهجة الرخشانية حيث أنهما كما أشرنا تختلفان في تركيب الجملة وصرف الافعال ( افعال الماضي والمضارع ) وغيرها من الفروق ، غير أنه لا يمكن فصل اللهجة المكرانية عن لهجة جبال سليمان وضمها للرخشانية فهي أرقرب إلى الاولى منها إلى الثانية .
وعلى ضوء ما ذكرنا فأن اللهجات البلوشية تنقسم إلى ثلاث لهجات رئيسية ، عدى لهجات صغيرة أخرى في اللغة البلوشية وهي ترجع للهجة الرئيسية الأقرب إليها مما ذكرنا .

والى جانب اللغة البلوشية ولهجاتها يتحدث البعض بي البراهوئية ويصل تعدادهم الى مليونين في بلوشستان الشرقية فقط وهي لغة بلوشية حيث انه أصحابها بلوش ( قبائل البراهوئي ) , كما يتحدث بعض سكان
لس بيلا باللهجه الجدغالية و هي قريبة من اللهجات السندية .



وضع اللغة البلوشية اليوم :



يتحدث اليوم باللغة البلوشية الشعب البلوش في وطنه الأم بلوشستان
(أكثر من 40 مليون نسمة تقريباً) ويبلغ عدد البلوش المهاجرين من بلوشستان ( من 6 إلى 8 مليون مهاجر ) وأيضا في بعض نواحي تركمنستان ( أكثر من 400 ألف ) من المناطق التي يقطنها البلوش وخصوصاً حول مدينة مَري أو مرو ، بالاضافة إلى ذلك البلوش المهاجرين إلى أوروبا ودول العالم الأخرى ، بينما يتحدث بها الجيل الأول بشكل أخص من المهاجرين البلوش إلى دول الخليج العربية بينما يتحدث بها البعض من الجيل الثاني وأقل من الثالث حيث تقطعت بهم الأواصر القومية مع الوطن الأم وللمحيط العربي واللغة العربية والذين يخشى على الجيل الجديد نسيان لغته القومية بسبب عدم التحدث بها بسبب البيئة اللغوية وعدم اتصال الروابط مع الوطن الأم .


وبفضل جهود علماء وأدباء وشعراء وكتاب ومفكري ومثقفي البلوش من النخبة الواعية ، قامت جهود جبارة للمحافظة على اللغة البلوشية والتدوين بها وقيام حركة الترجمة إلى اللغة البلوشية وإصدار القواميس مثل قاموس : سيد كـَنج لي المناضل البلوشي المعروف سيد ظهور شاه هاشمي رحمه الله ، وايظاً قاموس : هَم زُبان وغيرها ، وإصدار الآلاف من الكتب بمختلف مجالاتها والدواوين الشعرية و الصحف و المجلات و من مثل مجلة ماهتاك بلوجي و بلوجي زند و غيرها ومن الصحف صحيفة مَرو البلوشية في تركمنستان و بام وغيرها .. .

ومن المستشرقين الذين عشقوا اللغة البلوشية ودرسوها أذكر العالم الانكليزي م . ل. ديمس
والاختصاصي الروسي في فقه اللغة البلوشية ي . ي . زاروبين :

المرجع في هذه المعلومه كتاب لغات العالم الحية والميتة صــ 55 ترجمة وأعداد زياد الملا دار الأهالي سوريا .



وعلى الأمة البلوشية اليوم أن تتحد اليوم للنهوض بلغتها القومية وردع الصدع ولم الشمل وإنشاء روابط ثقافية تربط ما بين جميع شرائح المجتمعات البلوشية المختلفة سواء في الوطن الأم بلوشستان أو من دول المهجر .






الخاتمة :



و خلاصة هذه البحث وعلى الأدلة والبراهين و المقارنة بين النظريات وعرضها على المراجع التاريخية ثبت انتفاء الأصل الفارسي الآري للبلوش أو العربي أو الهندي والتركي وغيره ، وثبت سامية البلوش وأنهم إحدى الشعوب السامية التي هاجر أجدادها من بابل وأرض الرافدين إلى مكران ، وكانت أول هجرة بابلية إلى مكران هي هجرة المؤسس الأول مكران ابن فارك ابن سام ابن نوح عليه السلام إلى أرض مكران والتي قد سميت باسمه نسبة إليه ، ومن بعده قد تتالت الهجرات البابلية والكلدانية إلى أرض مكران ، ومروراً بسلالات ملوك الرافدين كا بيلوس والذي قد أعتنق البلوش دينه وأطلقوا أسمه عليهم كما هي عادة الشعوب والقبائل السامية في أطلاق أسماء أربابهم عليهم كما مر بنا سابقاً عند الحديث عن أصل كلمة البلوش .

فهم القومية البلوشية السامية بلغتهم القومية البلوشية السامية من لدن مكران بن فارك وبيلوس وبابل الرافدين إلى بلوشستان المجيدة ، الشعب الذي أقام هذه الحضارة العريقة و الغارقة فالقدم وكتب تاريخه العظيم بحروف من نور و مجد تناقله الأجيال على مر التاريخ ..
الهوتي غير متواجد حالياً