عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-01-2008, 12:56 AM
الصورة الرمزية بن عبري
بن عبري بن عبري غير متواجد حالياً
 






بن عبري is on a distinguished road
افتراضي قصة من كرم زهران

بسم الله الرحمن الرحيم


قصص و أحداث ومواقف كثيرة سمعتها من والدي يرحمه الله عن شجاعة وكرم زهران منها ما كان عنه وعن أخوانه وأبيه وأعمامه ومنها ما كان عن الجماعة وعن قبائل زهران ومن أطرف ما سمعته منه يرحمه الله هذه القصة التي تجلت فيها كل الصور من شجاعة وحكمة وكرم وفرج من الله سبحانه ... واليكم القصة :

القصة هي عن أحد رجالات زهران وبالتحديد من بني عدوان قرية الكرادسة عائلة ال مجري ..

كان هناك سوق يدعى سوق الثلاثاء وكان موقعه قرية الكرادسة يتوافد له الناس من كل القبائل من زهران وغامد وبني مالك وبالحارث وعتيبة وغيرها من القبائل وذات يوم قدموا مجموعة أشخاص من أحد القبائل في ليلة يوم السوق وقصدوا أحد البيوت المجاورة للسوق وكان الوقت متأخراً ودخلوا على صاحب البيت ورحب بهم وسهل كعادته لهم أو لغيرهم ولكنه في هذه المرة كان الأمر محرجاً جداً حيث أنه لا يملك من حطام الدنيا ولا حتى ما يكرم به ضيوفه وأخذ يفكر ويفكر كيف يتصرف ويكرم ضيوفه في هذا الوقت المتأخر من الليل وكان من عادة الضيوف عندما يدخلوا منزل المضيف أو المعزب يعطونه سلاحم ويئمنه لهم حتى مغادرتهم لمنزله وما كان منه ألا أن قام بأخذ أحد بنادق الضيوف وذهب الى أحد المقتدرين في القرية المجاورة لقريته وطلب منه ذبيحه [خروف] وبر مقابل رهن البندقية حتى يأتيه بثمنها ولم يخبره بأنها لأحد الضيوف حتى لا يحرجه ويرفض عمله هذا وأفهمه بأنها له وذهب الى ضيوفه وكأنه يملك كنوز الدنيا كيف لا وهو يستطيع الآن أن يكرم ضيوفه ولا يتفشل فيهم وقام بالذبح والطبخ وزوجته تقوم بالطحن والخبز وتعشى الضيوف وخلدوا الى النوم ولاكن هذا البطل لم يذق لنوم طعم فكيف يأتيه وأحد بنادق الضيوف مرهونة في عشاهم وما كان منه الا أن أخذ غليونه والذي يشبه غليون [نمر بن عدوان ] ودلة القهوة وخرج الى جهوة منزله أو الرعش يعني [البلكونة ] وأخذ يجر غليونه وكلما قرب الصبح زاد همه وحيرته كيف المخرج من هذه الورطه الذي وضع نفسه فيها ... وماتضيق ألا وتفرج وأتاه الفرج من حيث لا يحتسب وفي شدة همه وضيقه وأذا بجارياً يقدم اليه يتضور من الجوع ورحب به وسهل كعادته وقال الضيف الجديد أنقذني بما يسد رمق جوعي وكان من العادة أن يتركوا جزئاً من الذبيحه مطبوخاً لمثل هذه الحالة وقدمه اليه وأكله والعاب يتسايل من شدة مابه من جوع وبعد أن شبع هذا الضيف قال لهذا الكريم سقني الى من ترى فيه الخير ولك ثمني وقام على عجل وأخذ ضيفه الى صاحبه الذي رهن عنده البندقية وقال هذا ضيفك حتى الغد وأعطني البندقية وبالفعل تمت المبادلة وأعاد البندقية الى مأمنها وأصبح الصبح وأخذ الضيوف أسلحتهم شاكرين معزبهم على حسن الضيافة ولم يعلموا بما حصل من وعلى معزبهم ..

هذه القصة وأن كان فيها نقص فهو مني .. والله نسأل أن يرحم من قصها لي والضيوف والمضيف وكل أبطال هذه القصة .

مع خالص تحياتي وتقديري للجميع
رد مع اقتباس