عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-2013, 06:39 AM   #1502
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

العبادة /شباب الصحابة


لقد كان شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم تلاميذ مدرسة النبوة قدوة لمن بعدهم في العبادة والاجتهاد فيها. ومما حفظته لنا السير من عبادتهم -رضوان الله عليهم- ما حدث به النعمان ابن بشير -رضي الله عنه- على منبر حمص إذ قال: «قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، قال: وكنا ندعو السحور الفلاح».
إن شهود النعمان بن بشير -رضي الله عنه- هذه الصلاة مع ما وصف من حالها وهو صغير ليعطي الشاب المسلم الدافع والعزيمة للتأسي بهم -رضوان الله عليهم- والاجتهاد في عبادة ربه. ومع شاب آخر من شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- فيقول:كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تراع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل» قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً. وعبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- زوجه أبوه امرأة فكان يتعاهدها، فتقول له: نعم الرجل لم يكشف لنا كنفاً ولم يطأ لنا فراشاً -تشير إلى اعتزاله- فاشتكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان معه الحوار الطويل حول الصيام وختم القرآن وقيام الليل، وكان مما قاله -رضي الله عنه-:«دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي». وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم عليه ليس منصباً على حرصه على العبادة، إنما لكونه قد حمل نفسه مالا تطيق، ولهذا فلا غنى للشاب عن التوازن وألا يحمل نفسه مالا تطيق، وفي الوقت نفسه ينبغي ألا يكون ذلك حاملاً له على إهمال العبادة وعدم العناية بها. وكان محمد بن طلحة -رضي الله عنه- يلقب بالسجاد لكثرة صلاته وشدة اجتهاده في العبادة، ولقد وصفه قاتله بذلك حين رفع عليه السيف فقال له محمد: نشدتك بحم، فأنشأ يقول:- وأشعث قوام بآيات ربــــه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم ضممت إليه بالقناة قميصـــه فخر صريعاً لليدين وللفــــم على غير ذنب أن ليس تابــعاً علياً ومن لايتبع الحق يَظْلــــم يذكرني حاميم والرمح شاجــر فهلا تلا حاميم قبل التقــــدم وكان عبدالله بن الزبير -رضي الله عنهما- صواماً قواماً كما قال عنه ابن عمر -رضي الله عنهما-«أما والله إن كنت ما علمت صواماً قواماً وصولاً للرحم». العبادة لا تفارقهم حتى في البيوت: ولقد عمر أولئك -رضوان الله عليهم- بيوتهم بالعبادة والطاعة، فكانوا أسعد الناس بوصية النبي صلى الله عليه وسلم :«لا تجعلوا بيوتكم مقابر». حين سئل نافع رحمه الله عما يفعله ابن عمر -رضي الله عنهما- في منزله قال: لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما. واليوم يشعر كثير من الشباب الصالحين أن بقاءه في منزله يكون مدعاة للزلل ومواقعة المعصية فلعل مما يعينه على تجاوز هذه المشكلة أن يأخذ بهذا الهدي النبوي فيكون له نصيب من عبادة الله في بيته ليعتاد العبادة وتصبح ديدناً له وشأناً. وحتى في السفر: والعبادة عند شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليست في حال الإقامة فحسب بل حتى في السفر فعن ابن أبي مليكة رحمه الله قال:صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان إذا نزل قام شطر الليل، فسأله أيوب كيف كانت قراءته؟ قال: قرأ ((وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)) (ق: 19) فجعل يرتل ويكثر في ذلك النشيج. والأمر في السفر لا يقتصر على الصلاة بل يمتد إلى الصيام إذ يقول حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه- :يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟ فقال رسول الله:«هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه» وفي بعض روايات الحديث «إني رجل كثير الصيام أفأصوم في السفر؟». والشاهد من هذا الحديث ليس مجرد الصيام في السفر، إنما هو في عناية هذا الصحابي رضي الله عنه بالصيام، كما توضح ذلك الرواية الأخرى، والصيام من العبادات التي يحتاجها كل مسلم والشباب بالأخص إذ أوصاهم صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله:«يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». الحرص على أعمال الخير: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:« يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال: نعم قال: أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثم ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوي إليك لأ وسأل أنس -رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع له، كما يحدثنا هو عن ذلك: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة، فقال:«أنا فاعل» قال قلت: يا رسول الله، فأين أطلبك؟ قال:«اطلبني أول ما تطلبني على الصراط»، قال قلت: فإن لم ألقك على الصراط؟ قال:«فاطلبني عند الميزان»، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال:«فاطلبني عند الحوض، فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن"(رواه الترمذي). واليوم لسنا بحاجة إلى أن نتبع فلاناً لننظر ماذا يفعل، ولن نستطيع أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لنا ونسأله أين نلقاه، لكن أبواب الخير وطرقه والأسباب التي يحصل بها المرء بإذن الله على الشفاعة قد بينها لنا صلى الله عليه وسلم أتم بيان، فلم يبق إلا العمل. ومن رحمة الله بعبادة أن وسع لهم أبواب التقرب والعبادة من تلاوة وذكر وصيام وصدقة، فيشعر المسلم أن أبواب الخير واسعة، ومجالات الإحسان ليست قاصرة على نوع من أنواع الطاعات. فعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة» قال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة.
------------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس